الرعب من اليوم التالي.. نتنياهو يهرب من المحاكمة بحرب "بلا نهاية"

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
تتزايد التحليلات السياسية التي تربط بين إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إطالة أمد الحرب، ودوافع سياسية وشخصية تهدف إلى ضمان بقائه في السلطة، رغم الإخفاقات العسكرية والضغوط الداخلية.
أهداف نتنياهو الشخصية من الحرب
وأكد وكيل المخابرات العامة الأسبق، اللواء محمد رشاد، أن كافة تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حربه على غزة تندرج ضمن إطار سياسي بحت يخدم مصالحه الشخصية، وعلى رأسها البقاء في قيادة الحكومة واستمرار هيمنة اليمين المتطرف على السلطة في إسرائيل، لافتا إلى أن نتنياهو لم يحقق أي من الأهداف العسكرية المعلنة في حربه على غزة.
وأوضح رشاد، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن نتنياهو يعتبر استمرار الحرب ضرورة سياسية، حيث إن توقفها سيؤدي إلى فتح ملفات الفساد والملاحقات القضائية ضده، كما أنه يستخدم إشعال فتيل الحرب كلما هدأت حدتها كوسيلة للهروب من الأزمات الداخلية، سواء كانت سياسية أو شخصية، حيث يرتبط اسمه مؤخرا باتهامات في اخفاقات السابع من أكتوبر بجانب قضايا فساد.

تصعيد العمليات العسكرية
وأشار رشاد إلى أن الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لا تمارس الضغط الكافي على نتنياهو لوقف إطلاق النار، بل توفر له الدعم الكامل، ما يمنحه القدرة على الاستمرار في تصعيد العمليات العسكرية، رغم تحذيرات مبعوث ترامب من افتقار الحرب للأهداف الواضحة.
وحول الوضع في غزة، قال رشاد إن القطاع يواجه كارثة إنسانية حقيقية جراء استمرار القصف الإسرائيلي، موضحًا أن ما يجري لم يعد مرتبطًا بمقاومة مسلحة بقدر ما أصبح يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، من خلال استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج.

انتهاك لكل القيم
وأكد أن الجيش الإسرائيلي بات يتفنن في ضرب المناطق السكنية، ما يُعد انتهاكًا لكل القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية، مشددًا على أن الاحتلال لم يحقق أي إنجاز ضد فصائل المقاومة، التي لا تزال تحت الأرض بالأنفاق رغم الهجمات.
كما أشار اللواء محمد رشاد إلى أن نتنياهو يحاول فرض شروطه في المفاوضات عبر الضغط العسكري، رغم إدراكه أن المقاومة لم تنكسر، وأن مطالب حماس واضحة وتتمثل في وقف إطلاق النار، والانسحاب من غزة، وتبادل الأسرى.
وفيما يخص الوضع الداخلي في إسرائيل، أكد رشاد أن المجتمع الإسرائيلي بات يميل بشدة نحو التطرف، رافضًا أي حلول تقود إلى إقامة دولة فلسطينية، وهذا قد يدعم موقف نتنياهو في البقاء بالسلطة، مستبعدا أي تراجع من جانب نتنياهو عن موقفه في الحرب لأن موقفه السياسي مرهون باستمرارها، مشددًا على أن أهدافه تظل سياسية بحتة وليست عسكرية.
إصرار من الائتلاف الحاكم
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي في حركة فتح، إن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب على غزة يرتبط بعدة دوافع، أبرزها البقاء في السلطة وتجنب الانتخابات المبكرة، بالإضافة إلى مشاريع استراتيجية واقتصادية يسعى لتنفيذها في قطاع غزة.
وأوضح الرقب، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن السبب الأول وراء تمسك نتنياهو بالحرب يعود إلى إصرار من الائتلاف الحاكم، مشيرًا إلى أن انتهاء الحرب سيضع نتنياهو مباشرة أمام محاكمات بسبب فشله في التصدي لعملية 7 أكتوبر، باعتباره المسؤول الأول عن الإخفاق الأمني الكبير، رغم محاولاته خلال مؤتمره الصحفي الأخير التهرب من المسؤولية وتحميل الأجهزة الأمنية عبء التأخر في الرد.

