السبت، 14 يونيو 2025

01:06 ص

مظهر شاهين معتذرًا لـ أحمد رفعت: سأتخذ الإجراءات القانونية ضد الجعارة

الشيخ مظهر شاهين والإعلامية سحر الجعارة

الشيخ مظهر شاهين والإعلامية سحر الجعارة

A .A

لا تزال أصداء السجال الذي أشعله الفنان أحمد سعد، بين الكاتبة سحر الجعارة والشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم؛ مستمرة، وذلك بعد إحياء الأول حفلًا غنائيًا جديدًا، عقب ظهوره خلال أداء فريضة الحج.

السجال كان في طريقه لإجراءات قانونية بين الجعارة وشاهين، وقد تدخل الكاتب الصحفي أحمد رفعت لاحتواء الموقف بين الطرفين، وهو ما استجابا له، ولكن شاهين، أصدر بيانًا اليوم بشأن الأمر.

شاهين قال في بيانه: "تقديرًا مني لصداقة نعتز بها، واحترامًا لرجلٍ يُعرف بمواقفه النبيلة وخلقه الرفيع، تلقيتُ مكالمة كريمة من الصديق العزيز، الكاتب الصحفي الكبير أحمد رفعت، الذي أحتفظ له بمكانة خاصة، وتربطني به علاقة ممتدة لأكثر من أربعة عشر عامًا.

وأوضح شاهين: “كلمات الكاتب أحمد رفعت دائمًا محل اعتبار، ومبادراته عندي لا تُقابل إلا بالإجلال والتقدير”.

اقرأ المزيد: عودة أحمد سعد تشعل حرب "شاهين والجعارة" وخالد منتصر يدخل على الخط

وتابع: “خلال هذه المكالمة، طرح الأستاذ أحمد مبادرة للتقريب وتهدئة الأجواء، ناقلًا إليّ ما وصله من أن الطرف الآخر يُبدي رغبة صادقة في الصلح. وبناءً على ما نقله، ووفاءً لما بيني وبينه من مودة وثقة، أبديتُ موافقتي المبدئية على المبادرة، احترامًا لشخصه، لا لأي اعتبارات أخرى”.

واستكمل شاهين: "وقد جاءت هذه الموافقة المبدئية استجابةً لقول الله تعالى: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله”، وانطلاقًا من خُلق العفو الذي أمرنا به ربنا سبحانه بقوله:
“خذ العفو وأمر بالعرف”.

وأوضح شاهين: “رغم أنني لم أكن طرفًا في أي نزاع، ولم أوجّه إساءة لا تصريحًا ولا تلميحًا، فوجئت بتدخل غير مبرر من البعض، وتعليقات أراها تنال من شخصي ومكانتي، وجاءت بعيدة عن مقتضيات الحوار الرصين، دون موجب أو حق أو حتى سياق مشروع”.

وأضاف شاهين: “لذلك، وبعد ما تبيّن من مواقف وتصريحات لاحقة، فإنني أعلن بوضوح وجلاء أنني لن أتصالح، ولن أتراجع عن أي كلمة أو موقف.. فأنا لا أهاب الضجيج، ولا أساوم على الحق، ولا أُجامل على حساب الكرامة.. ولستُ ممن يُنزِلون الناس على غير منازلهم، أو يُهادِنون في موضع الحسم".

وقال شاهين: “أمام هذا كله، أعتذر للصديق العزيز الأستاذ أحمد رفعت عن عدم إمكانية الاستجابة لما سعى إليه من مصالحة، مؤكدًا له كامل التقدير والاحترام لمبادرته الطيبة ونيّته الصادقة”.

واختتم شاهين بيانه بقوله: “إيمانًا مني بسلامة موقفي، وثقةً فيما عبّرت عنه من رأي، فإنني بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وفقًا لما كفله لي القانون والدستور، صونًا للحق، وحفاظًا على كرامة الكلمة، وردًا على كل تعدٍّ أو تجاوز”.

اقرأ المزيد: الكاتب الصحفي أحمد رفعت يكتب: "فتنة" أحمد سعد بين سحر الجعارة ومظهر شاهين!

وكان الفنان أحمد سعد، أشعل حالة من الجدل خلال الساعات الماضية، وانقسم الجمهور بين منتقدين له ومدافعين عنه، بعد عودته إلى الغناء مجددًا بإحياء حفل غنائي جديد، عقب ظهوره خلال أداء فريضة الحج.

هذا التراجع تسبب في موجة من التعليقات المتباينة، أبرزها سجال حاد بين الإعلامية سحر الجعارة والداعية مظهر شاهين، قبل دخول الإعلامي خالد منتصر على خط الأزمة.

