الأربعاء، 18 يونيو 2025

12:14 ص

أمه توفيت قبل أسبوع.. جدة تساند حفيدها بالدعاء خارج لجنة الامتحان

الجدة

الجدة

تصوير: مكاريوس كرم   -  

A .A

في ثاني أيام امتحانات الثانوية العامة، وأمام إحدى المدارس، وقفت سيدة مُسنة، حاملة في قلبها ألم فقدان ابنتها، وهي تردد دعوات لحفيدها الذي يخوض امتحان مادة اللغة الثانية بعد نحو أسبوع واحد من رحيل أمه عن الدنيا.

جدة تساند حفيدها خارج لجنة الامتحانات

الجدة حريصة منذ ثلاث سنوات على مرافقة حفيدها في طريقه إلى لجان امتحانات الثانوية، وتقول لـ"تليجراف مصر"، إن هذا الفتى يمكث معها منذ التحق بالصف الأول الثانوي، وأنها لم تتخل عنه يومًا، فقد اعتادت اصطحابه إلى المدرسة، تتابعه في كل خطوة، وتمنحه ما تيسر من الطمأنينة، خشية أن تعترض المشكلات خط سيره، فهو - على حد قولها - الوحيد من بين أشقائه الذي يقيم معها، بينما يعيش الآخرون في منطقة أخرى بالجيزة.

وتضيف الجدة من الكلام ما يحزن القلب، إذ يتضح بأن الطالب فقد والدته قبل بدأ الامتحانات بأسبوع واحد فقط، حاول في هذا الأسبوع دفن أوجاعه، والتركيز على مستقبله بتخطي امتحانات الثانوية العامة على أتم وجه.

تضيف الجدة في حديثها أثناء انتظار حفيدها خارج لجنة الامتحانات: "هو الوحيد اللي قاعد معايا، وباقي أشقائه في الجيزة، والدته توفيت فجأة، قبل امتحاناته بأسبوع وهي عندها 39 سنة، قلبه مكسور وساكت، حاطط في نفسه وساكت”.

ورغم ارتفاع درجة حرارة الجو، لم تستطع الجدة ترك حفيدها وحيدًا، إذ وضعت حزنها على ابنتها جانبًا وحملت مسبحتها وصوتها المرتجف بالدعاء لدعم حفيدها مثقل القلب، وحثته على المضي قدمًا لتخطيط مستقبله قائلة: “أسبّح وادعو له.. ربنا يوفقه هو واللي زيه، ربنا يجبر بخاطرهم السنة دي”. 

وعلى مدار الأسبوع كانت الجدة تحثه بحنان على تجاوز محنة فقده لأمه، وتشجعه على التمسك بأمله وطموحه في الالتحاق بكلية الحقوق قسم اللغة الإنجليزية، التي طالما حلم بها.

ورغم ثقل الحزن والفقد على كاهل الاثنين تقف الجدة صامدة شامخة فقط من أجل أن يستند عليها حفيدها ويعبر إلى بر يجد فيه طموحه في الالتحاق بالكلية التي لطالما شغلت ثنايا قلبه.

search