الأسوأ عالميًا.. موجة تراجع حادة للأسهم السعودية في مايو

تشهد سوق الأسهم السعودية موجة تراجع حادة خلال مايو، لتسجل أسوأ أداء بين مؤشرات الأسواق العالمية، في ظل انخفاض أسعار النفط وتزايد الشكوك حول استمرارية الإنفاق على المشاريع العملاقة التي تمثل ركيزة أساسية لرؤية المملكة 2030.

وفقد مؤشر "تداول" العام 6.4% حتى إغلاق جلسة الثلاثاء، متصدرًا خسائر 92 مؤشرًا للأسواق المالية حول العالم تتابعها بلومبرج، ويعد هذا التراجع هو الرابع على التوالي، في أطول سلسلة خسائر منذ عام 2014.

ورغم المكاسب القوية التي حققتها الأسواق الناشئة خلال الشهر، لا تزال السوق السعودية تعاني من ضعف السيولة وتراجع المعنويات، ما يجعلها خارج موجة الانتعاش العالمي.

النفط السعودي تحت الضغط 

يعود هذا التراجع إلى انخفاض أسعار النفط، التي سجلت أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات في أبريل. 

وجاء ذلك في ظل ارتفاع الإمدادات من دول تحالف "أوبك+"، وتزايد الضبابية حول الاقتصاد العالمي، حيث سجلت الميزانية السعودية أكبر عجز فصلي لها منذ أواخر 2021.

انخفاض أسعار النفط 1% وسط مخاوف من فائض محتمل في الإمدادات

النفط يتراجع وسط ترقب لقرارات "أوبك+" بشأن زيادة الإنتاج

تراجع جماعي في الأسهم السعودية 

وتشير بيانات بلومبرج إلى أن 23 سهمًا فقط من أصل 253 سهمًا مدرجًا في السوق حققت مكاسب خلال مايو. 

وكانت الضغوط الأكبر ناتجة عن انخفاض أسهم ثقيلة مثل "مصرف الراجحي" و"أكوا باور"، ما أدى إلى تعزيز الاتجاه الهبوطي للمؤشر العام.

وتزامن هذا الأداء مع تراجع ثقة المستثمرين، خاصة الأجانب، نتيجة عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل السياسة المالية وأسعار الطاقة.

أسعار النفط عالميًا

ويتداول خام برنت حاليًا قرب مستوى 65 دولارًا للبرميل، بينما تشير تقديرات "بلومبرج إيكونوميكس" إلى أن السعودية تحتاج إلى سعر 96 دولارًا للبرميل لتحقيق التوازن في الموازنة العامة، ويرتفع هذا الرقم إلى 113 دولارًا في حال شمول إنفاق صندوق الاستثمارات العامة، وهي مستويات لم تشهدها السوق النفطية منذ عام 2016.