الجمعة، 06 يونيو 2025

05:28 ص

كواليس "فك الارتباط" العسكري لإسبانيا مع إسرائيل

تظاهرات ضد الأسلحة الإسرائيلية في إسبانيا

تظاهرات ضد الأسلحة الإسرائيلية في إسبانيا

سيد محمد

A .A

أمرت وزارة الدفاع الإسبانية بوقف ترخيص تصنيع 168 صاروخًا مضادًا للدبابات من طراز Spike LR2، كانت مخصصة لتجهيز وحدات الجيش الإسباني، وذلك في إطار جهود مدريد لـ "فك الارتباط" الأمني والتكنولوجي مع إسرائيل.

عقد  بقيمة 285 مليون يورو

ووفقًا لما نقلته إذاعة "كادينا سير" الإسبانية وأكدته وكالة الأنباء الإسبانية (EFE) نقلًا عن مصادر من وزارة الدفاع، فقد أمرت الوزارة بإلغاء هذا العقد الذي أُعلن عنه في 3 أكتوبر 2023 بقيمة حوالي 285 مليون يورو.

 وكان العقد قد أُسند إلى شركة "Pap-Tecnos"، وهي الفرع الإسباني لشركة "Rafael Advanced Defense System" الإسرائيلية.

وكانت وزارة الدفاع قد أوضحت في وقت سابق أن تقادم الأنظمة المستخدمة حاليًا يستدعي استبدالها بأخرى أكثر حداثة، مثل تلك المستخدمة بالفعل في العديد من جيوش الدول الحليفة، مبينة أن الشركة الإسرائيلية كانت الوحيدة المؤهلة فنيًا لتطوير هذه الصواريخ من الجيل الخامس.

ورغم أن العقد لم يُوقّع رسميًا بعد، فإنه كان يتضمن دفع وزارة الدفاع حوالي 285 مليون يورو على مدى خمس سنوات لتزويد وحدات الجيش البري ومشاة البحرية، التي كانت تستخدم بالفعل النسخة السابقة من صواريخ SPIKE LR، بهذه الصواريخ الجديدة.

"فك ارتباط" إسبانيا عن إسرائيل في المسائل الأمنية

تأتي هذه الخطوة في سياق الجهود التي تبذلها وزارة الدفاع الإسبانية، بقيادة الوزيرة مارجريتا روبليس، لتحقيق "فك ارتباط" إسبانيا عن إسرائيل في المسائل الأمنية، وهو ما أعلنته سكرتيرة الدولة للدفاع، أمبارو فالكارسي، الأسبوع الماضي.

وفي ردها على سؤال حول إمكانية فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل، كما يطالب شركاء الحكومة، أشارت سكرتيرة الدولة إلى أن إسبانيا أوقفت تجارة الأسلحة مع إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

بعض البرامج الجارية لها تبعيات تكنولوجية على بعض الشركات الإسرائيلية

ومع ذلك، أقرت فالكارسي بأن "بعض البرامج الجارية لها تبعيات تكنولوجية على بعض الشركات الإسرائيلية"، مؤكدة أن وزارة الدفاع "تضع بالفعل خططًا" لـ "فك الارتباط" عن إسرائيل والوصول إلى "هدف الصفر" في الاعتماد التكنولوجي.

وشددت على أهمية الخطة الصناعية للدفاع التي وافقت عليها الحكومة، والتي خُصص لها 10.471 مليار يورو، بهدف تحقيق استقلالية استراتيجية وسيادة تكنولوجية تساعد في "فك الارتباط" عن إسرائيل ودول أخرى لتجنب الاعتماد عليها "بأي شكل من الأشكال".

ومع ذلك، كانت وزارة الدفاع قد أشارت سابقًا إلى صعوبة الامتثال لحظر محتمل على شراء وبيع الأسلحة والمعدات الدفاعية لإسرائيل، وذلك تحديدًا لأن جزءًا كبيرًا من تكنولوجيا الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي يُطوَّر هناك. كما تعتقد الوزارة أنه يمكن تجاوز أي حظر، حتى لو صدر قانون بذلك.

الاستبدال بصاروخ جافلين الأمريكي

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن وزارة الدفاع الإسبانية تدرس حاليًا إمكانية استبدال المنظومة الإسرائيلية بصاروخ جافلين الأمريكي من إنتاج شركة لوكهيد مارتن.

وأوضحت الصحيفة، أن سبب الاستبعاد الرئيسي أن الصاروخ الإسرائيلي، الذي نال إشادة دولية، استُخدم أيضًا، في القتال في غزة، وهو ما أثار انتقادات متزايدة في مدريد.

وبينت الصحيفة، أن هذه ليست المرة الأولى التي تُعلّق فيها إسبانيا صفقةً أمنيةً مع إسرائيل: فقبل نحو ستة أسابيع، ألغت حكومة سانشيز صفقةً لشراء ذخيرة إسرائيلية تزيد قيمتها عن 15 مليون دولار. 

وفي الأسبوع الماضي، صرّح وزير الدولة لشؤون الأمن، أمبارو لاكراسا، بأن إسبانيا تعمل على إعداد "خطط فك الارتباط" التي تضمن عدم الاعتماد مستقبلًا على التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية.

وبحسب فالكارسي، لا توجد حاليا أي صفقات أسلحة نشطة بين إسبانيا وإسرائيل، لكن لا تزال هناك مشاريع تعتمد على التكنولوجيا الإسرائيلية - وتقوم البلاد بصياغة استراتيجيات للخروج منها.

search