طريق بري-بحري
وأشار الرقب إلى أن تصريحات نتنياهو المتكررة في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأعوام من 2022 حتى 2025 تكشف عن مشروع استراتيجي لطريق بري-بحري يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، مرورًا بغزة، وهو ما يفسر – بحسب الرقب – إصرار نتنياهو على تفريغ القطاع من سكانه لتسهيل تنفيذ المشروع، إلى جانب طمعه في السيطرة الكاملة على غاز غزة.
وأكد الرقب أن الحديث عن خلافات بين نتنياهو والإدارة الأمريكية أو الرئيس دونالد ترامب مجرد "خديعة إعلامية"، مؤكدًا أن التناغم بين الطرفين واضح من خلال الدعم الأمريكي المطلق وعدم وجود ضغوط حقيقية لإنهاء الحرب.
اخفاقات 7 أكتوبر
وأضاف أن نتنياهو يواجه أربعة ملفات فساد بجانب إخفاقه في إدارة أزمة 7 أكتوبر، ومن المتوقع أن تفتح هذه الملفات بمجرد انتهاء الحرب، وتشمل اتهامات بتلقي رشاوى، وتسهيلات لشركات إعلامية، إلى جانب مخالفات أخرى.
رغم كل ذلك، أشار الرقب إلى أن نتنياهو لا يزال يحظى بدعم شعبي واسع داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث لم تبرز حتى الآن شخصية سياسية تنافسه بشكل جدي في استطلاعات الرأي، مبينًا أن الإسرائيليين انتخبوه رغم علمهم بملفات فساده، ما يعكس – حسب تعبيره – "فسادًا عامًا في المجتمع الإسرائيلي الذي اختار فاسدًا لقيادته".
وأكد الرقب أن نتنياهو فشل في تحقيق الأهداف العسكرية من الحرب، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس، التي لا تزال تحتفظ ببعض قوتها وقدرتها.

الأكثر قراءة
-
تفاصيل إخلاء سبيل سائق تروسيكل واقعة منقباد بأسيوط
-
سيدة تحرر محضرًا بتلف سيارتها بسبب سقوط سور في عين شمس
-
بعد موجة صعود، ما أسباب هبوط أسعار الذهب محليًا وعالميًا؟
-
احتجاجًا على تهميش الكوادر، استقالة جماعية تضرب الجبهة الوطنية بسوهاج
-
إحالة مهندس أنهى حياة 3 أشخاص من أسرته ومسن بحدائق المعادي للمفتي
-
رحيل شخصين في سقوط مصعد داخل شركة بالغربية
-
استدرجها بخدعة، مسن يتعدى جسديًا على فتاة في الغربية
-
براءة آخر متهميَن بقضية "رشوة حي البساتين" بعد الاستئناف على حكم المشدد

أخبار ذات صلة
على طريقة "الإكسات"، علاقة محمد صلاح وليفربول تدخل مرحلة "التروما"
23 أكتوبر 2025 02:21 م
المال السياسي والكراسي، استقالات جماعية تهز 3 أحزاب قبل انتخابات النواب
22 أكتوبر 2025 01:09 م
خالد غنيم: تأهل سوريا لكأس آسيا نتيجة عمل جماعي واحترافية عالية (خاص)
22 أكتوبر 2025 12:10 م
تطبيق إلكتروني يساعد المحامين، كيف فاز طلاب كلية الحقوق بجائزة هاكاثون؟
21 أكتوبر 2025 10:17 م
كيف استلهم مرتكب جريمة الإسماعيلية فكرته من مسلسل Dexter؟
21 أكتوبر 2025 09:30 م
أزمة تنس الطاولة, عرض جديد لأمراض الرياضة المصرية المزمنة
21 أكتوبر 2025 08:09 م
إكسسوارات بيزنس التعليم.. ملازم "تقطم" الظهر وكتاب مدرسي خارج الزمن
21 أكتوبر 2025 05:04 م
المقاعد تُمنح لا تُنتخب.. كيف أعادت "القائمة الوطنية" تشكيل الخريطة البرلمانية؟
21 أكتوبر 2025 03:20 م
أكثر الكلمات انتشاراً