هل ساهمت نشأة شجون الهاجري بدار رعاية في سيرها لطريق المخدرات؟

أثار خبر القبض على الممثلة الكويتية شجون الهاجري جدلًا واسعًا خلال الساعات الأخيرة، بعدما نشرت وزارة الداخلية الكويتية بيانًا مرفقًا بصورتها يوضح حيازتها للمخدرات بقصد التعاطي، وفيما تسبب الخبر في صدمة الكثيرين، بحث آخرون عن أسباب تعاطيها للمواد الممنوعة من الأساس، وهل يرتبط ذلك بنشأتها في دار للرعاية؟

هل ساهمت نشأة شجون الهاجري في دخولها في طريق المخدرات؟

في مقطع فيديو سابق نشرته على حساباتها الشخصية، قررت الممثلة الكويتية شجون الهاجري، أن تفصح عن سرها الدفين لمتابعيها، فأخبرتهم أنها يتيمة نشأت في دور رعاية منذ ولادتها، ولم تكتشف كونها تفرقت عن والديها البيولوجين وجهلها بهما، إلا في سن الـ13، فعاشت كرضيعة في أحد دور الأيتام بالكويت حتى سنواتها الأولى من الطفولة، بعدها تبنتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لتكفلها عائلة السيد مطر الهاجري وزوجته فيما بعد، وربياها حتى عمر الـ13، حتى انتقلت إلى دار للأيتام في النهاية.

 الطفولة القاسية التي حظت بها شجون، تركت أثرًا عميقًا في شخصيتها حتى يومنا هذا، وهو ما أوضحه استشاري الصحة النفسية وليد هندي في حديث خاص مع “تليجراف مصر”، عن أثر التربية والنشأة في تصرفات البالغين، فيقول: "لا شك أن التنشئة الاجتماعية تلعب دورا في سلوك الإنسان، فالطفل المتربي في وسط أسرة ليها أب وليها أم حتى لو منفصلين، بيقدروا يعلموه مجموعة من القيم والاتجاهات، والميول النفسية اللي بتشكل شخصيته وبتخلي عنده نسق أخلاقي في التعامل مع الآخرين، وبتخلي عنده انضباط والتزام حوالين نفسه وحوالين أسرته".

التربية والنشأة خلال الطفولة هي انعكاس لسلوكيات البالغين

وأضاف هندي: "بالإضافة إلى أن التربية الأسرية، حتى لو جد وجدة بيربوا من غير أب وأم، بيبقى فيه قدر من الرقابة والعناية والمتابعة والإشراف، والتوجيه والانضباط وملاحظة السلوكيات".

واستطرد هندي: "تربية الوالدين أو تربية الأسرة، حتى إن كانت كبيرة الحجم، تختلف تمامًا عن تربية الموظف، فأين يكمن الاختلاف، يظهر في أن الأطفال اللي بيتربوا في دور الرعاية أو الملاجئ، المربي يقوم معهم بدور وظيفي مش دور إنساني في المقام الأول، ففي النهاية هو موظف بيؤدي وظيفة، وبياخد عليها أجر ولما بينتهي ساعات الدوام، يلملم أغراضه ويرجع لبيته، وفكرة إيجاد مربي كالأبوين هي حالة نادرة واستثناء".

غياب الرقابة الأبوية عن دور الرعاية والملاجئ

ويصف هندي عن حياة الطفل في دور الرعاية ونشأته، قائلًا: "الطفل في هذه البيئة حياته تكون بلا رقابة وبلا متابعة وبلا إشراف، وأمر انضباطه ما هو إلا استجابة للوائح من الانضباطات المقررة عليه في دور الرعاية، ولكنه ليس انضباظًا أخلاقيًا بطبيعة الأمر في كل الأحوال، إلا إذا نشأ من وازع داخلي".

وأضاف هندي: "شريحة كبيرة من أطفال دور الرعاية، يمتلكون ذكاء غير عادي في الالتفاف حول القوانين، ودهس الأعراف الموجودة داخل المؤسسة، حينما يتسنى له الفرصة لذلك، ونتاج لذلك، لما بيطلعوا للمجتمع اللي برة بيبقوا أكتر قابلية للانحراف والتعاطي والإدمان، واتجاه السلوكيات والشخصيات السيكوباتية اللي بتبقى ضد المجتمع وضد عاداته وأعرافه وتقاليده".

الانعكاس النفسي لخبر القبض على شجون الهاجري

وعلق على خبر القبض على الممثلة الكويتية شجون الهاجري، قائلًا: "تعاطي الممثلة الكويتية للمخدرات، يرجع لجذورها لا محالة، فالتنشئة الاجتماعية الأولى، لا سيما في مرحلة المراهقة، تبلغ أهمية كبيرة لأنها فترة حساسة في حياة ونشأة الفرد، وفي حالتها افتقرت للتوجه السليم، والتنشأة الأبوية التي ترسي القيم والمبادئ والأخلاق".