الجمعة، 23 مايو 2025

11:05 م

ثقة المستثمرين تعود.. الجنيه الإسترليني يسجل أعلى مستوياته في 3 سنوات

سعر الجنيه الإسترليني

سعر الجنيه الإسترليني

شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا حادًا يوم الجمعة، مقتربًا من أعلى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات، وحقق أفضل أداء أسبوعي له مقابل الدولار الأمريكي منذ أوائل أبريل.

وجاء هذا الارتفاع بدعم من بيانات إيجابية غير متوقعة من قطاع التجزئة البريطاني، والتي عززت ثقة المستثمرين في أداء الاقتصاد المحلي.

فقد أظهر تقرير صادر عن مكتب الإحصاءات الوطنية أن مبيعات التجزئة البريطانية ارتفعت بنسبة 1.2% خلال أبريل، متجاوزة التوقعات، حيث ساهم الطقس المعتدل في زيادة الإنفاق الاستهلاكي.

أعلى مستوى للعملة منذ 2022

أدت هذه الأرقام إلى صعود الجنيه الإسترليني بنسبة 1.5% خلال الأسبوع، ليصل إلى 1.3468 دولار، وهو أعلى مستوى يسجله منذ فبراير 2022، أي قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي كان قد أعاد حينها أنظار المستثمرين نحو الدولار كملاذ آمن.

تراجع الثقة بالدولار يدعم الإسترليني

وتزامن أداء الإسترليني القوي مع حالة من الضبابية في المشهد الاقتصادي الأمريكي، انعكست سلبًا على أداء الدولار.

ويعزى هذا الغموض إلى التذبذب في السياسات التجارية الأمريكية، وخصوصًا ما يتعلق بمشروع قانون ضخم للضرائب والإنفاق يقوده الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي أثار قلقًا واسعًا بشأن تفاقم الدين العام الأمريكي.

وقد دفع ذلك المستثمرين للابتعاد عن الدولار وتوجيه استثماراتهم نحو عملات بديلة أكثر استقرارًا مثل الجنيه الإسترليني.

عوائد السندات البريطانية تجذب المستثمرين

في المقابل، تشهد بريطانيا ارتفاعًا في الاقتراض الحكومي، إذ قفزت عوائد السندات البريطانية لأجل 30 عامًا إلى أكثر من 5.5% يوم الجمعة، رغم تراجع أسعار الطاقة.

ورغم ما تعكسه هذه الزيادة من هشاشة في الوضع المالي للحكومة البريطانية، فقد جذبت العوائد المرتفعة اهتمام المستثمرين الأجانب، مما دعم الجنيه بشكل إضافي.

معضلة التضخم وسياسة الفائدة

على الجانب الآخر، لا يزال التضخم في بريطانيا يشكل تحديًا كبيرًا.

وأظهرت بيانات صدرت الأربعاء أن أسعار المستهلكين ارتفعت بمعدل يفوق التوقعات، ما يضع بنك إنجلترا أمام معادلة صعبة بين خفض أسعار الفائدة لتحفيز النمو، ومواجهة التضخم المرتفع.

وتشير توقعات الأسواق إلى احتمالية خفض الفائدة البريطانية بنحو 38 نقطة أساس بحلول نهاية العام، مقارنة بتخفيضات أكبر متوقعة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو بنحو 50 نقطة أساس.

نظرة مستقبلية

رغم الأداء القوي للجنيه الإسترليني هذا الأسبوع، فإن مساره المستقبلي لا يزال مرهونًا بتطورات التضخم، وتحركات البنوك المركزية الكبرى، إضافة إلى استقرار العوامل الجيوسياسية والمالية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة.

search