"مفاعل حوض السباحة".. لماذا تصر إسرائيل على قصف أصفهان؟

مفاعل أصفهان النووي
استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، مدينة أصفهان الإيرانية، حيث تقع إحدى المنشآت النووية الرئيسية في البلاد، إلا أن المسؤولين أكدوا عدم وجود تسرب للمواد المشعة، مما يثير التساؤلات حول أهمية هذا المفاعل ودوره في البرنامج النووي الإيراني.
ويأتي الاستهداف في إطار حملة إسرائيلية أوسع نطاقًا، والتي تهدف، وفقًا لوزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، إلى ضرب برنامج إيران الصاروخي والنووي.
وبجانب أصفهان، استهدفت طائرات مقاتلة إسرائيلية، أيضًا، مفاعل الماء الثقيل للأبحاث في خنداب، وهو موقع رئيسي آخر في البنية التحتية النووية الإيرانية.
مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية المنشأة الحاضنة للمفاعل
أوضحت “مبادرة التهديد النووي”، أن المفاعل يقع في مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية (INTC)، الذي يُعد أكبر مجمع للأبحاث النووية في إيران.
وتأسس مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، الواقع داخل جامعة أصفهان، بمساعدة صينية وافتُتح في عام 1984.
ويوظف المركز حوالي 3000 عالم ويُعتبر منشأة بحث وتطوير متعددة الأغراض، ويُشتبه في أن المركز يُمثل نقطة محورية لبرنامج أسلحة نووية إيراني سري.

يضم المركز، ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة، بالإضافة إلى منشأة لتحويل اليورانيوم، ومصنع لإنتاج الوقود، ومصنع لتغليف الزركونيوم، ومرافق ومختبرات أخرى. وقد فُرضت على المركز عقوبات من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
كما فرض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1747، حظر سفر دوليًا وتجميدًا للأصول على جواد رهيقي، رئيس المركز.
وتعرض المركز، نفسه لأضرار جراء غارات جوية إسرائيلية في يونيو 2025. وتأتي هذه الهجمات ضمن التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، واستهدفت البنية التحتية النووية والصاروخية الإيرانية.
وتُشير تحليلات صور الأقمار الصناعية، إلى تضرر المنشأة، إلا أن وضعها التشغيلي الدقيق لا يزال غير معروف.
بينما تشير دراسة أعدها “معهد العلوم والأمن الدولي”، إلى أن المفاعل النووي تم الإعلان عنه في يوليو 2022، أعندما أعلنت إيران، خطط لبناء مفاعل أبحاث نووي جديد في موقع أصفهان.
وقد بدأت أعمال تحضير الموقع في أواخر أكتوبر 2022، مع احتفال محدود حضره رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية (AEOI) محمد إسلامي وكبار مديري الصناعة النووية.
وفي أوائل فبراير 2024، قاد إسلامي، احتفالًا أكثر رسمية بمناسبة بدء صب الخرسانة للمفاعل.
ورغم التقدم الملحوظ في البناء، فإن المشروع لا يزال بعيدًا عن الاكتمال، حيث لم يتم بعد تركيب مكونات ومعدات المفاعل، ويُقدر أن الانتهاء من المشروع سيستغرق عدة سنوات.
أهداف المفاعل وتصميمه
خططت إيران لهذا المفاعل منذ فترة طويلة، حيث أُشير إليه علنًا في عام 2013 من قبل رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية آنذاك، فريدون عباسي دواني.
وعلى الرغم من التأخير في المشروع، فقد أوضح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إسلامي خلال الاحتفالات التي أُقيمت في موقع المفاعل عام 2024، الأهداف الأساسية لتصميم هذا المفاعل البحثي.

