بعد استهداف أبرز 3 مواقع.. هل دمرت ضربات أمريكا منشآت إيران النووية؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
نهى رجب
بعد أن أعطى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأولوية للدبلوماسية في تعامله مع إيران في البداية، إلا أنه اتجه في ليلة السبت إلى خيار القوة العسكرية بشكل غير معتاد، حيث استهدف 3 من أبرز المواقع النووية التابعة للنظام الإيراني.
وخرج ترامب في خطاب متلفز عقب الضربة العسكرية ضد إيران، قائلًا: “إن المنشآت النووية الإيرانية قد دمرت”، ورغم مزاعمه إلا أن بعض المسؤولين الإيرانيين نفوا تعرضها لدمار كامل، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
هل دمرت الضربات الأمريكية المنشآت النووية الإيرانية؟
مع ظهور صور الأقمار الصناعية للضربات الليلية، إليكم ما نعرفه عن الأضرار التي ألحقتها الضربات الأمريكية بالمنشآت النووية الإيرانية، وفقًا لتقرير أعدته الـ" سي إن إن"..
منشأة فوردو النووية
فوردو منشأة تخصيب اليورانيوم الأكثر أهمية في إيران، وهي مدفونة في عمق الجبل لحمايتها من الهجمات، حيث يُعتقد أن القاعات الرئيسية تقع على عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا (262 و295 قدمًا) تحت الأرض.
وكثيرًا ما صرح المحللون بأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم، التي تمتلك نوع القنبلة اللازمة لحفر هذا العمق، وهي قنبلة GBU-57 الضخمة، التي تزن 30 ألف رطل.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي، لم تذكر اسمه، قوله، إن الولايات المتحدة استخدمت 6 قاذفات من طراز B-2 لإسقاط 12 من تلك القنابل "التي تخترق المخابئ" على الموقع.
وأظهر تحليل أجرته الشبكة الأمريكية لصور الأقمار الصناعية، أن الضربات الأمريكية خلّفت ما لا يقل عن 6 حفر كبيرة في موقع فوردو، ما يشير إلى استخدام قنابل خارقة للتحصينات.
وأوضحت الصور، التي التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز، أن 6 حفر اصطدام منفصلة في موقعين قريبين من فوردو، حيث يمكن رؤية هذه الحفر على طول سلسلة تلال تمتد فوق المجمع تحت الأرض.

هل تسببت الضربات الأمريكية بأضرار داخلية لـ"فوردو"؟
قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، وفقًا لـ"سي إن إن"، إنه كان هناك "تأثير حركي مباشر على فوردو، لكن من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كان قد تسبب في أضرار داخلية للموقع تحت الأرض، موضحًا أنه لا يمكن استبعاد احتمال وقوع أضرار كبيرة هناك.
ومن جهته، أوضح رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، ديفيد ألبرايت، أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن قدرًا كبيرًا من الضرر ربما يكون قد لحق بقاعة التخصيب، والقاعات المجاورة التي توفر الدعم للتخصيب.
وأضاف أولبرايت: "من المحتمل جدًا أن يكون هناك تدمير كامل للقاعة تحت الأرض، مؤكدًا أن التقييم الكامل للأضرار سيستغرق وقتًا".
واتفق المتخصص في الذخائر ومدير شركة الأبحاث، خدمات أبحاث التسليح" (ARES)، آر جينزن جونز، على أن هناك ما لا يقل عن 6 نقاط دخول إلى فوردو بعد الضربات الأمريكية.
وأشار جينزن جونز، إلى أن فتحات الدخول المركزية الأكبر في المجموعتين لها أشكال غير منتظمة، وتشير إلى أن ذخائر متعددة ضربت نفس الموقع الدقيق.
وأضاف أن “هذا يتوافق مع نظرية الهجوم على هدف مدفون على عمق كبير مثل موقع فوردو، والذي يتطلب استخدام ذخائر خارقة عدة يتم إطلاقها بدقة لتحطيمها وتفجير طريقها إلى المناطق الأعمق والأكثر حماية في الموقع”.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أيضًا تغييرات كبيرة في لون سفح الجبل، حيث توجد المنشأة، ما يوضح أن منطقة واسعة كانت مغطاة بطبقة من الرماد في أعقاب الضربات، بحسب “سي إن إن”.
وأشار التحليل الذي أجرته “سي إن إن”، إلى أن الصور التي جُمعت قبل الضربات الأمريكية على إيران، توضح أن طهران اتخذت خطوات لتعزيز مداخل الأنفاق التي يعتقد أنها تؤدي إلى المنشأة تحت الأرض، على الأرجح تحسبًا لضربة مقبلة.
نطنز
هو موقع أكبر مركز لتخصيب اليورانيوم في إيران، وقد اُستهدف في الهجوم الإسرائيلي الأول على إيران، في 13 يونيو الجاري، ويضم 6 مبان فوق الأرض و3 هياكل تحت الأرض، والتي تضم أجهزة الطرد المركزي - وهي تقنية رئيسية في التخصيب النووي، وتحويل اليورانيوم إلى وقود نووي.
وتضررت المنشآت فوق الأرض جراء الهجوم الإسرائيلي الأول، حيث ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الضربات ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الكهربائية في المحطة.
ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية قد تسببت في أضرار مباشرة للمنشآت تحت الأرض، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت إن انقطاع التيار الكهربائي عن قاعة الشلال تحت الأرض، ربما ألحق الضرر بأجهزة الطرد المركزي هناك.
وأوضحت شبكة “سي إن إن”، أن صور الأقمار الصناعية، أظهرت حفرتين جديدتين في الموقع، يرجح أنهما ناجمتان عن القنابل الخارقة للتحصينات، في حين تقع الحفرتان، إحداهما بقطر حوالي 5.5 متر، والأخرى حوالي 3.2 متر.
ولم يتضح بعد مدى الأضرار التي لحقت بالموقع تحت الأرض، بحسب “سي إن إن”.

