الخميس، 29 مايو 2025

12:58 م

جلسة محاكمة "سفاح الإسكندرية".. مفاجآت وشهادات متضاربة

سفاح الاسكندرية

سفاح الاسكندرية

A .A

شهدت الجلسة الثانية في محاكمة المتهم نصر الدين.ا، المعروف إعلامياً بـ"سفاح المعمورة"، تطورات درامية وادعاءات متباينة أمام الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين.

تضليل وتهرب

قال كريم متولي، زوج ابنة الضحية الأولى محمد إبراهيم عدس، إن المتهم أخبرهم ببيع المنزل، رغم وجود عقد المنزل بحوزتهم، وأن الضحية ذهب إليه باعتباره محاميه الخاص. 

وأضاف أن نصر الدين أخبرهم لاحقاً بأنه تزوج من سيدة أوكرانية، وهو ما لم يصدقوه.

وأكد كريم أنه حاول الاتصال بالمتهم مراراً للاستفسار عن مكان والد زوجته، إلا أن الأخير كان يراوغ في تحديد المواعيد ولم يلتزم بأي منها.

محاولة للصلح ونفي للادعاءات

من جانبه، علّق المتهم على الشهادة قائلاً: "أدفع ببطلان هذه الشهادة، ولم أتهرب من اللقاء، بل حددت موعداً واحداً فقط ثم اعتذرت بسبب ظروف عملي بنيابة المنشية". 

وأكد أنه ذهب معهم إلى قسم الشرطة طواعية، وأن الضحية رفض لقاء زوج ابنته بسبب خلافات عائلية.

وأضاف: "لم أقل إنني قابلت الضحية بالمعمورة، بل هو من حدد الموعد هناك، وأبلغت أسرته بذلك في محاولة للصلح بينهم".

ادعاء مثير للجدل

فجّر دفاع المتهم مفاجأة حين زعم أن نجل الضحية تلقى اتصالاً من شخص مجهول يدّعي أن والده لا يزال على قيد الحياة ويقيم في الجيزة، بعد اختطافه. 

وأفاد الابن بأنه حول مبالغ مالية لهذا الشخص مقابل معلومات لم يحصل عليها، مؤكداً أنه تعرض لعملية نصب، ويملك إيصال أمانة يثبت التحويلات.

شهادة جديدة تكشف تفاصيل الجريمة

أدلى تامر السيد، نجل مالكة شقة بشارع 7 في منطقة 45، بشهادته قائلاً إنه عثر على غطاء إسمنتي بالشقة، وعند الحفر اكتشف جثة الضحية محمد إبراهيم عدس وأبلغ النيابة. وأكد أنه لم يكن يعرف المتهم مسبقاً.

لكن المتهم نصر الدين فنّد هذه الأقوال قائلاً: "تامر اتصل بي أكثر من مرة لتحصيل الإيجار، ووالدته كانت ترفض تحويل المبلغ بسبب تعاطيه المخدرات. كما أن والدته رأتني عدة مرات، خلافاً لما قاله".

وأضاف أن شباك المخزن في الشقة تم خلعه من قبل تامر وأصدقائه لتعاطي المخدرات، نافياً مسؤوليته عن التغيير في الشقة.

تناقض بين الشهود وتحريات المباحث

وأشار نصر الدين إلى وجود تعارض بين شهادة تامر وأقوال رئيس المباحث، الذي أفاد أن التحريات هي من كشفت عن وجود الجثث، في حين قال تامر إن والدته هي من أبلغت الشرطة.

هيئة المحكمة تستجوب رئيس المباحث

استُجوب رئيس مباحث قسم أول المنتزه، حسين أفندي، حول كيفية اكتشاف الجريمة، فأوضح أن بلاغاً ورد في 8 فبراير من الشاهد إسلام صبحي عن وجود سيدات محتجزات داخل الشقة، وتبين لاحقاً وجود حفرة تحتوي على جثتين وبطاقة هوية للضحية الثالثة "تركية".

علاقة عمل وخلافات

كشفت التحريات أن المتهم كان على خلاف مع زوجته وقام بقتلها، فيما استدرج ضحيته الثالثة "تركية" – التي كانت على صلة به بصفته محاميًا – إلى شقته، وخنقها بعد نشوب خلاف مالي. ثم استخدم بطاقتها البنكية لسحب أموال، بمساعدة ضحية أخرى قتلها لاحقاً للتخلص منها.

شهادة ابنة الضحية الأولى

أكدت سارة محمد إبراهيم عدس، ابنة الضحية الأولى، أن المتهم استدرج والدها وقتله. 

ورد نصر الدين على شهادتها قائلاً إنها "كاذبة"، وأنها وشقيقها قدما ضده محضرًا بقسم الرمل، وأفاد بأن رئيس المباحث منعه من مقابلتهما تجنباً لوقوع شجار، قبل أن ينصرف لاحقًا دون احتجازه.

متهم مضطرب وشكوك متزايدة

ظهر المتهم نصر الدين خلال الجلسة شاحب الوجه، مضطرباً ومرتبكاً، وسط تضارب أقوال الشهود وتناقضها مع التحريات. ويبقى أمام المحكمة مهمة الفصل في هذه القضية المعقدة التي أثارت الرأي العام، وسط تواتر الشهادات والدلائل.

search