توبة أحمد سعد

القصة بدأت حين نشر سعد فيديو مؤثرًا من داخل المسجد النبوي، عبّر فيه عن مشاعره الإيمانية العميقة قائلًا: “كل التعليم في حتة وتعليم القرآن في حتة لوحده.. ويا سلام لما يكون في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم”.

هذا المقطع اعتبره الجمهور إعلانًا عن بداية جديدة في حياة الفنان، وتداول رواد مواقع التواصل صورة له بدون وشم، مشيرين إلى أن أحمد سعد أزال الرسومات الموجودة على جسده كجزء من توبته وقراره بالابتعاد عن الغناء.

وكان الفنان أحمد سعد قد أدى فريضة الحج هذا العام وظهر بجانب بعض رجال الدين خلال أداء الفريضة بالأراضي المقدسة.

عودة أحمد سعد للغناء

وبعد مرور أيام قليلة على أداء سعد فريضة الحج، أعلن إحياءه حفل العيد في مارينا، وكتب عبر حسابة بموقع “فيسبوك”: “اتبسطت أوي إمبارح في حفلة العيد في بورتو مارينا.. أجواء جميلة دايمًا.. وكل سنة وأنتم طيبين.. ربنا يديم علينا الانبساط”.

البعض أبدى تعاطفًا مع سعد، لقراره الأول بالتوبة، وطالبوه بالثبات والمضي قدمًا في طريقه الروحي، فيما رأى آخرون أن تراجع الفنان عن توبته هو شأن شخصي لا يحق لأحد محاكمته عليه، محذرين من تحالفات التكفير الأخلاقي والوصاية على ضمائر الناس.

الشيخ مظهر شاهين يهاجم أحمد سعد

وعقب الشيخ مظهر شاهين على عودة “سعد” للغناء وكتب عبر حسابه بموقع “فيسبوك”: "مؤلم أن يعود بعض الناس عن توبتهم كأنها كانت مجرد لحظة انفعال عاطفي في موسم الحج، فالتوبة عقد مع الله، وليست زينة موسمية تخلع بعد الإحرام. نسأل الله الثبات لنا ولهم، فالعبرة بالخواتيم لا بالبدايات".

سحر الجعارة تدافع عن أحمد سعد

من جانبها، أبدت الكاتبة سحر الجعارة اعتراضها على ما كتبه الشيخ مظهر شاهين، وكتبت على فيسبوك: “يتوب عن إيه؟! هو أحمد رقّاصة ولا بيقدم أفلام خليعة؟! ولا بيشتغل… (استغفر الله)؟! توبوا أنتم عن تكفير الناس وتحريم الفن ومعاداة قوتنا الناعمة.. توبوا عن التفتيش في الصدور.. (هلا شققت عن صدره)”.

وأضافت الجعارة، ساخرة: “ناقص ترجعوا تحرموا الحنفية والمطبعة! لا يصح يا داعية ميدان التحرير.. كنت في الميدان مع سافرات وبنات بتغني لمصر”.

وتابعت الجعارة في منشورها: “غني يا أحمد.. إحنا بنحبك وبنحب صوتك.. غني يا أحمد.. أهل المدينة استقبلوا الرسول بالدف والغناء.. ولا تلتفت لحزب الكراهية”.

مظهر شاهين يرد على سحر الجعارة

في المقابل، دافع مظهر شاهين عن نفسه وكتب عبر حسابه بموقع “فيسبوك”: "هوّ إيه نوع “الجعارات الإعلامية” اللي بقت موضة الأيام دي.. كل ما شيخ أو عالم يتكلم عن ظاهرة سلبية أو محتوى خارج عن قيم المجتمع، يطلع علينا نوع من الخطاب العالي الصوت، قليل الحُجة، ويبدأ يردّد: “بيفتشوا في النويا والقلوب”، “بيكفّروا الناس”، “بيحاربوا الفن”، "ضد الحرية والتنوير"، "محاكم التفتيش"، "الرجعية والانبطاح".

وأضاف شاهين: "يعني بقى مجرد الاعتراض على الابتذال اسمه وصاية.. بلاش الجعارات اللفظية اللي بتتغلف بشعارات التنوير والحريات، لأنها لا بتحاور، ولا بتحترم رأي مخالف، بل بتهاجم أي صوت بيذكّر بالقيم أو بيدعو لاحترام الذوق العام أو احترام القيم.. واللي بيهاجموا أي طرح ديني، ويصنفوه على إنه خطر على الحريات، غالبًا هم أول ناس بيمارسوا وصاية مضادة.. وصاية الجعجعة، والصراخ، وتكميم الأفواه اللي مش ماشية على هواهم.

