الجمعة، 06 يونيو 2025

12:04 م

ليس السعودية فقط.. 3 أماكن للحج على أرض مصر

أماكن الحج في مصر

أماكن الحج في مصر

A .A

يعتقد الكثير من المصريين أن مناطق الحج في المملكة العربية السعودية أو فلسطين فقط، ولكن الحقيقة أن مصر تجمع على أرضها 3 مناطق للحج، حسب معتقدات دينية سواء اندثرت أو مازالت تُمارس حتى الآن.

أبيدوس.. مركز الحج لأوزوريس في مصر القديمة

تقع مدينة أبيدوس، المعروفة حاليًا باسم "العرابة المدفونة"، في صعيد مصر، قرب مدينة البلينا بمحافظة سوهاج.

كانت هذه المدينة القديمة، والتي عُرفت بالهيروغليفية باسم "أبدجو"، مركزًا دينيًا رئيسيًا مخصصًا لعبادة أوزوريس، إله الحياة الآخرة.

بدأ الحج إلى أبيدوس منذ بداية الدولة القديمة، وتزايدت أهميته على مر العصور، خاصة خلال عصر الدولة الوسطى (حوالي 2055 - 1650 قبل الميلاد) والدولة الحديثة (حوالي 1550 - 1069 قبل الميلاد)، وعكس هذا الحج التغيرات في المعتقدات الدينية وتزايد أهمية عبادة أوزوريس، الذي أصبح تدريجيًا الإله الرئيسي للحياة الآخرة والقيامة، وذلك بحسب موقع منظمة اليونسكو.

كان الحجاج يأتون من جميع أنحاء مصر، ويتوجهون إلى أبيدوس سيرًا على الأقدام أو بواسطة القوارب على طول نهر النيل، كان للموسم الرئيسي للحج موعد ثابت ومحدد، من اليوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان حتى اليوم السادس والعشرين من نفس الشهر.

شارك الحجاج في مواكب جنائزية رمزية تعيد تمثيل وفاة وقيامة أوزوريس، كانت هذه المواكب تبدأ من معبد الكرنك في طيبة وتنتهي في أبيدوس، وعند وصولهم إلى أبيدوس، كان الحجاج يقدمون القرابين لأوزوريس.

وكان الحجاج ينقشون أسماءهم وصلواتهم على اللوحات الحجرية أو يتركونها في المعبد.

مسار العائلة المقدسة.. رحلة حج باعتراف الفاتيكان

اكتسب "مسار العائلة المقدسة" في مصر اهتمامًا عالميًا كبيرًا في أكتوبر 2017، وذلك بعد أن اعتبره بابا الفاتيكان "رحلة حج مسيحي". 

وفي مايو 2018، أُدرجت زيارة المسار بشكل فعلي ضمن الزيارات الرسمية للفاتيكان، مما يُعد نقطة تحول كبرى للمسار التاريخي.

وفي أعقاب هذا القرار المهم، استقبلت مصر أول وفد لـ"حج رسمي" من الفاتيكان في يونيو 2018. 

وقد ضم الوفد 52 شخصية ومكث لمدة 5 أيام، وكان يرأسه رئيس إقليم لاتسيو وأسقف مدينة فيتربو. 

سبقت هذه الزيارة الرسمية وصول حجاج مسيحيين غير رسميين من دول مثل الهند والفلبين، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المسار قبل اعتماده الرسمي.

وتعد تلك الرحلة، التي استمرت ثلاث سنوات، بدأت هروباً من بيت لحم في فلسطين بسبب اضطهاد الملك هيرودس.

دخلت العائلة المقدسة مصر عبر صحراء سيناء من جهة الفرما (بلوزيوم)، ثم واصلت طريقها إلى تل بسطا بمحافظة الشرقية. هناك، وبشكل معجزي، سقطت الأوثان عند دخولهم، مما أثار غضب أهل المدينة فغادرت العائلة متجهة جنوباً إلى مسطرد - المحمة، حيث يقال إن العذراء مريم قامت بتحميم السيد المسيح.

من مسطرد، انتقلت العائلة إلى بلبيس، حيث استظلت تحت شجرة تُعرف حتى اليوم باسم "شجرة مريم".

