السبت، 14 يونيو 2025

05:09 م

توترات المنطقة تهدد بعودة تخفيف الأحمال.. وطوارئ حكومية لتجنب السيناريو

تخفيف الأحمال

تخفيف الأحمال

A .A

يهدد التصعيد العسكري الأخير في المنطقة بعودة خطة تحفيف الأحمال بشكل جزئي، إلا أن الحكومة تعمل على تفادي هذا السيناريو، وتفعيل الطوارئ لمواجهة تراجع إمدادات الغاز الطبيعي، حسب ما ذكرته مصادر بوزارتي البترول والكهرباء لـ"تليجراف مصر".

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، تفعيل خطة الطوارئ لمواجهة تراجع إمدادات الغاز الطبيعي القادمة من الشرق، بعد توقف مفاجئ لأحد الحقول الإسرائيلية، وتعطل تجهيزات محطات إعادة التغويز في العين السخنة.

توقف حقل ليفياثان الإسرائيلي 

وأعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، إغلاق مؤقت لحقل "ليفياثان" البحري، أكبر حقل غاز طبيعي لإسرائيل في البحر المتوسط، عقب تصاعد التوترات الأمنية الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وتعهد طهران بالرد، ما دفع شركة Energean Plc إلى وقف إنتاجها من الحقل بأوامر رسمية.

ووفقًا لتقارير، بدأت كميات الغاز الإسرائيلي الموردة إلى مصر في الانخفاض تدريجيًا منذ 19 مايو السابق، حيث بلغت حاليًا نحو 500 مليون قدم مكعبة يوميًا، ويتوقع خبراء أن تنخفض الإمدادات بشكل أكبر خلال شهري يوليو وأغسطس إلى ما بين 200 و150 مليون قدم مكعبة يوميًا، مقارنة بمليار قدم مكعبة سابقًا، بسبب تزايد الاستهلاك المحلي في إسرائيل.

تأمين احتياجات الغاز

من جانبها، تسعى مصر إلى تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء خلال الصيف، وقد أبرمت مؤخرًا اتفاقات مع شركات طاقة وتجارة لشراء ما بين 150 و160 شحنة غاز طبيعي مسال، بتكلفة تتجاوز 8 مليارات دولار لتغطية احتياجات البلاد حتى نهاية 2026، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وفي ضوء هذه التطورات، أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة تشمل: وقف إمدادات الغاز لبعض الأنشطة الصناعية غير الحيوية، ورفع معدلات استهلاك المازوت بمحطات الكهرباء إلى الحد الأقصى المتاح، وتشغيل بعض المحطات بالسولار لتجنب تخفيف الأحمال.

كما أشارت الوزارة إلى وصول ثلاث سفن لإعادة التغويز إلى المواني المصرية، بدأت إحداها بالفعل في ضخ الغاز إلى الشبكة القومية، بينما يجري تجهيز السفينتين الأخريين لبدء عمليات الضخ قريبًا.

وأكدت الوزارة أن شبكة الغاز لا تزال في وضع آمن، وهناك احتياطيات كافية من المازوت لتلبية احتياجات الكهرباء. كما يواصل المركز القومي للتحكم في الغاز وغرفة العمليات المختصة متابعة الموقف على مدار الساعة.

وفي السياق ذاته، قام وزيرا البترول والكهرباء بزيارة ميدانية للمركز القومي للتحكم في الغاز، وتفقد وزير البترول ميناء السخنة لمتابعة أعمال ربط سفينة إعادة التغويز الثالثة بالشبكة.

وعلى صعيد متابعة الحكومة، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا مع وزيري البترول والكهرباء لمتابعة تطورات الموقف، وتأكيد تنفيذ الإجراءات الكفيلة بضمان استقرار منظومتي الغاز والكهرباء في البلاد.

وقال نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، مدحت يوسف، إن تراجع كميات الغاز الطبيعي المستوردة من إسرائيل إلى نحو 250 مليون قدم مكعب يوميًا فقط، مقابل مليار قدم في السابق، قد يدفع مصر إلى تطبيق خطة لتخفيف الأحمال الكهربائية خلال المرحلة المقبلة، وفق أولويات مدروسة بدقة.

أولوية توزيع الطاقة

وأضاف يوسف في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن أولوية توزيع الطاقة ستكون للاستهلاك المحلي الأساسي، تليها الصناعات ذات القيمة المضافة المرتفعة، خاصة تلك التي يتم تسعير الغاز لها وفق متوسطات تكلفة الاستيراد وليس الأسعار المحلية، مشيرًا إلى أن بعض هذه الصناعات تعتمد على الغاز المشتَرى من حصة الشركاء الأجانب.

وأوضح أن محطات الكهرباء ستخضع لإعادة توزيع في إمدادات الوقود، سواء من الغاز الطبيعي أو بدائله مثل المازوت والسولار، وذلك لضمان استمرار تشغيل المرافق الحيوية وتوفير التغذية الكهربائية للمنازل والمنشآت ذات الطبيعة الاستراتيجية.

وأشار يوسف إلى أن الاستعانة بسفن تغويز جديدة لتعويض النقص في الواردات يبدو صعبًا في الوقت الحالي، نتيجة تصاعد التوترات الإقليمية، مؤكدًا أن الاشتباك القائم بين إسرائيل وإيران له تداعيات مباشرة على استقرار سوق الطاقة في الشرق الأوسط.

وشدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب تنسيقًا حكوميًا واسعًا وتضافرًا للجهود لضمان استمرار إمدادات الطاقة والحفاظ على استقرار الشبكة، ريثما تتضح ملامح المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

search