وتشمل هذه الأهداف، اختبار أداء الوقود، وإنتاج النظائر المشعة الصناعية والنظائر الطبية، وتطوير خطوط شعاع النيوترونات لتطبيقات مختلفة مثل التصوير الشعاعي وتحليل المواد وإنتاج أشباه الموصلات السليكونية ومصادر النيوترونات الباردة.
وذكر إسلامي أيضًا، أن المفاعل سيخلق قدرات مناسبة لإيران لتصدير المنتجات والخدمات على المستويين الإقليمي والعالمي.
ووصف المسؤولون، هذا المفاعل البحثي متعدد الأغراض بقدرة 10 ميجاوات، بأنه مفاعل من نوع "حوض السباحة"، يتم تبريده وتعديله بالماء الخفيف.
وسيستخدم المفاعل، ألواح وقود أكسيد اليورانيوم والألومنيوم المخصب بنسبة تقارب 20 بالمائة.
وفي تقرير لصحيفة "لو فيجارو" عام 2013، ذُكر أن الموقع سيحتوي على خلايا ساخنة، وهي ميزة طبيعية للمفاعلات البحثية، ولكنها أيضًا ميزة تثير القلق بشأن إمكانية فصل كميات صغيرة من البلوتونيوم وإعادة معالجة مجموعة متنوعة من الوقود المشع.
ولا توضح التقارير المتاحة، سبب الحاجة إلى هذا المفاعل الجديد للأغراض المذكورة أعلاه، في الوقت الذي تقوم فيه إيران أيضًا ببناء مفاعل أراك، الذي يُعد أقوى بأربعة أضعاف وأكثر قدرة بكثير على تلبية الأغراض المذكورة.
أحد التفسيرات المحتملة هو أن مشروع هذا المفاعل لا يخضع للقيود المشددة التي فرضتها خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والتي تضمنت بشكل مباشر تكنولوجيا نووية صينية وأوروبية.
خطط موقع المفاعل
تُظهر لافتة في خلفية إحدى الصور المُلتقطة في أكتوبر 2022 مخططًا لموقع المفاعل المخطط له، يُشار إليه بالرمز "IRR-10" الذي يُشير ببساطة إلى "مفاعل الأبحاث الإيراني - 10 ميجاوات حراري"، وهو اختصار يُستخدم في أوصاف رسمية أخرى.
ويظهر في المخطط، مبنى المفاعل، وبرج تبريد بأربع خلايا ذات سحب قسري، ومدخنة تهوية (بجانب مبنى المفاعل)، ولا يحتوي المفاعل على أي قبة، ويُمكن أن تحتوي المباني الطويلة المجاورة للمفاعل على أحواض وقود مشع وخلايا ساخنة.
مخاوف بشأن الانتشار النووي
بينما تُشدد إيران على الطبيعة السلمية للمفاعل في أصفهان، مؤكدة أنه مخصص للأغراض المدنية فقط، لا تزال المخاوف الدولية قائمة بشأن قدرة هذا النشاط على تعزيز قدرة إيران على إنتاج وفصل البلوتونيوم اللازم للأسلحة النووية، وكذلك تمكينها من بناء مفاعل أكبر مصمم لإنتاج كميات كبيرة من البلوتونيوم المستخدم في الأسلحة.
وتتفاقم هذه المخاوف بسبب المشاركة غير الواضحة للمنظمات العسكرية، مما يجعل من الصعب الموازنة بين مخاطر الانتشار المحتملة وحق إيران في الطاقة النووية السلمية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
بالإضافة إلى ذلك، يثير هذا المشروع النووي احتمالية قيام إيران بتصدير هذه القدرة إلى دول أخرى في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، سواء بنسخ من هذا المفاعل أو مكوناته أو المعدات والتكنولوجيا ذات الصلة.
وتُعزز هذه المخاوف توقعات بأن تقوم إيران بهذه الصادرات خارج أنظمة أو لوائح الرقابة الدولية على الصادرات النووية، مما قد يساهم في انتشار نووي إضافي.

الأكثر قراءة
-
موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة القليوبية 2025
-
سعر صرف الريال السعودي أمام الجنيه اليوم السبت 21 يونيو 2025
-
انتشال جثمان طليق البلوجر لولا فاني آخر ضحايا عقارات حدائق القبة
-
نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة البحيرة بالاسم 2025 الترم الثاني
-
رحيل مؤثر لرجل وزوجته وابنهما الرضيع في انهيار عقارات حدائق القبة
-
هربًا من شقيق زوجها.. سيدة تقفز برضيعتها من شرفة منزل بسوهاج
-
ضياء تحت الأنقاض.. الضابط الشاب الذي ودّع الحياة بصمت في حدائق القبة
-
إجراءات عاجلة من “تعليم سوهاج” للقضاء على لجان “أولاد الأكابر”

أخبار ذات صلة
"إسرائيل تنشر الفوضى".. زلة لسان أمريكية انتزعت ما في القلب
21 يونيو 2025 07:27 م
"أكثر الناس حذرًا في العالم".. أين يختبئ خامنئي؟
22 يونيو 2025 12:14 ص
ترامب ذو الوجهين.. كيف تلاعب الرئيس الأمريكي بالأزمة الإيرانية الإسرائيلية؟
21 يونيو 2025 05:11 م
في ذكرى ميلاده.. عبد الحليم حافظ زملكاويا تخفّى وراء شعبية الأهلي
21 يونيو 2025 08:06 م
أكثر الكلمات انتشاراً