الجمعة، 13 يونيو 2025

04:57 ص

د.فتحي حسين
A A

الحرب بين ترامب وإيلون ماسك!

لو لم تندلع هذه الحرب، لكنا بحاجة إلى من يشعلها!.. لأول مرة منذ زمن طويل، أشعر بقدر من الرضا – ولو مشوبًا بالقرف – وأنا أتابع هذا العراك العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال الأمريكي الملياردير إيلون ماسك وعضو في حكومة الإنقاذ الوطنية الأمريكية تحت إدارة ترامب. فالأول يُهدد، والثاني يفضح، والجمهور يصفّق ويتفرّج، بينما أمريكا – "العظيمة" – تتدحرج في هاوية عبث لا قاع لها!
ترامب، الذي لا يكل ولا يملّ من رفع شعار "أمريكا أولًا"، يبدو أنه قد ضاق ذرعًا بـ"رائد الفضاء" ماسك، فبعث مستشاره الأشهر ليطالب بترحيل الرجل لأنه "غير أمريكي"! تخيّل! كأن هذا البلد الذي بُني على أكتاف المهاجرين، واغتنى بنهب العالم، صار اليوم يتقزّم حتى يلفظ ماسك لأنه لا يحمل شهادة ميلاد من تكساس!
لكن ماسك لم يصمت.. بل قرر أن يردّ بطريقته الخاصة. ليس عبر تغريدة، ولا بفيديو دعائي، بل بفتح الملفات الثقيلة.. والنتنة!
الملف الأول؟ فضيحة إبستين.. الرجل الذي يعرف كل شيء عن الطبقة الحاكمة الأمريكية. شبكة من الاستغلال الجنسي للقاصرات، ومزادات نخبوية لا تُقام إلا في الظلام. ماسك يقول إن ترامب جزء من هذه الفضيحة، وليس مجرد متفرّج. 

وإذا صحّ ما يقوله ماسك – أو حتى نصفه – فإن الرجل الذي وعد بجعل أمريكا عظيمة مجددًا كان في الحقيقة مشغولًا بجعلها "عاهرة مجددًا" على طريقة إبستين!
أما الملف الثاني، فهو لا يقل إثارة: الاقتصاد الأمريكي الذي "يُطبع" دينًا كل ثلاثة أشهر بمقدار تريليون دولار. تريليون! لا نتحدث عن دولة من دول العالم الثالث تطبع عملتها لتسدّ فواتير الكهرباء، بل عن "البيت الأبيض" الذي يستدين بمعدلات تجعل رئيس وزراء إثيوبيا يبدو خبيرًا اقتصادياً مقارنة به!
ترامب، الذي لا يكف عن الخطابة حول ضرورة طرد الغرباء، نسي أن الأزمة ليست في "أصول" ماسك، بل في أصول أمريكا نفسها، التي صارت تعيش على قروض لا تختلف كثيرًا عن ديون المقاهي الشعبية!
لا أخفي عليكم سعادتي. نعم، سعيد بهذه الحرب. ليس حبًا في ماسك ولا كرهًا لترامب. بل لأنّ صراع الوحوش يُفضي عادة إلى سقوط الأقنعة. الآن فقط نرى "العالم الحرّ" كما هو: نخبة فاسدة، تتبادل الأدوار، وتبيع الشعارات في العلن بينما تتقاسم الجريمة في السر.
ترامب وماسك يتقاتلان؟ عظيم! فليفضح أحدهما الآخر، وليتكفّل التاريخ بالباقي.
ويا ليتنا نحن العرب، نملك ولو نصف ما يملكه ماسك من "مستندات".. لربما انكشف عندنا من هو إبستين الشرق!

search