الأربعاء، 04 يونيو 2025

07:43 ص

"شبكة العنكبوت".. كيف شلّت أوكرانيا حركة روسيا في دقائق؟

أوكرانيا تستهدف عمق الدفاع الروسي- أرشيفية

أوكرانيا تستهدف عمق الدفاع الروسي- أرشيفية

نفذت أوكرانيا، واحدة من أكثر عملياتها الخاصة “جراءة” منذ بدء الحرب مع روسيا، حسب ما وصفتها صحف أجنبية، وذلك عندما نفذت ضربة واسعة بالمسيرات في العمق الروسي، وأدت إلى تعطيل أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية في عدة قواعد، أُطلق على العملية “شبكة العنكبوت”، فكيف تمت. 

الضربات الأوكرانية على القواعد الروسية

استهدفت الضربات الأوكرانية، أهم الأصول الجوية الاستراتيجية الروسية، والتي تصل تكلفتها نحو 7 مليارات دولار، حسبما نقلت “سي إن بي سي”.

وأظهرت اللقطات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، القاذفات الروسية تحترق بشكل جماعي في 4 قواعد جوية تبعد مئات الأميال عن بعضها البعض.

شبكة العنكبوت الأوكرانية

أطلق على العملية العسكرية الأوكرانية ضد روسيا العملية، اسم "شبكة العنكبوت" (Web)، إذ استخدمت عشرات الطائرات المسيرة لتوجيه ضربات متزامنة نحو أهداف عسكرية حيوية في العمق الروسي. 

ووفقًا للخطاب المسجل الذي أذاعه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أعقاب الهجوم، استخدمت 117 طائرة مسيرة في العملية التي أصابت حوالي 34% من حاملات صواريخ كروز الاستراتيجية الروسية في المطارات والقواعد المستهدفة.

ضرب أوكرانيا لعمق الدفاع الروسي

وقال زيلينسكي، إن العملية تطلبت أكثر من عام ونصف من التحضير، من بدء التخطيط وحتى التنفيذ الفعلي ما يجعلها العملية الأطول مدى للأجهزة الأمنية والعسكرية الأوكرانية منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية. 

وأكد أن قواته التي نفذت العملية انسحبت من الأراضي الروسية في الوقت المناسب، وهو ما نقله أيضا الصحفي الأوكراني "سيرجي براتشوك" عن مصادر في جهاز الأمن الأوكراني أكدت أن الأشخاص الذين شاركوا في هذه العملية الخاصة التاريخية متواجدين في أوكرانيا منذ فترة طويلة، وأن أي اعتقالات يعلنها نظام بوتين لن تكون لها صلة حقيقية بالعملية.

وضربت الطائرات الأوكرانية المسيرة، 3 مناطق زمنية مختلفة في وقت واحد، وهبطت على 4 قواعد جوية روسية رئيسية.

الخطوات الأوكرانية في ضرب 4 قواعد روسية

على مدار أشهر طويلة، نُقلت طائرات مسيرة صغيرة من منظور الشخص الأول (FPV)، وهي مسيرات تدار عن بُعد من قبل أشخاص يرون على الشاشة ما تظهره كاميرات المسيرة، وتم إخفاؤها استعدادًا لوقت الهجوم.

وتم نقل هياكل لـ"كبائن" خشبية متنقلة تشبه المنازل الروسية، ليتم تجميعها سرًا داخل الأراضي الروسية في مستودعات مستأجرة خصيصا لهذا الغرض منها مستودع في منطقة تشيليابينسك، التابعة لمقاطعة سفير دلوفسك، جرى استئجاره بمبلغ 350 ألف روبل (حوالي 4500 دولار) وفق ما أورده المدون العسكري الروسي سيرجي كوليسنيكوف.

ومع قدوم ساعة الصفر، جهز العملاء الأوكرانيون، الكبائن مع إخفاء الطائرات المسيرة تحت أسقفها، وبدأت تحرك الكبائن المتنقلة إلى المواقع المناسبة قرب القواعد الروسية، وعلى الفور فُتحت النوافذ على الأسطح، وانطلقت الطائرات المسيرة التي يتم التحكم بها عن بُعد لتشق طريقها بهدوء نحو أهدافها.

