بين حل الأزمات وافتعالها.. خلاف الخطيب وصبحي "نار تحت الرماد"

“دوري حل الأزمات مثلما حدث مع الأهلي في الهدايا”، من هنا تجددت الخلافات بين وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي ورئيس النادي الأهلي محمود الخطيب، وأصبحت لا تخفى على المتابعين للمشهد الرياضي في مصر.

تلك الخلافات لم تعد مجرد أمور خلف الكواليس، بل باتت تظهر علنًا وتكشف التوتر المستمر بين الطرفين، مما يؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الإداري والرياضي داخل النادي الأحمر.

أشعل الوزير أشرف صبحي شرارة تجديد الخلاف القائم بينه وبين إدارة الأهلي، حيث ظهرت هذه التوترات في عدة مناسبات، كان أبرزها تصريحاته التي حملت انتقادات خفية للنادي الأهلي، خاصة فيما يتعلق بأحداث عام 2018 وعدم دعم الفريق خلال مشاركته في كأس العالم للأندية 2025. 

هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، إذ اعتبرها كثيرون تقليلًا من مكانة القلعة الحمراء، مما عمق الخلاف بين الطرفين وأعاد إلى الواجهة خلافات قديمة كانت تطفو على السطح بين وزارة الشباب والرياضة والنادي الأهلي.

وخلال السطور التالية نبرز لكم القصة كاملة لخلاف وزير الشباب والرياضة والنادي الأهلي، والنقطة الحقيقة التي حولت العلاقة بينهما.

بند الـ8 سنوات

النقطة الحاسمة التي مثلت تحولا كبيرا في العلاقة بين وزير الرياضة ورئيس النادي الأهلي، كانت تقديم الوزير لمشروع قانون الرياضة الجديد، والذي تضمن بندا مثيرا للجدل يتعلق بالحد الأقصى لمدة شغل المناصب الرياضية، والمعروف بـ"بند الثماني سنوات"، مع احتمال تطبيقه بأثر رجعي.

تطبيق هذا القرار، يعني استبعاد الخطيب من الترشح في انتخابات الأهلي المرتقبة قبل نهاية العام الحالي، لأنه قضى فترتين متتاليتين في رئاسة النادي، كما أن هذا التعديل سيؤدي إلى رحيل عدد من أعضاء مجلس الإدارة الحاليين أبرزهم (محمد الجارحي ومحمد سراج الدين، وخالد مرتجي، محمد والدماطي، وطارق قنديل ومهند مجدي)، ويعد ذلك تغييرا إداريا في النادي بشكل جذري.

رد فعل الخطيب كان قويًا ومباشرًا، حيث دخل في مواجهة علنية مع وزير الرياضة، ورفع الأمر إلى رئاسة الوزراء للاطلاع على تفاصيل التعديلات المقترحة، بالإضافة إلى إطلاق اتصالات مكثفة بهدف منع تطبيق بند الثماني سنوات. 

وبالفعل تم إيقاف تطبيق هذا البند في نهاية المطاف، ولكن الخلاف الذي نشأ خلال تلك الفترة ترك أثرا واضحا على العلاقة بين الطرفين، مما زاد من التوتر والتباعد بين الخطيب ووزير الرياضة وأثر على التنسيق بينهما في القضايا الرياضية المقبلة.

وأوضح وزير الشباب في تصريح سابق: "عندما بدأنا العمل على قانون الرياضة منذ ست سنوات، كان مجلس النواب حينها في مرحلة نشطة، ثم جاءت دورة الألعاب الأولمبية في باريس فتوقفنا لفترة، بعد ذلك استأنفنا العمل على القانون، وظهرت تسريبات تشير إلى وجود بند يتعلق بمدة الثماني سنوات، مما أثار انتقادات كثيرة ضد وزير الرياضة، وزعم أن الهدف من هذا البند هو إقالة محمود الخطيب".

دعم بيراميدز وتجاهل الأهلي

في مشهد آخر أثار غضب إدارة الأهلي بعدما اتجه أشرف صبحي لدعم نادي بيراميدز خلال نهائي دوري أبطال أفريقيا 2025.

فقد حرص صبحي على التواجد في مدرجات ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة لمتابعة مباراة الإياب أمام فريق صن داونز الجنوب أفريقي، وأظهر دعمه الكامل لإدارة بيراميدز، خاصة فيما يتعلق بتنظيم الحضور الجماهيري وتشجيع الجماهير على الذهاب إلى ملعب اللقاء لمؤازرة الفريق السماوي.

الدعم العلني الذي أبداه الوزير لصالح بيراميدز أثار استياء كبيرًا داخل جدران النادي الأهلي، حيث شعر المسؤولون بأنه لم يوجه نفس القدر من الدعم والاهتمام للنادي الأهلي، خصوصًا خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية.

حتى الآن لم يتواصل وزير الشباب والرياضة، مع بعثة الأهلي في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشارك في كأس العالم من أجل دعمها.

وهذا وضح التفرقة التي يتعامل بها أشرف صبحي مع النادي الأهلي وبيراميدز، الأخير يلقى الدعم الكامل بينما المارد الأحمر ما زال يعاني التجاهل.

ويعد النادي الأهلي ممثل مصر بصفة مستمرة في كأس العالم للأندية، فهو أكثر الأندية مشاركة في كأس العالم على مستوى جميع القارات.

وزير الرياضة يصدم الأهلي 

أكد الدكتور أشرف صبحي تدخله المباشر في أزمة الهدايا التي أثارت الجدل مع النادي الأهلي وأحد رجال الأعمال غير المصريين، مؤكدًا أن الوزارة لن تسمح بالمساس بأي مؤسسة كبرى في مصر، وعلى رأسها النادي الأهلي.

وأوضح الوزير خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي خيري رمضان: “عندما حدثت مشكلة الهدايا للنادي الأهلي، تدخلت فورًا كوزير مصري، فلا يمكن أن نسمح بأن تضر أو تتعرض مؤسسة بحجم الأهلي لهذا الموقف، لا نقبل بأي إهانة أو مظهر غير لائق لأي مؤسسة من مؤسسات البلد”.

وأضاف أن موقفه لم يكن مجرد رد فعل عابر، بل جاء من إدراك سياسي بمسؤولية الوزارة في حماية صورة المؤسسات الرياضية المصرية، مشددًا: “أنا لا أتحدث كرد فعل على كلام فقط، بل في إطار مداخلة سياسية تهدف إلى توجيه رسائل حقيقية للمجتمع بأكمله”.

وأشار إلى وجود رؤية سياسية واضحة بأن الرياضة ليست منفصلة عن الإعلام والمجتمع، بل هي أداة لبناء المجتمع وتعزيز التواصل مع الجماهير، ونعمل على أن تكون الرياضة وسيلة تواصل حقيقية مع الشارع، لا مصدرًا للتعصب أو التأجيج".

الخطيب إرث رياضي

وقال وزير الشباب والرياضة عبر تصريحات تلفزيونية": أن الخطيب أحد رموز الكرة المصرية، وواحد من الإرث الرياضي الحي الذي لا يُنسى".

وتابع قائلًا: “الخطيب ونجوم جيله قدموا الكثير للكرة المصرية، وهم ما زالوا على قيد الحياة ويستحقون كل الاحترام والتقدير لما منحوه للشارع المصري من متعة وارتباط بكرة القدم”.

واختم أشرف صبحي تصريحاته بالحديث عن موقف إنساني جمعه بالخطيب، قائلًا: "عندما أجرى الخطيب عملية جراحية، كنت أول من استقبله على باب الطائرة".