الجمعة، 30 مايو 2025

10:21 ص

من هارفارد لـ كاليفورنيا.. لماذا يشن ترامب حربًا على الجامعات؟

حملة ترامب على الجامعات

حملة ترامب على الجامعات

جهاد أشرف

A .A

شن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حملة ضد الطلاب والجامعات الأمريكية بتهم معاداة السامية، ولم يكتف بحربه التي شنها على جامعة هارفارد بدءًا من تخفيض الإنفاق الفيدرالي لها، وصولًا لوقف قيد الطلاب الأجانب وترحيلهم وإلغاء عقود معها بقيمة 100 مليون دولار، لتتوسع حملته وتطال جامعة كاليفورنيا بكل فروعها بالإضافة لجامعات أخرى.

جامعة كاليفورنيا

مقاضاة جامعة كاليفورنيا 

وأعلن مسؤول بارز في وزارة العدل الأمريكية أن الإدارة الفيدرالية تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية واسعة النطاق ضد عدد من الجامعات الأمريكية، على خلفية مزاعم متعلقة بمعاداة السامية، في خطوة تمثل تصعيدًا قانونيًا جديدًا في هذا الملف الحساس، حسبما ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس".

وقال المستشار القانوني في قسم الحقوق المدنية بالوزارة، ليو تيريل، والذي يترأس فريق عمل متعدد الوكالات لمكافحة معاداة السامية، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أمس، إن الوزارة تستعد لإطلاق "دعاوى قضائية ضخمة" ضد نظام جامعة كاليفورنيا، بالإضافة إلى جامعات أخرى في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة.

وأوضح تيريل، أن قائمة الجامعات المستهدفة تشمل مؤسسات على الساحل الشرقي والغربي وكذلك في الغرب الأوسط، مضيفًا: "توقعوا اتهامات بجرائم كراهية من قبل الحكومة الفيدرالية، ودعاوى قضائية بموجب الباب السابع من قانون الحقوق المدنية"، في إشارة إلى التشريعات التي تحظر التمييز في التوظيف على أساس العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو الأصل القومي.

6 جامعات أخرى

وقال ليو تيريل، في مقابلة مع صحيفة "جويش نيوز سوينديكت"، إن عددًا من الجامعات، من بينها كولومبيا، جورج واشنطن، جونز هوبكنز، نيويورك، نورث وسترن، وجامعة مينيسوتا، رفضت التعاون مع محققي فريق العمل الفيدرالي المعني بمكافحة معاداة السامية، والذي تم إطلاقه في مارس الماضي. 

وذكر أن الزيارات المقررة إلى هذه الجامعات لم تتم بسبب ما وصفه بـ"المقاومة"، دون أن يوضح طبيعة هذه المقاومة أو تفاصيلها.

راشيل زانتز

كاليفورنيا تنفي الاتهامات

في المقابل، نفت جامعة كاليفورنيا الاتهامات بعدم التعاون، مؤكدة أنها تعمل "بشكل جاد لمواجهة معاداة السامية بكل أشكالها". 

وقالت المديرة العليا للاتصالات الاستراتيجية بالجامعة، راشيل زانتز، في بيان: "تعاونّا مع الإدارة، ونعتزم مواصلة هذا التعاون ولا مكان لمعاداة السامية في جامعة كاليفورنيا أو في أي مكان آخر".

أما جامعة جنوب كاليفورنيا، فأكدت أنها "تدين معاداة السامية بجميع أشكالها"، مشيرة إلى أنها "اتخذت إجراءات صارمة لحماية جميع طلابها، بمن فيهم أفراد المجتمع اليهـودي"، كما عبّرت عن فخرها بوجود واحدة من أكبر الهيئات الطلابية اليهودية في الولايات المتحدة داخل حرمها الجامعي.

ورغم هذه التصريحات، لم توضح أي من الجامعتين ما إذا كانت زيارات فريق العمل الفيدرالي قد تمت بالفعل، أو طبيعة الطلبات المقدمة من المحققين.

رسائل تحذيرية لعشرات الجامعات

وفي فبراير الماضي، أرسلت وزارة التعليم رسائل تحذيرية إلى أكثر من 60 حرمًا جامعيًا، من بينها أربعة فروع من جامعة كاليفورنيا، تطالبها بحماية الطلاب اليهود أو مواجهة إجراءات قانونية محتملة. 

كما شملت هذه الرسائل جامعات مرموقة مثل ستانفورد، جامعة جنوب كاليفورنيا، جامعة تشابمان، كلية بومونا، كلية سانتا مونيكا، وجامعة ولاية ساكرامنتو.

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة العدل أنها فتحت تحقيقًا في حقوق الموظفين اليهود ضمن نظام جامعة كاليفورنيا، مشيرة إلى "نمط محتمل من التمييز" في واحدة من أكبر مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة.

جامعة هارفارد

 هارفارد في قلب العاصفة

وتأتي هذه الإجراءات ضمن حملة أوسع تشمل جامعة هارفارد، التي أصبحت هدفًا لانتقادات من البيت الأبيض، بعد اتهامات بالتحريض على معاداة السامية على خلفية الاحتجاجات الطلابية المؤيدة "لفلسطــ ين" عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية على "إسرائيــ ل" في 7 أكتوبر 2023.

ورفعت هارفارد دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بعد أن حُرمت من مليارات الدولارات في التمويل الفيدرالي للأبحاث، إضافة إلى إجبارها على وقف استقبال الطلاب الأجانب، قبل أن يتدخل قاضٍ فيدرالي في بوسطن ويوقف القرار. ومن المقرر أن تُعقد جلسة استماع في هذه القضية خلال الأيام المقبلة.

وقالت إدارة الجامعة إنها "تدعم معالجة مظاهر معاداة السامية"، لكنها ترى أن مطالب ترامب تمثل تهديدًا للحرية الأكاديمية ومحاولة لإعادة تشكيل سياسات الجامعة الإدارية والتعليمية.

search