الجمعة، 23 مايو 2025

07:12 م

"أدلة مغلوطة" و"صور مفبركة".. هل يتعمد ترامب إحراج القادة؟

جانب من لقاء ترامب وسيريل رامابوسا في المكتب البيضاوي

جانب من لقاء ترامب وسيريل رامابوسا في المكتب البيضاوي

جهاد أشرف

A .A

في مشهد أثار جدلًا واسعًا، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، خلال لقائهما في المكتب البيضاوي، ما وصفه بـ"أدلة" على جرائم قتل جماعية ضد المزارعين البيض في جنوب إفريقيا.

لكن هذه الأدلة ثبت لاحقًا أنها غير دقيقة، وتضمنت صورًا ومقاطع فيديو أُخرجت من سياقها الأصلي، ما أثار انتقادات واسعة حول مصداقية هذه الادعاءات.

صور مضللة ومقاطع خارج السياق

من بين ما عرضه ترامب، صورة مطبوعة زعم أنها لمزارعين بيض قُتلوا، قائلاً: "هؤلاء جميعًا يُدفنون"، لكن تبيّن أن الصورة مأخوذة من مقطع مصور بثته وكالة "رويترز" في فبراير، يُظهر نقل جثامين في غوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية، عقب اشتباكات مسلحة.

كما قدّم ترامب مقطع فيديو يدّعي أنه يوثق مقابر جماعية، بينما أوضح تحقيق لصحيفة "ذا جارديان" أنه يُظهر موقعًا تذكاريًا مؤقتًا في جنوب إفريقيا، بعيدًا عن أية وقائع عنف ممنهج.

استخدام سياسي لمحتوى مفبرك

تضمن الفيديو المغلوط ظهور زعيم حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية"، يوليوس ماليما، وهو يردد شعارات مثيرة تعود إلى الحقبة المناهضة للفصل العنصري، منها "اقتل البوير، اقتل المزارع".

وقد استخدم ترامب هذه اللقطات لتبرير دعواته بمنح اللجوء للمزارعين البيض، مدّعيًا خطأً أن ماليما مسؤول حكومي، في مسعى لإضفاء الطابع الرسمي على هذه التصريحات المثيرة.

بريتوريا ترد: "ادعاءات لا أساس لها"

ردًا على هذه المزاعم، شدد الرئيس رامافوزا وحكومته على نفيهم القاطع لوجود حملات عنف منظمة ضد المزارعين البيض.

وأكد وزير الزراعة، جون ستينهايزن، أن مشاركته في الحكومة تهدف تحديدًا إلى كبح جماح التيارات المتطرفة، مشيرًا إلى أن الحكومة ترفض تلك النظريات التي وصفها باليمينية المتطرفة.

لقاء يثير التساؤلات حول نهج البيت الأبيض

تحوّل اللقاء إلى فرصة استغلها ترامب لإحراج ضيفه أمام وسائل الإعلام، في تصرف أعاد للأذهان سلوكًا مشابهًا عندما ضغط علنًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لقاء سابق.

ووفقًا لوكالة "رويترز"، فإن هذا النهج قد يقوّض الثقة الدبلوماسية ويُضعف علاقات واشنطن مع دول ناشئة، لا سيما في ظل تنافسها الجيوسياسي مع الصين.

مخاوف دبلوماسية من نهج ترامب

اعتبر السفير الأمريكي السابق لدى جنوب إفريقيا، باتريك جاسبارد، أن ما جرى "مشهد مخزٍ"، وقال في منشور على منصة "إكس": "التعامل وفق شروط ترامب لا يسير على ما يرام لأي طرف"، في إشارة إلى إهانة مضيف البيت الأبيض لضيوفه السياسيين.

فرصة دبلوماسية ضائعة

كان من المفترض أن يمثل الاجتماع محاولة لإعادة ضبط العلاقات بين البلدين، والتي شهدت توترًا خلال إدارة ترامب السابقة بسبب خلافات حول قضايا الأراضي، والمعاملة العرقية، والعلاقات الدولية.
لكن هذا اللقاء انتهى بتعميق الفجوة، لا بتقريب وجهات النظر.

search