الجمعة، 06 يونيو 2025

10:11 م

أسرة سلمى بعد وفاتها أثناء الولادة ببورسعيد: "ابنها بيسأل فين ماما"

شاما الريس

A .A

اتهمت أسرة الشابة سلمى نبيل، البالغة من العمر 28 عامًا، أحد أطباء النساء والتوليد بمحافظة بورسعيد بالإهمال الطبي الجسيم، الذي تسبب في وفاتها داخل غرفة العمليات أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية داخل أحد المستشفيات الخاصة.

حررت الأسرة محضرًا رسميًا بالواقعة، وطالبت بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتسببين في الوفاة، التي وصفتها بـ"الجريمة الطبية" في حق أم كانت تحلم بضم مولودها الثاني.

قالت إنها خايفة قبل ما تدخل العمليات

كشفت خالتها "أم حبيبة" في أول تصريح للأسرة، أن سلمى قبل دخولها العمليات بدقائق طلبت التقاط صورة لها وقالت: "سيبوني آخد الصورة الأخيرة"، وكأنها كانت تشعر بشيء.

أوضحت أن سلمى كانت قد تواصلت معها هاتفيًا قبل يوم من العملية وقالت: "أنا خايفة.. وابني زين صعبان عليا، بيلعب لوحده ونفسي أجيب له أخ".

جهزت نفسها للفرحة.. وماتت فجأة

أشارت الخالة إلى أن سلمى حضرت للمستشفى وهي ترتدي فستانًا جديدًا، وزينت الغرفة ببالونات، وكانت سعيدة ومتحمسة للولادة، مؤكدة: "كانت داخلة على رجليها، بتضحك، وفايقة، ومفيهاش حاجة".

ذكرت أن سلمى كانت محجوزة قبل الولادة بخمسة إلى سبعة أيام داخل مستشفى الحياة في بورفؤاد، وتم نقل 4 أكياس دم لها، وارتفعت نسبة الهيموجلوبين لديها إلى 10%، وهو ما يجعلها مؤهلة طبيًا للعملية.

نزفت 4 ساعات.. والطحال اتشال بدون مبرر

دخلت سلمى غرفة العمليات في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، وفقًا لرواية الأسرة، وظلت بالداخل حتى الخامسة والنصف مساءً، حيث عانت من نزيف شديد أثناء الولادة.

اتهمت الأسرة الطبيب المعالج بالتسبب في النزيف، وأكدت أنه "فشل في السيطرة عليه، وقرر استئصال الطحال دون إبلاغ الأسرة أو وجود مبرر طبي واضح".

قالت شقيقتها آية نبيل إن سلمى خرجت جثة هامدة، بعدما فوجئ الأهل بأن بطنها كانت مفتوحة "بالطول من عند الصدر، وبالعرض من أسفل عند فتحة الولادة القيصرية"، مشيرة إلى أن أحدًا لم يبلغهم بما حدث داخل غرفة العمليات.

أوضحت أن الأطباء طلبوا دمًا بشكل عاجل أثناء العملية، لكن لم يتمكنوا من إنقاذها، ولم يحصلوا على شرح واضح لحالتها أثناء تدهورها.

الصدمة كانت مروّعة

وصل زوج سلمى إلى المستشفى خلال إجراء العملية، قادمًا من خارج بورسعيد، وعند علمه بوفاتها، دخل في نوبة غضب وصدمة، وثار داخل المستشفى.

أكدت الأسرة أن الزوج "لم يرَ زوجته وهي تلد، بل استقبلها جثة"، ما زاد من حالة الانهيار التي عاشها، وسط صمت طبي كامل عن شرح ما جرى.

سلمى ضحية إهمال واضح

قالت آية نبيل: "أختي سلمى كانت لسه صغيرة.. عندها 28 سنة، وملهاش أي ذنب.. ابنها الصغير زين بيسأل كل يوم ماما فين؟ ومش بينام غير في حضنها، واللي حصل لازم يتحاسب عليه".

أضافت: "أنا مش قادرة أكتب من كتر الوجع، بس حق أختي هيرجع، مش هنسكت، ومش هنسيب دمها يروح".

جهات التحقيق تبدأ فحص الواقعة

بدأت الجهات المختصة في فحص البلاغ الرسمي المقدم من الأسرة، ومن المنتظر استدعاء الطبيب المشرف على الحالة وسماع أقوال الأطقم الطبية الموجودة أثناء العملية.

تواصلت النيابة العامة مع الجهات الطبية المعنية، ومن المتوقع أن تصل طبيبة الطب الشرعي غدًا لتوقيع الكشف الطبي على جثمان سلمى، تمهيدًا لاستخراج تصريح الدفن، وكشف الأسباب المباشرة للوفاة.

تنتظر الأسرة نتيجة التحقيقات، مطالبة بالكشف عن تفاصيل الساعات التي قضتها سلمى داخل غرفة العمليات، وتحديد المسؤول عن وفاتها.

search