الخميس، 19 يونيو 2025

10:23 ص

كاترين شاكدام خدعت إيران.. كيف اخترقت جاسوسة الموساد دائرة المرشد؟

كاترين بيريز شاكدام أثناء مقابلة مع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي 2017

كاترين بيريز شاكدام أثناء مقابلة مع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي 2017

نهى رجب

A .A

في لغز كبير، شغل مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، تصدر اسم كاترين بيريز شاكدام، عناوين النقاش والجدل، بعد أن تداول ناشطون إيرانيون مزاعم تفيد بأنها "جاسوسة للموساد الإسرائيلي". 

ووسط هذا الزخم، حيث يرافق هذا الاتهام حالة من الذهول والاستغراب، لا سيما أن “شاكدام”، كانت تحظى بثقة الأوساط السياسية الإيرانية، حيث شاركت في كتابة مقالات وتحليلات اعتبرت في وقت سابق، بأنها داعمة لنظام الملالي، لكن الاتهامات الجديدة قلبت المشهد رأسا على عقب، لتتحول من "كاتبة متعاطفة" إلى متهمة محتملة بالتجسس.

بداية الحكاية

وبدأت حكاية “شاكدام”، أثناء الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2017، عندما أجرى إبراهيم رئيسي، المرشح لمنصب الرئيس عام 2021، مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، وكانت حينها محاورته مواطنة فرنسية، تدعى كاترين بيريز شاكدام، وكانت آنذاك شيعية ملتزمة، بحسب ما نقلته “إيران إنترناشيونال” الإيرانية.

وباتت "شاكدام" المحجبة والملتزمة دينيًا، شخصية بارزة في الإعلام الرسمي الإيراني، حيث إنها غطت أخبار النظام ووكلائه في المنطقة بشكل إيجابي، كما كتبت عشرات المقالات باللغة الإنجليزية في الصحافة الإيرانية، وتواصلت مع بعص من أشهر الشخصيات في الشرق الأوسط.

كاثرين شاكدام بالحجاب في إيران

"الصهاينة يخططون لإبادة الإسلام"، كان هذا أول عنوان بدأت به “كاترين”، مقالها في عام 2014 لصحيفة إيرانية رسمية، ووجهت فيه السباب للإسرائيليين الذين يصعدون للصلاة في الحرم القدسي، ووصفتهم بـ"الكلاب المسعور".

وبعد خمس سنوات من مقابلتها مع الرئيس الإيراني، عادت كاترين إلى ديانتها القديمة اليهودية، والتي هجرتها منذ زمن طويل، معلقة على ذلك في مقابلة مع صحيفة “تايمز أوف إسرائيل": “بدأت أدرك أنني لسنوات كنت أخدم مصالح نفس أولئك الذين يريدون رحيلنا.. لسنوات، كان دافعي نابع عن كراهية الذات، لكن مع وقت تستيقظ وتدرك أنه لا يمكنك إنكار هويتك”.

كاثرين شاكدام بعد خلع الحجاب

كيف خدعت “شاكدام” إيران؟

دخلت كاثرين شاكدام، إيران من خلال سفر جواز فرنسي بصفتها امرأة مسلمة، واعتنقت المذهب الشيعي، وتزوجت يمنيًا، وارتدت الحجاب، وتقربت من نظام الملالي، فيما وطدت علاقتها به بفعل عملها الصحفي حتى التقت الرئيس الراحل" رئيسي" 2017.

وفي هذه الفترة، أخفت “كاترين”، هويتها لفترة كبيرة، وأخذت تدعم النظام الإيراني، وتظاهرت بالتعاطف مع إيران، حتى وصلت إلى قلب الدولة الإيرانية، وأشادت بالمقاومة الفلسطينية، وزارت إيران عدة مرات، واستطاعت كتابة 18 مقالًا باسمها على الموقع الرسمي للمرشد الإيراني، علي خامنئي.

وحصلت كاثرين على تصريح خاص للسفر مع المرشح الرئاسي، إبراهيم رئيسي حينها، حيث رافقته في حملته الانتخابية إلى مدينة رشت الإيرانية، وسجلت معه مقابله تليفزيونية.

وثارت ضدها في عام 2022 عاصفة من الجدل بعد الكشف عن هويتها الحقيقية (اليهودية)، في حين أشار مسؤولين أنصار الرئيس السادس لإيران، أحمدي نجاد، إلى أن شاكدام أقامت علاقات جنسية مع العشرات من المسؤولين، لكن رد المسؤولين على ذلك، بنفي علاقاتهم بشاكدام.

ونفت “شاكدام”، اتهامها بأنها جاسوسة تابعة للموساد الإسرائيلي، فيما نفى المرشد الإيراني أي علاقة تربطه بها.

معلومات عن كاترين شاكدام

هي يهودية الأصل، تحمل الجنسية الفرنسية، وفي عام 1999، كانت “شاكدام” طالبة بكلية لندن للاقتصاد، وأثناء دراستها التقت بزوجها، وهو مسلم سني من صنعاء باليمن، وتزوجا بعد ستة أشهر، بحسب ما نقل موقع “تايمز أوف إسرائيل”.

وبينما كان زوجها مسلمًا سنيًا، وجدت “بيريز شاكدام”، نفسها منجذبة إلى المذهب الشيعي، وعلى الرغم من اعتناقها الإسلام، فإن خلفيتها اليهودية كانت مصدر خلاف مع أصهارها حتى باتت في النهاية مصدر عار لها، على حد قولها.

search