السبت، 14 يونيو 2025

10:33 م

إيران ترفع "الراية الحمراء".. ماذا تعني رسالة "المهدي المنتظر" لإسرائيل؟

رفع الراية الحمراء في إيران

رفع الراية الحمراء في إيران

رفعت طهران "الراية الحمراء" فوق مسجد جمكران جنوب العاصمة ، معقل أنصار “المهدي المنتظر” في إيران، في مشهد نادر يحمل رسائل دينية وسياسية عميقة، وذلك في تطور لافت بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية داخل إيران.

ما رمزية الراية الحمراء في الثقافة الإيرانية؟

الراية الحمراء تحمل دلالات قوية في الوجدان الشعبي الشيعي، وترمز إلى الثأر والانتقام، خاصة في ما يُعرف بثقافة الدم المهدور بلا قصاص. 

وبحسب وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، ينظر إلى هذه الخطوة كإعلان صريح بعدم طي صفحة الدماء إلا بعد الأخذ بالثأر، وترفع عادة فوق الأماكن ذات الرمزية الدينية أو التاريخية، حيث يعد رفعها إعلانًا بأن "الدم لم يُغسل بعد".

وتمثل أيضًا حالة من الحزن الوطني والالتزام بالقصاص، كما تعكس التعبئة العامة للرد على من ارتكب “ظلمًا” وفقًا للتقاليد الشيعية.

متى وأين رفعت الراية؟

رفعت الراية فجر الجمعة بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في طهران ومحيطها. وجاء رفعها فوق مسجد جمكران، وهو من المساجد الشيعية الكبرى في إيران، ويعد من أكثر الأماكن قداسة لدى الشيعة الاثني عشرية. 

وتكرر هذا المشهد لأول مرة منذ عام 2020، حين رفعت الراية عقب اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، بضربة أمريكية قرب مطار بغداد.

متى رُفعت الراية سابقًا؟

سجل أبرز مشهد مشابه في عام 2020، بعد اغتيال سليماني، حيث رُفعت الراية أيضًا في جمكران، إيذانًا بما وصفته إيران آنذاك بـ"الثأر المفتوح". 

وشهدت محافظة كرمان في وقت لاحق تفجيرًا أودى بحياة نحو 100 شخص، في إشارة إلى أن إيران تتعامل مع هذه الراية كجزء من منظومة الرد العسكري أو السيبراني أو غيره داخل أو خارج حدودها.

سيناريوهات الرد الإيراني

رأى الباحث في العلوم السياسية، أحمد الإمام، أن الضربات التي شنتها إسرائيل داخل العمق الإيراني تمثل تحولًا خطيرًا في نمط المواجهة بين الجانبين، مؤكدًا أن هذه العملية تجاوزت الرسائل السياسية، ووضعت النظام الإيراني في مواجهة مباشرة مع خطر داخلي يهدد رموزه ومراكزه الحساسة.

وقال الإمام في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، إن ما تعرضت له طهران لم يكن مجرد هجوم عسكري عابر، بل استهداف نوعي لقلب المؤسسة العسكرية والعلمية الإيرانية، وهو ما يدفع النظام، وفق تقديره، للرد من داخل أراضيه، وليس فقط عبر حلفائه الإقليميين كما جرت العادة. 

وأضاف أن الرد عبر الوكلاء وحده لن يكون كافيًا هذه المرة، لأن الضربة متت العمق السيادي للنظام، وأي تهاون في الرد سيُفهم على أنه انهيار للردع الإيراني أمام الداخل والخارج.

وأعلنت إسرائيل فجر الجمعة تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت مواقع تعد من بين الأشد حساسية في البلاد.

وشملت الغارات، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، إلى جانب مراكز لتطوير الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، فضلًا عن مقار يُعتقد بوجود قادة كبار من الحرس الثوري الإيراني داخلها.

search