الجمعة، 13 يونيو 2025

03:40 م

طوارئ بالشرق الأوسط.. إلى أين وصلت المفاوضات بين واشنطن وطهران؟

المفاوضات بين واشنطن وطهران - تعبيرية

المفاوضات بين واشنطن وطهران - تعبيرية

نهى رجب

A .A

تشير المعطيات الميدانية والسياسية المتزايدة إلى اقتراب تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط حالة من الترقب الحذر على المستويين الإقليمي والدولي، ورغم عدم توفر معلومات دقيقة حتى الآن حول توقيت العملية أو حجمها، لتعكس التحركات العسكرية والتصريحات المتبادلة بين الطرفين مناخًا مشحونًا وتصعيدًا قد يفضي إلى مواجهة واسعة.

ويثير هذا التصعيد المتوقع تساؤلات جدية حول مستقبل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وبينما تبقى الأنظار معلقة على التطورات المقبلة، يبرز السؤال الأهم: هل يشهد الإقليم مواجهة عسكرية شاملة، أم تنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء الموقف قبل أن يبلغ نقطة الانفجار؟

محادثات أمريكية إيرانية تعقد في عمان الأحد

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، اليوم الخميس، أنه سيتم عقد جولة سادسة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة يوم الأحد المقبل في عمان.

وكتب" البوسعيدي"، في منشور على منصة "إكس": "يسرني أن أؤكد أنه سيتم عقد جولة سادسة من المحادثات الإيرانية - الأمريكية في مسقط الأحد المقبل الموافق 15 يونيو".

إسرائيل تخطط لشن ضربة أحادية الجانب ضد إيران

ومن جهتها، تدرس إسرائيل القيام بعمل عسكري ضد إيران  على الأرجح دون دعم أمريكي في الأيام المقبلة، في  الوقت الذي يجري فيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مناقشات متقدمة مع طهران بشأن اتفاق دبلوماسي لتقليص برنامجها النووي، وفقًا لما نقلته شبكة "إن بي سي نيوز"، الأمريكية عن خمسة مسؤولين مطلعين على الوضع.

ونقلت شبكة"إن بي سي نيوز"، عن مصدر مطلع لم تسمه، قوله، إن إسرائيل، التي تعتمد على المعلومات الاستخباراتية أو غيرها من المساعدات المباشرة واللوجستية من الولايات المتحدة، قد تكون في وضع يسمح لها باتخاذ إجراء أحادي الجانب ضد طهران، مضيفًا أنه يمكن لأمريكا أن تدعم بالوقود الجوي أو تبادل المعلومات الاستخباراتية بدلا من الدعم الحركي، لكن المصادر والمسؤولين لم يكونوا على علم بخطط لذلك حتى الآن.

قطيعة مرتقبة بين واشنطن وتل أبيب

وأضافت أن إسرائيل، باتت أكثر جدية بشأن توجيه ضربة أحادية الجانب لإيران، في حين تبدو المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران أقرب إلى اتفاق تمهيدي أو إطاري يتضمن أحكامًا تتعلق بتخصيب اليورانيوم، والتي تعتبرها إسرائيل غير مقبولة، موضحة أن أي هجوم أو إجراء أحادي الجانب من قبل تل أبيب ضد طهران سيمثل قطيعة جذرية مع إدارة دونالد ترامب، التي عارضت هذه الخطوة.

وتابعت أنه في الوقت الذي تفضل فيه إسرائيل على الأرجح الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي لشن ضربات، لا سيما ضد المنشآت النووية الإيرانية - إلا أنها أظهرت في أكتوبر الماضي قدرتها على القيام بالكثير بمفردها، فيما علق المتخصص في الشون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج العربي، بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مايكل نايتس، على عملية إجلاء الموظفين غير الضروريين في السفارة الأمريكية في العراق قائلًا: "إن ذلك من شأنه أن يرسل رسالة إلى طهران مفادها أن "ترامب"، لن يمنع إسرائيل بالضرورة من شن هجوم مهدد على إيران.

بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب

وأضاف "نايتس"، أن  الأمر يتعلق بمحاولة دفع إيران إلى احترام رغبات الرئيس الأمريكي، مضيفًا، أن طهران لم تلتزم بالمهلة النهائية التي حددها "ترامب"، للشهرين للتوصل إلى اتفاق بشأن الأنشطة النووية للبلاد، وأنه يشعر بالإحباط تجاه ذلك.

وأشارت الشبكة إلى أن كل من "نايتس"، ومصدر مطلع على الأمر لم تشير إلى اسمه، أكدا أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستشن ضربة عسكرية محدودة الآن أم ستنتظر حتى تتطور المفاوضات النووية، بينما أعرب الرئيس الأمريكي، عن إحباطه المتزايد إزاء موقف إيران في المحادثات غير المباشرة الأخيرة، واصفًا طهران بأنها متصلبّة وبطيئة الحركة.

السفارات والقواعد الأمريكية بالشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى

إلى ذلك، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مصادر لم تسمها، قولها، إن السفارات والقواعد العسكرية الأمريكية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وضعت في حالة تأهب قصوى تحسبًا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران، التي ردت عبر أحد مسؤوليها بأن ما تفعله واشنطن، ما هو إلا جزء من تكتيكات تفاوضية.

فيما ذكر دبلوماسي كبير في المنطقة نقلت عنه "واشنطن بوست"، ولم تذكر اسمه، قوله: "إن أمريكا تراقب الوضع بقلق ونعتقد أنه أخطر من أي وقت مضى، كما نقلت عن مصادر أن قلق مسؤولي الاستخبارات الأمريكية يتصاعد خشية قيام إسرائيل بضرب إيران دون موافقة واشنطن.

ومن جانبها، نقلت شبكة "سي بي إس" الأمريكية عن مصادر، لم تسمها، قولها إنه تم إبلاغ المسؤولين الأمريكيين بأن إسرائيل مستعدة تمامًا لشن عملية عسكرية ضد إيران، وأن واشنطن تتوقع أن ترد إيران باستهداف مواقع أمريكية في العراق.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أصدرت، في وقت سابق من اليوم، تحذيرًا من السفر إلى العراق في المستوى الرابع، معللة أن سبب ذلك إلى ما سمته “الإرهاب والصراع المسلح".

تعليق “ترامب”

وعلق" ترامب"، في أول تصريح له بعد تسارع التطورات إزاء التوتر مع إيران، قائلًا: "إن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي على الإطلاق"، بينما أشارت شبكة "سي بي إس"، الأمريكية، إلى أن الرئيس الأمريكي، على دراية بالتحركات الأخيرة والقيادة الأمريكية الوسطى، تراقب التوترات في الشرق الأوسط، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال اتصالهما، الاثنين، الماضي، التوقف عن الحديث عن هجوم على إيران.

وبدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مسؤول إيراني، لم تسمه قوله: "إن طهران وضعت خطة رد تتضمن هجومًا مضادًا فوريًا على إسرائيل بمئات الصواريخ الباليستية، وأن مسؤولين عسكريين إيرانيين اجتمعوا لمناقشة الرد على ضربة إسرائيلية محتملة".

وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده

وكان وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، قال - في وقت سابق الأربعاء - إن طهران ستستهدف قواعد أمريكية في منطقة الشرق الأوسط في حال اندلاع صراع مع واشنطن، موضحًا أن بلاده تأمل أن تؤدي المحادثات مع الولايات المتحدة إلى نتائج، رغم أن طهران مستعدة للرد.

search