 بعد ذلك، عبرت العائلة المقدسة نهر النيل إلى سمنود في الدلتا، حيث استقبلهم أهلها بحفاوة، ويُقال إن السيد المسيح باركهم. في سخا (كفر الشيخ)، ظهرت قدم السيد المسيح على حجر، مما أعطى المدينة اسمها القبطي.

من الدلتا، انتقلت العائلة إلى وادي النطرون، حيث بارك السيد المسيح والعذراء هذا المكان. ثم اتجهت جنوباً نحو القاهرة، مرورًا بمنطقة المطرية وعين شمس، حيث لا تزال "شجرة مريم" قائمة.

تُعد منطقة مصر القديمة من أهم محطات الرحلة، حيث توجد العديد من الكنائس والأديرة. وفي كنيسة القديس سرجيوس (أبو سرجة)، اختبأت العائلة المقدسة داخل كهف.

من مصر القديمة، واصلت العائلة رحلتها جنوبًا إلى المعادي، حيث أقلعت بمركب في النيل متجهة إلى الصعيد. ويُقال إنها عبرت من البقعة التي تقوم عليها حالياً كنيسة السيدة العذراء المعروفة بـ "العدوية".

في الصعيد، مرت العائلة بقرى مثل دير الجرنوس، حيث شربت من بئر يُعتقد أنه مبارك، وسمالوط، حيث استقرت في مغارة بدير السيدة العذراء بجبل الطير.

مثلت دير المحرق في جبل قسقام (أسيوط) المحطة الأهم، حيث مكثت العائلة المقدسة نحو ستة أشهر وعشرة أيام في المغارة التي أصبحت فيما بعد هيكلاً لكنيسة أثرية. هنا، ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم، مبشراً بانتهاء الخطر وعودة العائلة إلى أرض إسرائيل.

في طريق العودة، سلكت العائلة طريقًا آخر، مرورًا بـ جبل درنكة بأسيوط، ثم عادت إلى مصر القديمة، فالمطرية، ثم المحمة، ومنها إلى سيناء، لتنتهي رحلتها الشاقة في الناصرة بالجليل، بعد ثلاث سنوات من المعاناة، تاركة وراءها مساراً مقدساً يشهد على تاريخ عميق وعجائب لا تُنسى.

مار مينا: أقدم مناطق الحج المسيحية في مصر

تقع منطقة مار مينا الأثرية في صحراء مريوط، على بعد 56 كيلومتراً غرب الإسكندرية، وتمتد على مساحة 1000 فدان خلف الدير الحديث، وسُجلت كتراث عالمي لدى اليونسكو عام 1979، وأُدرجت على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر عام 2001.

ويُعتبر دير "مار مينا" مركزًا لتجمع الحجاج المسيحيين للانطلاق في رحلة الحج إلى جبل موسى ودير سانت كاترين، وكان البعض يتوجه من دير سانت كاترين إلى القدس، بل كان دير مار مينا نفسه مقصدًا للحجاج من أوروبا للتبرك بمياه بئر القديس مينا، واستمر ذلك حتى القرن التاسع الميلادي، ثم تدهورت بعد جفاف الفرع الكانوبي الذي كان يمد المنطقة بالمياه.

 تعود إلى القرن الرابع الميلادي، حيث توفي فيها القديس مينا الذي أنهى حياته الإمبراطور دقلديانوس عام 226م. 

تضم المنطقة كنيسة على الطراز البازيليكي، وكنيستين صغيرتين، ومبانٍ أثرية أخرى كشف عنها عالم الآثار الألماني كوفمان عام 1905، ومدينة كاملة كان يطلق عليها "المدينة الرخامية" لكثرة الرخام فيها.

 وتم العثور على مجموعة من الكنائس والمنازل والحمامات ومركز الحج وقرية سكنية ودور ضيافة و"بيمارستان" (وهو ما يعني مستشفى). 

وعُثر بين أنقاض دير مار مينا على بقايا أوانٍ فخارية تُعرف بـ"قناني القديس مينا الفخارية" من أحجام مختلفة، كان يحملها الحجاج المسيحيون بعد ملئها من بئر القديس مينا، الذي يُعتقد أنه يشفي من أمراض العيون. 

search