الجمعة، 30 مايو 2025

10:17 ص

بوتين يحدد "حزمة شروط" لوقف آلة الحرب.. ماذا قال عن الناتو؟

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

جهاد أشرف

A .A

كشفت ثلاثة مصادر روسية مطلعة على المفاوضات الجارية لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وضع حزمة شروط رئيسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تشمل التزامًا مكتوبًا من قادة الغرب بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقًا، إضافة إلى رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على موسكو.

يأتي ذلك في وقت أظهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، تزايدًا في حدة انتقاداته لبوتين، محذرًا من أن الأخير "يلعب بالنار" برفضه الانخراط في مفاوضات لوقف إطلاق النار مع كييف، رغم الهجوم العسكري الروسي الأخير في الميدان.

وبحسب المصادر، فإن بوتين وافق عقب محادثة هاتفية مطولة مع ترامب استمرت أكثر من ساعتين الأسبوع الماضي، على التعاون بشأن مذكرة تفاهم قد تشكّل أساسًا لاتفاق سلام محتمل.

وأكدت موسكو أنها تعمل على صياغة نسختها الخاصة من الوثيقة، لكنها لم تحدد جدولًا زمنيًا لإتمامها، حسبما ذكرت “رويترز”.

موسكو تطالب بضمانات أمنية مكتوبة

تشير المصادر إلى أن الكرملين يطالب بضمانات خطية من الدول الغربية الكبرى تقضي بعدم توسيع "الناتو" ليشمل أوكرانيا، جورجيا، مولدوفا، أو أي من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، كما تطالب روسيا بضمان حياد أوكرانيا، ورفع بعض العقوبات الغربية، وتسوية ملف الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، إلى جانب "حماية الناطقين بالروسية" داخل الأراضي الأوكرانية.

وقال أحد المصادر الروسية رفيعة المستوى: "بوتين مستعد للتوصل إلى سلام، لكن ليس بأي ثمن"، مضيفًا أن موسكو ترى في التقدم العسكري وسيلة لإظهار أن كلفة السلام غدًا ستكون أعلى مما هي عليه اليوم.

كييف ترفض تدخل روسيا في شئونها

من جانبها، رفضت أوكرانيا منح روسيا حق النقض على تطلعاتها للانضمام إلى "الناتو"، مؤكدة أنها تحتاج إلى ضمانات أمنية غربية قوية تردع أي عدوان روسي مستقبلي، فيما لم تصدر أي تعليقات رسمية من إدارة الرئيس فلوديمير زيلينسكي على هذه التقارير.

أما حلف "الناتو"، فقد جدّد موقفه الرافض لتغيير سياسة "الباب المفتوح" تحت ضغط موسكو، مؤكدًا أن قرار توسيع التحالف سيبقى بيد الدول الأعضاء فقط.

تشدد روسي وتصعيد ميداني

وتسيطر القوات الروسية حاليًا على نحو خمس الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك معظم مناطق لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. وتواصل روسيا هجماتها الجوية وتوغلاتها البرية، في وقت تتكبد فيه الدولتان خسائر بشرية ومادية كبيرة.

ووفقًا لمصادر روسية، فإن بوتين أصبح أقل استعدادًا للتنازل عن الأراضي، ويتمسك باستعادة كامل المناطق الأربع التي أعلنت روسيا ضمها رسميًا. وقال أحد المصادر: "موقف بوتين بشأن الأرض أصبح أكثر تشددًا".

ضغوط دولية وأزمة اقتصادية داخلية

تواجه روسيا تحديات اقتصادية متزايدة بفعل الحرب، أبرزها نقص العمالة، وارتفاع معدلات الفائدة، وتراجع عائدات النفط، ما يثير قلقًا متناميًا داخل الكرملين، بحسب ما أفادت به "رويترز" في وقت سابق.

ورغم ذلك، تعتقد موسكو أنها قادرة على مواصلة القتال لسنوات، بصرف النظر عن العقوبات أو الكلفة الاقتصادية.

ترامب يهدد بعقوبات جديدة

وعلى الرغم من تصريحاته السابقة التي وصف فيها بوتين بأنه "يريد السلام"، حذّر ترامب في الأيام الأخيرة من أن واشنطن قد تفرض عقوبات جديدة إذا استمرت روسيا في تأجيل التوصل إلى تسوية، وقال على منصاته في وسائل التواصل إن بوتين "فقد أعصابه" بعد شنّ هجوم جوي واسع النطاق على أوكرانيا مؤخرًا.

"الناتو" جوهر الخلاف

تستند المطالب الروسية بعدم توسيع الحلف إلى وعود سابقة قدمها مسؤولون غربيون في تسعينيات القرن الماضي، ويؤكد الكرملين أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جيمس بيكر، وعد الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف عام 1990 بعدم تمدد الحلف شرقًا، وهو ما تعتبره موسكو خيانة استراتيجية، رغم أن هذا الوعد لم يُدوّن رسميًا.

ويصر "الناتو" على أن وجوده لا يمثل تهديدًا مباشرًا لروسيا، لكنه أشار في تقييماته الأمنية إلى أن موسكو تشكّل "التهديد الأخطر" لأمن المنطقة الأوروبية الأطلسية.

انضمام فنلندا والسويد

وأدى غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022 إلى تسريع انضمام فنلندا إلى "الناتو" في 2023، تلتها السويد في العام التالي، ما اعتبره الغرب مؤشرًا على الخطر الروسي المتزايد.

search