ضياء تحت الأنقاض.. الضابط الشاب الذي ودّع الحياة بصمت في حدائق القبة

في شارع بحي حدائق القبة، لا يختلف كثيرًا عن مئات الشوارع التي تُخفي خلف جدرانها الحكايات، كان يعيش ضياء مصطفى غالي، ضابط شاب في مقتبل حياته، لم يتجاوز الـ27 من عمره، وحيدا بين جدران شقته البسيطة داخل العقار الذي انهار فجأة على ساكنيه، دون سابق إنذار، تاركًا خلفه صدمة ووجعًا لا يمحوه الزمن.

ضياء لم يكن مجرد اسم أُضيف إلى قائمة الضحايا، بل كان روحًا تمشي بخفّة بين الناس، شابًا يعرفه الجميع بحُسن الخلق، بابتسامته الهادئة، وبعلاقته الطيبة بجيرانه وأقاربه، كان "الرائد ضياء" نموذجًا للشاب المصري المسؤول، الذي حمل السلاح دفاعًا عن وطنه، لكنه لم ينجُ من الموت وسط تراب بيته.

التمسك بالذكريات 

في لحظة قاسية، انهار العقار السكني المتهالك على رؤوس قاطنيه، لم يكن هناك تحذير أو إنذار، أسر كاملة كانت تسكن المبنى رغم علمها بخطورته، لكن ضيق الحال لا يترك اختيارات كثيرة، بين تلك الجدران، كان هناك مَن يحلم، مَن يخطط، ومَن يتمسك بذكريات لن تكتمل.

ضياء مفقود لأكثر من 24 ساعة

ساعات مرّت ببطء، عمليات البحث استمرت بلا توقف، وتحت الأنقاض، ظل ضياء مفقودًا لأكثر من 24 ساعة، وفي الخارج، كان هناك من ينتظر عودته حيًا أو على الأقل، وداعه الأخير.

"فولا فاني"، طليقته، لم تفارق المكان، لم يَعُد الخلاف بينهما يعني شيئًا أمام هول المشهد، كانت تصرخ وتبكي، تائهة بين الأمل والخوف، تحمل في عينيها صورًا لطفلهما الصغير، الذي ربما لن يرى والده مجددًا.

حين انتُشل الجثمان، ساد الصمت، لحظة لم تحتملها حتى عيون رجال الحماية المدنية، فالضابط الشاب، الذي عاش بهدوء، خرج من بين الركام بنفس الصمت، لكن هذه المرة بلا عودة.

من هو ضياء مصطفي غالي؟

ضياء مصطفى غالي هو ضابط شاب، يحمل رتبة الرائد، ويبلغ من العمر 27 عامًا، وُلد في محافظة القاهرة، وكان يقيم بمفرده داخل شقته في أحد العقارات بشارع أبو سيف في منطقة حدائق القبة، وهو العقار الذي انهار بشكل مفاجئ على ساكنيه.

انهيار عقارات حدائق القبة 

كان ضياء قد انفصل قبل عدة أشهر عن زوجته، المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "فولا فاني"، بعد خلافات أسرية، ولديه منها طفل واحد، وبعد نحو 24 ساعة من عمليات البحث تحت الأنقاض، تم انتشال جثمانه ليكون الضحية التاسعة في حادث انهيار العقارات المأساوية.