الخميس، 19 يونيو 2025

11:21 ص

الإنترنت الفضائي يطرق أبواب مصر.. "ستارلينك" تنتظر الضوء الأخضر

شركة ستارلينك

شركة ستارلينك

تقترب مصر من دخول عصر جديد من الاتصال الرقمي عالي السرعة عبر الأقمار الصناعية، في خطوة من شأنها تغيير شكل البنية التحتية الرقمية في البلاد، خاصة في المناطق التي ظلت لفترات طويلة خارج نطاق التغطية الفعالة.

وأكد مصدر بقطاع الاتصالات لـ"تليجراف مصر"، أن هناك مفاوضات متقدمة بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة "ستارلينك" التابعة لرائد الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، بهدف توفير خدمة الإنترنت الفضائي في السوق المصري، وربما تنطلق الخدمة خلال العام الجاري.

تأتي هذه الخطوة ضمن توجه الدولة نحو تعزيز الشمول الرقمي، وتحقيق التكامل في شبكات الاتصال، لا سيما في المناطق الريفية والنائية التي تعاني من ضعف الخدمات الأرضية أو انعدامها.

الإنترنت الفضائي لا يعتمد على الكابلات أو البنية التحتية التقليدية، بل يُبث مباشرة من الفضاء، ما يسمح بالوصول إلى أماكن كانت سابقًا خارج حسابات التوصيل.

إنترنت ستارلينك

تمثل خدمة ستارلينك اليوم أحد أبرز أنظمة الإنترنت الفضائي حول العالم، حيث تعمل عبر كوكبة من الأقمار الصناعية يتجاوز عددها 6 آلاف قمر تدور في مدار أرضي منخفض.

وتغطي الشبكة أكثر من 100 دولة، ويستخدمها أكثر من 4 ملايين مشترك، ما يُظهر مدى الجاهزية التقنية التي يمكن أن تقدمها لمصر، خاصة في وقتٍ تتسارع فيه خطوات التحول الرقمي في مختلف القطاعات.

وفي حال دخول الخدمة بشكل رسمي إلى مصر، من المتوقع أن تلعب دورًا كبيرًا في دعم قطاعات استراتيجية مثل التعليم الإلكتروني، الصحة الرقمية، التجارة الإلكترونية، والخدمات الحكومية الذكية.

كما يُعوَّل عليها في سد الفجوة الرقمية بين المدن الكبرى والمناطق الريفية، وتوفير بيئة معلوماتية متوازنة على امتداد الجمهورية.

ورغم أن خدمة ستارلينك لم تُفعَّل بعد داخل مصر، فإن بعض المستخدمين في المنطقة يعتمدون عليها حاليًا عبر خطط التجوال الدولي، مستفيدين من الباقات المرنة التي تقدمها الشركة.

وتتميز الخدمة بسرعات تحميل تتراوح بين 5 إلى أكثر من 100 ميجابت في الثانية، وسرعات رفع بين 2 إلى 10 ميجابت، وزمن استجابة لا يتجاوز 40 مللي ثانية، ما يجعلها بديلًا حقيقيًا للإنترنت الأرضي في المناطق غير المغطاة.

مميزات الإنترنت الفضائي

تتمثل إحدى أبرز مزايا الإنترنت الفضائي في كونه لا يتطلب بنية تحتية تقليدية، ما يقلل من التكاليف طويلة الأمد في مشاريع التوصيل، كما أن قدرته على تجاوز العوائق الجغرافية تجعله مثاليًا للدول ذات الامتداد الصحراوي مثل مصر، والتي تسعى حاليًا لتعميم الخدمات الرقمية في جميع المحافظات.

الجهاز المستخدم لاستقبال الخدمة من ستارلينك لا يحتاج إلى إعدادات معقدة، ويمكن تشغيله بسهولة حتى في البيئات الريفية، كما أطلقت الشركة مؤخرًا جهاز "ستارلينك ميني" صغير الحجم وقليل استهلاك الطاقة، وهو ما يزيد من فرص انتشاره بين المستخدمين في المناطق الأقل دخلًا.

الإجراءات القانونية

قال خبير تكنولوجيا المعلومات محمود فرج، إن دخول خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك إلى السوق المصري لن يتم إلا بعد استيفاء الإجراءات القانونية، وعلى رأسها الحصول على ترخيص رسمي من الجهات المختصة.

وأوضح فرج لـ"تليجراف مصر" أن الشركة المالكة للخدمة مطالبة بإنشاء كيان رسمي داخل مصر والتقدُّم بطلب ترخيص لبيع الخدمة في السوق المحلي، مؤكدًا أنه لا يمكن تقديم الخدمة أو تسويقها داخل البلاد دون هذا الإجراء القانوني.

وأشار إلى أن طريقة عمل الإنترنت الفضائي تعتمد على أجهزة استقبال تُركّب أعلى المنازل، وتلتقط إشارات الأقمار الصناعية مباشرة، ثم توزّعها عبر جهاز يعمل على غرار جهاز الراوتر اللاسلكي التقليدي، ما يتيح اتصالًا بالإنترنت دون الحاجة إلى بنية تحتية أرضية.

وفيما يخص الممارسات غير القانونية، حذّر من محاولات إدخال أجهزة "ستارلينك" المهرّبة إلى داخل مصر، مؤكدًا أن قانون تنظيم الاتصالات المصري، وتحديدًا المادة 77، يُجرّم حيازة أو تشغيل أي أجهزة لاسلكية دون ترخيص، ويوقع على المخالفين عقوبة الحبس لمدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تتجاوز 50 ألف جنيه، أو بإحدى العقوبتين، بالإضافة إلى مصادرة الأجهزة المضبوطة.

وأشار إلى أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في عالم الاتصالات، خاصة في المناطق المحرومة من خدمات الإنترنت الأرضي، لكن يبقى الالتزام بالإطار القانوني والتنظيمي هو السبيل الوحيد لتقديم الخدمة بشكل مستدام وآمن داخل البلاد.

search