السبت، 14 يونيو 2025

09:17 ص

سيناريوهات رد إيران على إسرائيل.. وكيل منهك أم صواريخ بعيدة المدى؟

صورة تعبيرة لصاروخ إيراني

صورة تعبيرة لصاروخ إيراني

شنت إسرائيل ضربات عسكرية داخل العمق الإيراني، فجر اليوم الجمعة، استهدفت قادة بارزين في الحرس الثوري وعلماء نوويين مرتبطين بالبرنامج العسكري لطهران، وبينما لا تزال طهران تلملم آثار الضربة تتجه الأنظار نحوها كيف سيكون ردها؟ وهل تكتفي بتفعيل أذرعها العسكرية في المنطقة، أم تتجه للمواجهة المباشرة؟

وقال الباحث في العلوم السياسية، أحمد الإمام، إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران تمثل نقلة نوعية في الصراع المفتوح بين تل أبيب وطهران، معتبرًا أن الرد الإيراني هذه المرة لن يمر عبر الوكلاء فقط، بل سيكون هناك رد مباشر من داخل الأراضي الإيرانية، لأن ما جرى استهدف قلب النظام وليس أطرافه.

سيناريوهات الرد الإيراني

وأوضح الإمام لـ“تليجراف مصر”، أن اغتيال قادة بالحرس الثوري وعلماء نوويين في مواقع حساسة يحمل رسالة قاسية مفادها أن إيران أصبحت مكشوفة أمنيًا وعسكريًا، وهو ما يفرض على النظام الإيراني الرد بصورة مباشرة لحماية هيبته داخليًا وإقليميًا، مشيرًا إلى أن أي تراجع الآن قد يفسر كضعف ويفقد إيران نفوذها في ملفات حساسة مثل التفاوض النووي.

وأضاف الإمام أن إيران قد توجه ضربة صاروخية دقيقة من داخل أراضيها ضد أهداف إسرائيلية، سواء في الجولان أو النقب، بالتوازي مع تحريك أذرعها في المنطقة مثل الحوثيين والميليشيات العراقية مثل كتيبة النجباء الشيعية، في محاولة لإرباك المشهد وفتح أكثر من جبهة، لكن دون استهداف مباشر للقواعد الأمريكية، تجنبًا لتوسيع نطاق المواجهة دوليًا.

أذرع إيران وحزب الله المُنهك

تمكنت إسرائيل خلال عام واحد من توجيه ضربات موجعة لحزب الله داخل لبنان، ما انعكس بشكل واضح على بنيته القيادية وقدرته العسكرية. 

ووفقًا لتقرير سابق صادر عن "رويترز"، فقد تعرض ما يعرف بـ"محور المقاومة" بقيادة إيران، والذي يشمل حزب الله، لسلسلة من العمليات المكثفة بدأت في أكتوبر 2023 واستمرت حتى نهاية 2024، ما أضعف فاعليته بشكل كبير.

وركزت الحملة الإسرائيلية على تصفية قيادات الصف الأول في الحزب، بداية من فؤاد شكر وصولاً إلى حسن نصر الله وخليفته المفترض هاشم صفي الدين، الذين اُستهدفوا داخل الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب التقليدي.

ولم تقتصر النتائج على غياب القادة، بل أدت هذه الاغتيالات إلى خلخلة بنية القيادة، ودفع من تبقى من المسؤولين إلى تقليص الاتصالات وتغيير أساليب التنقل، وهو ما أضعف التنسيق الداخلي وكفاءة العمل الميداني داخل الحزب بشكل ملحوظ.

ومن هذه الناحية، أشار الإمام إلى أن حزب الله رغم الخسائر التي تعرض لها مؤخرًا ما زال يمتلك قدرة نارية مؤثرة، ويمكن استخدامه كأداة ضغط على الجبهة الشمالية لإسرائيل، سواء في رد دفاعي أو لخلق حالة استنزاف متواصلة، فيما تتكفل إيران بالرد الاستراتيجي المباشر.

قدرة إيران الصاروخية

في أغسطس 2024، رصد تقرير للقناة 12 العبرية قدرات إيران الهجومية تجاه إسرائيل، إلى جانب إمكانيات الدفاع الجوي الإسرائيلي، حيث وفقًا لتقديرات قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، الجنرال كينيث ماكينزي، فإن إيران كانت تمتلك بحلول عام 2022 أكثر من 3000 صاروخ باليستي، دون احتساب صواريخ كروز، ويقدر مدى بعضها بنحو 2000 كيلومتر. 

وبالقياس فإن المسافة بين طهران وتل أبيب تقارب 2000 كيلومتر، في حين أن المسافة من غرب إيران إلى شمال إسرائيل بحر الجليل لا تتعدى 1000 كيلومتر، ما يعني أن معظم الصواريخ الإيرانية قادرة نظريًا على بلوغ الأراضي الإسرائيلية.

صواريخ إيران الباليستية بعيدة المدى

بحسب التقرير، فإنه من أبرز المنظومات الإيرانية بعيدة المدى، صواريخ "سجيل" الباليستية التي يبلغ مداها 2000 كيلومتر، ومنظومة "خورمشهر" التي يتراوح مداها بين 2000 و3000 كيلومتر. 

أما في فئة صواريخ كروز، فتملك طهران صواريخ بمدى يصل إلى 1350 كيلومترًا، أبرزها صاروخ "سومار"، المشتق من التصميم الروسي "KH-55"، ويُقدّر مداه ما بين 2000 و3000 كيلومتر.

ويشير التقرير إلى أن إيران تمتلك على الأقل تسعة أنواع من الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى العمق الإسرائيلي، ما يضع تحديًا كبيرًا أمام قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي في حال اندلاع مواجهة شاملة.

عملية الأسد الصاعد

أعلنت إسرائيل فجر الجمعة، تنفيذ ضربات جوية مركزة داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت مواقع توصف بأنها شديدة الحساسية، من بينها منشآت ذات صلة بالبرنامج النووي، ومراكز لتطوير الصواريخ بعيدة المدى، بالإضافة إلى مواقع يتواجد فيها قادة عسكريون كبار في الحرس الثوري الإيراني. 

واعتبرت تل أبيب أن العملية تأتي ضمن استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى كبح جماح المشروع النووي الإيراني.

ورفعت إسرائيل حالة التأهب إلى أعلى مستوياتها، وفعّلت منظومات الطوارئ والدفاع الجوي تحسبًا لرد انتقامي من إيران، قد يتضمن هجمات بصواريخ أو طائرات مسيّرة على المدن الإسرائيلية أو قواعدها العسكرية، وسط تنامي المخاوف من انزلاق التصعيد نحو مواجهة إقليمية مفتوحة.

search