الخميس، 29 مايو 2025

04:21 ص

علاقة معقدة.. تصاعد التوتر بين نتنياهو ورئيس الأركان

نتنياهو، ورئيس أركان الجيش، إيال زامير

نتنياهو، ورئيس أركان الجيش، إيال زامير

جهاد أشرف

A .A

تصاعدت حدة التوتر بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش، إيال زامير، إثر الإعلان المفاجئ عن تعيين اللواء دافيد زيني، رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام "الشاباك"، دون التنسيق المسبق مع قيادة الجيش، ما فجّر خلافًا داخليًا غير مسبوقا بين المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل.

علاقة معقدة

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية، مساء أمس، نقلًا عن مصادر مقربة من نتنياهو، أن العلاقة بين رئيس الوزراء ورئيس الأركان باتت "معقدة"، في ظل ما وصفته المصادر بتدخل متزايد من زامير في شؤون ليست من صلب اختصاصه، مضيفة أن "الشعور السائد هو أنه يُحاول إثبات نفسه باستمرار، رغم أن لا أحدًا  يشكك في صلابته أو مواقفه".

وأوضحت المصادر، أن التوتر بلغ ذروته خلال مناقشات داخلية حساسة، ما دفع نتنياهو إلى اتخاذ خطوة غير معتادة بعدم إبلاغ رئيس الأركان مسبقًا بقرار تعيين زيني، في محاولة لفرض الأمر كواقع، خشية أن يعترض زامير على القرار أو يسعى لعرقلته.

انتقاد صريح

وفي تطور دراماتيكي، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة الماضية، أن رئيس الأركان قرر الموافقة على تقاعد اللواء دافيد زيني من الجيش في الأيام القليلة المقبلة، مشيدًا بخدمته الطويلة والمتميزة، إلا أن البيان تضمّن في الوقت نفسه انتقادًا صريحًا لرئيس الوزراء.

وجاء في بيان المتحدث باسم الجيش: "رئيس الأركان يوضح أن أي تواصل بين ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي والمستوى السياسي يجب أن يتم بموافقته"، في إشارة إلى اللقاء الذي جمع زيني بنتنياهو دون علم القيادة العسكرية.

زامير يحقق مع زيني

واستدعى إيال زامير، الجمعة، دافيد زيني، رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" المعيّن، للاستفسار عن اتصالاته المباشرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دون تنسيق مسبق مع قيادة الجيش، في خطوة تُمثل تصعيدًا إضافيًا في التوتر بين المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل.

جاء هذا الاستدعاء بعد إعلان نتنياهو تعيين زيني رئيسًا جديدًا للشاباك خلفًا لرونين بار، الذي تمّت إقالته مؤخرًا، في قرار أثار عاصفة من الجدل والاحتجاجات داخل الأوساط السياسية والأمنية، ووُصف في بعض الدوائر بأنه "تحدٍّ صارخ للقضاء والمؤسسات".

وفي السياق نفسه، أفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، بأن اجتماعًا عُقد بالفعل بين زامير وزيني صباح اليوم، دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن فحوى اللقاء.

نتنياهو يتخطى زامير

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن رئيس الأركان استدعى زيني على خلفية اتصالاته المباشرة مع نتنياهو دون علم القيادة العسكرية، وهو ما يُعد خرقًا للبروتوكولات المعمول بها، والتي تُلزم بالحصول على موافقة مسبقة من رئيس الأركان قبل أي تواصل بين ضباط الجيش والمسؤولين السياسيين.

وبحسب القناة، فقد تم إبلاغ زامير بقرار تعيين زيني قبل دقائق فقط من صدوره رسميًا، ما أثار غضبه ودفعه للمساءلة الفورية. ولم يُعلق مكتب رئيس الوزراء على التقارير التي أفادت بوجود لقاءات أو محادثات بين نتنياهو وزيني جرت دون علم المؤسسة العسكرية.

انقسام داخلي في إسرائيل

ويأتي هذا التطور في وقت يتصاعد فيه الخلاف بين نتنياهو ورئيس الأركان، على خلفية ملفات أمنية وتعيينات حساسة، كان آخرها ما يتعلق بمنصب رئيس الشاباك، في ظل ظروف أمنية وسياسية متوترة تمر بها إسرائيل داخليًا وخارجيًا.

ويثير هذا الخلاف تساؤلات بشأن مدى الانضباط المؤسسي داخل الدولة، والتوازن بين الصلاحيات المدنية والعسكرية، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية المعقدة التي تواجهها إسرائيل حاليًا، لا سيما في جبهات غزة والشمال.

وتبقى إمكانية دخول تعيين زيني حيز التنفيذ مرهونة بمواقف المؤسسة العسكرية ومواقف أخرى داخل الائتلاف الحاكم، وسط تحذيرات من تداعيات سياسية وأمنية إذا استمرت حالة التوتر بين القيادة السياسية والعسكرية في التصاعد.

search