الجمعة، 13 يونيو 2025

05:42 ص

وفاة أحد مصابي عاصفة الإسكندرية بعد تطور طبي مفاجئ

الضحية محمود صلاح

الضحية محمود صلاح

توفي، صباح اليوم الثلاثاء، أحد ضحايا عاصفة الإسكندرية ويدعى محمود صلاح، متأثرا بإصاباته البالغة التي لحقت به عقب سقوط شرفة عقار عليه أثناء العاصفة التي ضربت مدينة الإسكندرية مؤخرا.

وكان محمود قد تعرض لإصابة خطيرة استدعت نقله على وجه السرعة إلى أحد المستشفيات ولم تنجح محاولات إنقاذه، وكان من المقرر نقله لمستشفى آخر اليوم وتم تجهيز سيارة إسعاف بالفعل لنقله إلا أن تدهور حالته الصحية المفاجئ، نتيجة هبوط حاد في ضغط الدم، حال دون استكمال إجراءات نقله، خشية تعرضه للخطر أثناء النقل.

ورغم محاولات الأطباء للتعامل مع حالته، فارق “محمود” الحياة صباح اليوم، تاركا خلفه طفلا رضيعا لم يتجاوز عمره 6 أشهر.
وكانت عاصفة تلجية ورعدية قد ضربت الإسكندرية، بلغت سرعة الرياح خلالها نحو 83 كيلومتر أدت لانهيار 10 منازل بشكل جزئي أو داخلي وإصابة 5 أشخاص محمود كان أحدهم حيث توفي اليوم.

تحذيرات من تكرار العاصفة

وقال عالم الفضاء الدكتور عصام حجي، إن ما حدث في الإسكندرية ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل مؤشر على تغير مناخي متصاعد، مشددًا على أن مثل هذه العواصف ستتكرر وستزداد شدتها في المستقبل.
وأوضح أن بعض الجهات كانت قد انتقدت دراسات فريقه البحثي التي حذرت مسبقًا من هذا النوع من الظواهر المناخية، بحجة أنها تثير القلق بين الناس، مضيفًا: “إذا كان العلم يُخيف البعض، فإن الجهل بمثل هذه الكوارث يجب أن يُرعبهم أكثر”.

انقذوا الإسكندرية

وأضاف حجي، خلال فيديو على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك": "كفى ترويجًا للجهل في وسائل الإعلام، انقذوا الإسكندرية"، لافتًا إلى أنه في كل عام يتم وصف العواصف والمنخفضات الجوية بأنها نادرة وغير قابلة للتكرار، وهو ذات الخطاب الذي تكرر في أعقاب كارثة درنة التي راح ضحيتها 11 ألف شخص، رغم أن تلك العاصفة كانت أقوى من التي ضربت الإسكندرية مؤخرًا.

التغيرات المناخية

وتساءل العالم المصري: “لماذا لا نُقرّ بحقيقة التغيرات المناخية؟ لماذا لا نعترف بأن درجة حرارة مياه البحر المتوسط قد ارتفعت، الأمر الذي أدى إلى ازدياد عدد العواصف وشدتها، وهو ما أكدته الدراسات العلمية منذ عام 2018؟”.

وتابع: “رغم هذه الحقائق، يخرج بعض الأشخاص من الوسط العلمي لطمأنة الناس بعدم وجود خطر، والنتيجة أن العواصف تضرب دون سابق إنذار، ودون أن تتخذ الأسر احتياطاتها، فتكون الخسائر بهذا الشكل”.

نتائج الجهل

وشدد حجي على أن الناس لا تخاف من العلم، بل تخاف من نتائج الجهل، مبينًا أن من يروجون لهذا الجهل يختبئون خلف شعارات التطمين الزائف، وقال: “يجب أن يخجل هؤلاء من تضليلهم للرأي العام”.

وضرب مثالًا بما حدث حين انتشر خبر عن وقوع زلزال على بعد 600 متر فقط من سد النهضة، حيث تداولته وسائل الإعلام على نطاق واسع بزعم أن السد سينهار، بينما لم يصدر أي تحذير رسمي عند حدوث عاصفة قوية في قلب مدينة الإسكندرية.

وختم حديثه قائلًا: "أتمنى من الذين يخادعون الرأي العام والمسؤولين أن يقفوا وقفة مع ضمائرهم، مناخنا قد تغير بالفعل، والإسكندرية مهددة، ويمكننا حمايتها بالمعرفة والعلم، لا بإخفاء الحقائق".

search