ضرب أوكرانيا لعمق الدفاع الروسي

وكانت معظم الأهداف ذات قيمة عالية. ومن بين الطائرات التي أُصيبت، قاذفات استراتيجية من طراز توبوليف مثل "تو-95 إم إس" (Tu-95MS) و"تو-22 إم 3″ (Tu-22M3)، وهما العمود الفقري لضربات الصواريخ بعيدة المدى الروسية، بالإضافة إلى طائرة إنذار مبكر واحدة على الأقل من طراز "إيه -50" (A-50) تُستخدم لتنسيق العمليات الجوية، بحسب المصادر الأوكرانية.

وزعم الصحفي الأوكراني ألكسندر كوفالينكو على تليجرام، تدمير قاذفتين من طراز توبوليف-160 في مطار بيلايا"، لافتا إلى إلحاق أضرار بالغة بهما تجعل من غير المرجح أن ينجح المجمع الصناعي الروسي في إعادتهما للخدمة قريبًا.

وأشار كوفالينكو، إلى أن روسيا توقفت منذ فترة طويلة عن تصنيع جميع قاذفات الصواريخ الاستراتيجية، وتكتفي بإجراء تحسينات على أسطولها الذي يعود إلى العصر السوفياتي، ما يجعل التداعيات الاستراتيجية للخسارة أكثر فداحة وتأثيرًا.

وبالنظر إلى تاريخ الحرب الروسية الأوكرانية، فإن هذه الضربات تُعد واحدة من أعمق الضربات الأوكرانية وأكثرها تدميرًا على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب عام 2022، حيث اخترقت قواعد جوية كانت منيعة على بُعد آلاف الكيلومترات من الجبهة، مخلفة خسائر بمليارات الدولارات، فضلًا عن المساس بالقواعد العسكرية التي ترتبط مباشرة بالردع النووي الروسي.

رد الفعل الروسي على الضربات الأوكرانية

قللت وزارة الدفاع الروسية، من شأن تأثير الهجمات الأوكرانية على قواعدها العسكرية، واصفة إياها بأنها "عمل إرهابي" فاشل من قبل أوكرانيا.

وأكدت في بيان لها، أن وقوع ضربات في 5 مناطق في روسيا، بما في ذلك المناطق الأربع التي حددتها أوكرانيا، لكنها أصرت على أنه تم صد جميع الهجمات.

ضرب أوكرانيا لعمق الدفاع الروسي

وأطلقت روسيا، عددا من الصواريخ والطائرات المسيرة على المدن الأوكرانية خلال الليل. وقالت السلطات الأوكرانية، إن 472 طائرة مسيرة، معظمها إيرانية الأصل من طراز “شاهد”، إلى جانب العديد من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز أُطلقت على الأراضي الأوكرانية، وأكدت كييف أن دفاعاتها نجحت في "تحييد" 385 هدفًا جويًا.

ويبرز الرد الروسي مدى التباين في الطريقة التي تستخدم بها كل من كييف وموسكو المسيرات في الحرب، فبينما تستخدم أوكرانيا الطائرات المسيرة بحساب ودقة لضرب أهداف عالية القيمة، تطلق روسيا طائرات مسيرة منخفضة التكلفة في أسراب كبيرة بهدف إغراق الدفاعات الأوكرانية وإضعاف معنويات المدنيين من خلال هجمات ليلية متواصلة، لكن من دون التركيز على أهداف استراتيجية واضحة.

ماذا سيحدث بعد الضربات الأوكرانية على القواعد الروسية؟

من المقرر أن تتوجه روسيا وأوكرانيا إلى تركيا لإجراء المزيد من محادثات السلام.

وعلى الرغم من تأكيد روسيا تضرر طائرات في الهجوم الأوكراني على القواعد الجوية العسكرية، فإنها قالت إنها تسلمت مسودة مذكرة السلام من أوكرانيا، وفقًا لما نقلته وكالات الأنباء الروسية عن مساعد الكرملين فلاديمير ميدينسكي.

search