وتابع: “بالمناسبة ميدان التحرير، الذي أتشرف بأنني كنت وما زلت خطيبه، ليس ميدانًا للضوضاء ولا ساحة لتصفية الحسابات مع الدين، بل هو ميدان الكرامة الوطنية، ومحراب الثورة النظيفة الذي أنهى حكم الإخوان، وبناته أعظم من أي جعارات صوتية بتتعرض على الشاشات أو في الروايات وهي كثيرة، وأرقى من كل محاولات التزييف اللي بنشوفها باسم الفن".

وأضاف: “الاختلاف في الرأي لا يعني الإساءة لأحد.. احترام القيم مش رجعية، والدفاع عن الدين مش تطرف.. لكن الجعارات (التيارات) الفكرية المنتشرة عبر الأماكن وفي كل الأزمنة هي اللي محتاجة مراجعة”.

مقاضاة مظهر شاهين

الكاتبة سحر الجعارة أشارت إلى عزمها مقاضاة الشيخ مظهر شاهين، وكتبت على “فيسبوك”: “لو كنت قد العمة اللي إنت لابسها أوعك تحذف البوست القميء اللي كتبته في حقه.. نتقابل في المحكمة وأعرفك أنا بجيب حقي إزاي يا شيخ مظهر شاهين”.

المحامي أحمد مهران

ووسط هذا الجدل، برز موقف لافت من المحامي أحمد مهران، الذي أعلن تطوعه للدفاع عن الجعارة، ما أضاف بُعدًا قانونيًا جديدًا للأزمة المتفاعلة.

وأعلن المحامي الدكتور أحمد مهران، تطوعه للدفاع عن الإعلامية سحر الجعارة، في أعقاب السجال الذي نشب بينها وبين الداعية الشيخ مظهر شاهين، وكتب مهران عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك": "يا جدعان يا أهل الخير، لو حد معاه رقم تليفون سحر الجعارة يوصلني بيها، ويقول لها أحمد مهران المحامي بيقولك هو متطوع للدفاع عن حقك ضد هذا الإمعة، مجانًا.. اعملوا منشن لسحر، عدونا واحد، وأنا ابن عمي على العبيط".

تجار الدين

وعاودت سحر الجعارة التدوين على فيسبوك حيث كتبت: "هذا هو الانتصار.. هزمهم أحمد سعد بينما نحارب بكلمتنا بحفلته في الساحل.. أما تجار الدين هواة الشهرة وخصوصًا عبده مشتاق فأسقطه جمهور الحب والجمال.. أنت يا غبي يا جاهل لا وجود لك علي مسرح الحياة لأنك تكفيري وعنصري.. تحريم الفن وترهيب الفنانين لن يرهبنا سوف ندافع عن قوتنا الناعمة".

خالد منتصر

ودخل الإعلامي خالد منتصر على خط الأزمة مدافعًا عن موقف “الجعارة” وكتب على فيسبوك: “الفن ليس إثمًا ولا خطيئة ولا نجسًا حتى نتوب عنه يا شيخ مظهر، هذا هو المبدأ الذي دافعت عنه كاتبة مستنيرة صاحبة قلم مناصر للفن والحياة والجمال، سحر الجعارة لم تكن تدافع عن الفنان أحمد سعد، لكنها كانت تدافع عن الفن، ضد هجمة التتار عليه، المشايخ يريدون تسكين الفنان في خانة الإحساس بالذنب والخطيئة”.

وأضاف منتصر: “الفنان مثل أي انسان مصري ليس لديه جهاز مناعة ثقافي قوي ضد تلك المحاولات التكفيرية للفن، هذا الهجوم على سحر غرضه كسر قلمها ، لكني أعرف سحر جيدًا، مقاتلة شرسة في كتيبة التنوير، كنت أربأ بك يا شيخ مظهر أن تشارك في هذه الهجمة وقد كانت لك آراء جيدة من قبل، التنوير ليس بالقطاعي يا شيخنا الفاضل، التنوير باكيدج فكري، يغلفه من جميع جوانبه حق وفريضة السؤال”.

وتابع:“كل شيء مطروح على طاولة تشريح علامات الاستفهام، المشايخ يكرهون الفن لأنه ينافس الدين على جزء الوجدان، وهم مرعوبون من أن يسحب الفن البساط من تحت أقدامهم، ويفقدون سطوتهم على هذا الوجدان الجمعي.. تحية للصديقة سحر الجعارة ، دمت لنا رقمًا مهمًا في معادلة التغيير، وسلاحًا ماضيًا في معركة التنوير”.

search