السبت، 14 يونيو 2025

08:58 م

لماذا تحولت لوس أنجلوس إلى مركز الاحتجاجات المناهضة للهجرة؟

مظاهرات مدينة لوس أنجلوس

مظاهرات مدينة لوس أنجلوس

سيد محمد

A .A

باتت مظاهرات لوس أنجلوس، الأيقونة الحالية لأعنف احتجاجات تشهدها الولايات المتحدة ضد سياسات الهجرة التي يتبعها الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب، وتسببت في صدام سياسي بين الرئيس وحاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، مما يثير التساؤلات حول السر في تحول لوس أنجلوس دون غيرها من المدن الأمريكية إلى بؤرة تلك الاحتجاجات.

 لماذا اندلعت الاحتجاجات؟

كشفت شبكة “أر تي في” الإسبانية، أنه قبل وصوله إلى البيت الأبيض، كان ترامب قد أعلن بالفعل أنه سيأمر على الفور بمداهمات ضد المهاجرين، وبعد أسبوع من تنصيبه، أطلق أولى المداهمات الجماعية لاعتقال الأشخاص غير الموثقين. 

وفي نفس اليوم، تم اعتقال 538 شخصًا في جميع أنحاء البلاد، وهو رقم يتناقض مع 311 مهاجرًا غير نظامي اعتقلهم إدارة بايدن طوال عام 2024.

وفي تجمع انتخابي في مايو 2024، صرح الجمهوري بأن المهاجرين "سيدمرون البلاد" وأكد أن حكومته ستنفذ "أكبر عملية ترحيل في التاريخ". 

وبعد أشهر، خلال خطاب تنصيبه، كرر خططه معربًا عن هدفه "بترحيل ملايين وملايين المهاجرين غير النظاميين". وقد نفذ ذلك بالفعل. فمنذ عودته، قام بعدة مداهمات وعمليات ترحيل في جميع أنحاء البلاد.

ومع ذلك، في أوائل يونيو، أدت مداهمة جديدة في سان دييجو إلى موجة من الاحتجاجات المحلية ضد 25 عميلًا من دائرة الهجرة والجمارك (ICE)، الذين اقتحموا مطعمًا باستخدام قنابل صوتية. 

وقد ألهم هذا رد فعل السكان مئات المتظاهرين في لوس أنجلوس، الذين اشتبكوا مع السلطات احتجاجًا على الاعتقالات الجماعية الأخيرة التي تمت يوم الجمعة الماضي.

 ما هو وزن السكان المهاجرين في كاليفورنيا؟

وأوضحت الشبكة، أنه يُعد المعبر الذي يفصل تيخوانا وسان دييغو، جنوب كاليفورنيا، أحد أكثر الحدود ازدحامًا في العالم منذ سنوات، وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة، فقد تم تقسيم المنطقة إلى قسمين: "السنترو" و"سان دييجو"، حيث يتم عبور أكبر عدد من الأجانب. 

يعيش في كاليفورنيا 10.6 مليون مهاجر، وهو رقم زاد بنسبة 5% بين عامي 2010 و 2023، أي بزيادة 500 ألف شخص، وفقًا لحسابات قدمتها وزارة المالية.

يفصل تقرير "المهاجرون في كاليفورنيا" الصادر عن معهد السياسات العامة في كاليفورنيا أن 49% من المهاجرين في الولاية وُلدوا في أمريكا اللاتينية، وهو ما يمثل نسبة أكبر ممن يأتون من قارات أخرى، بالإضافة إلى ذلك، فإن 70% منهم لا يحملون شهادة الثانوية العامة، و 32% فقط حاصلون على درجة البكالوريوس. 

ويوضح التقرير نفسه أن الاقتصاد يعتمد على اليد العاملة المهاجرة اللاتينية، التي تمثل 90% من العاملين في الوظائف الزراعية وتنسيق الحدائق.

 ويعمل 75% من اللاجئين في الأعمال المنزلية وعمال النظافة،  ومع ذلك، تعرضت هذه الوظائف للتهديد بسبب سياسات الهجرة الرئاسية.

طرد 65,700 أجنبي

في أبريل من هذا العام، بعد 100 يوم من عودة ترامب، أبلغت ICE عن طرد 65,700 أجنبي لهم سجلات جنائية، ليصبح مجموع المهاجرين المرحلين 142,000. 

في مواجهة هذه الأرقام، حدد ترامب هدفًا بطرد المزيد من الأشخاص لتجاوز أرقام بايدن، الذي رحل 271,484 مهاجرًا في عام 2024، ووفقًا لترامب، فإن هذا "ليس سوى البداية".

ولكن بعيدًا عن الأرقام، فإن ما هو مؤكد هو أن العديد من الأمريكيين من أصول مهاجرة غير موثقة يشاركون في الاحتجاجات، حيث لا يمكن لأولياء أمورهم الخروج إلى الشوارع خوفًا من الاعتقال والترحيل لاحقًا.

 رد فعل غير مسبوق: الحرس الوطني يسيطر على الشوارع

وسط التوترات بين حكومة كاليفورنيا وترامب، قرر البيت الأبيض تصعيد الصراع على المستوى الفيدرالي ونشر 4000 وحدة من الحرس الوطني و 700 من مشاة البحرية، وهو قرار لم يشهد مثله منذ 33 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، كان هذا أول إرسال لهذه الوحدات دون موافقة الحاكم منذ 60 عامًا. 

في الواقع، أكد ترامب على شبكته الاجتماعية "تروث" أنه "إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، وعمدة لوس أنجلوس، كارين باس، من القيام بعملهما، فإن الحكومة الفيدرالية ستتدخل وتحل المشكلة".

بلغ الوضع أسوأ حالاته يوم الاثنين، عندما قاضى نيوسوم ترامب بسبب النشر "غير القانوني" لهذه القوات ووصف تصرفات الرئيس بأنها "إساءة استخدام صارخة للسلطة".

يوم الثلاثاء، أوضح ترامب أن "الحرس الوطني سيبقى في لوس أنجلوس حتى يتم القضاء على الخطر" وهدد بتطبيق قانون التمرد: "سنرى ما إذا كان من الضروري تطبيقه إذا استمرت الاحتجاجات". 

بالإضافة إلى ذلك، حذر المتظاهرين المحتملين الذين يقررون الظهور في العرض العسكري المقرر يوم السبت في واشنطن بأنهم "سيتم ردهم بقوة".

search