واستهدفت الولايات المتحدة أيضًا نطنز في عمليتها ليلة السبت، حيث قال مسؤول أمريكي إن قاذفة من طراز بي-2 أسقطت قنبلتين خارقتين للتحصينات على الموقع.
كما أطلقت غواصات تابعة للبحرية الأمريكية 30 صاروخ كروز من طراز TLAM على نطنز وأصفهان، وهو الموقع الإيراني الثالث الذي تستهدفه الولايات المتحدة.
أصفهان
تعد مدينة أصفهان، في وسط إيران، موطنًا لأكبر مجمع للأبحاث النووية في البلاد، وشيد المرفق حينها بدعم من الصين، وافتتح عام 1984، وفقًا لمنظمة مبادرة التهديد النووي غير الربحية.
في أعقاب الضربات الأمريكية، ظهر ما لا يقل عن 18 مبنىً مدمرًا أو جزئيًا في صور الأقمار الصناعية، وفقًا لتحليل أجرته شبكة “سي إن إن”، وقد اسوّد الموقع بشكل واضح نتيجةً لكثافة الأنقاض التي قذفتها الضربات.

وقال أولبرايت، إن التقارير الأولية تشير إلى أن الولايات المتحدة ضربت أيضًا مجمعات أنفاق بالقرب من موقع أصفهان، "حيث يخزنون عادة اليورانيوم المخصب".
وفي وقت لاحق من يوم أمس الأحد، قال تقييم نشره معهد العلوم والأمن الدولي، إن أصفهان "تعرضت لأضرار جسيمة، حيث ذكر أن منشأة تحويل اليورانيوم الرئيسية في المجمع، والتي تُحول اليورانيوم الطبيعي إلى شكل يورانيوم يدخل في أجهزة الطرد المركزي الغازية، "تضررت بشدة".
كما لوحظت أضرارًا أيضًا في مداخل الأنفاق المؤدية إلى المجمع تحت الأرض، حيث انهارت 3 على الأقل من مداخل الأنفاق الأربعة.
وقال المعهد، إنه رأى صورًا التقطتها الأقمار الصناعية، يوم الجمعة الماضية، تظهر ردم مداخل النفق بالتربة، موضحًا أن هذا الإجراء من المرجح أن يكون إجراءً احترازيًا لاحتواء انفجار أو منع انتشار المواد الخطرة من الخروج من المنشأة.
ولم تتمكن شبكة “سي إن إن”، من التحقق بشكل مستقل من التقارير التي تفيد باستهداف مجمعات الأنفاق بالقرب من موقع أصفهان.
إيران تنفي تدمير منشآنها
رغم تصريح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بإن الولايات المتحدة تجاوزت "خطًا أحمر كبيرًا"، قلل قادة إيرانيون آخرون من شأن تأثير الضربات، حيث قال النائب عن مدينة قم القريبة من فوردو، منان رئيسي، إن الأضرار الناجمة عن الهجوم "سطحية للغاية".
نقل اليورانيوم المخصب إلى مكان سري
أكد مصدر إيراني كبير لـ"رويترز" البريطانية، لم تسمه، أنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو إلى مكان سري غير معلن قبل الهجوم الأمريكي.
في حين قال مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، إن الهجمات الأمريكية الأخيرة، لن تنهي بالضرورة البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن طهران أنتجت مئات أجهزة الطرد المركزي المتطورة خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تم تخزينها في أماكن غير معروفة.

الأكثر قراءة
-
رابط نتيجة الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ 2025
-
للمداولة.. طلبات الدفاع عن المتهم ترفع جلسة استئناف "طفل دمنهور"
-
كشف لغز مصرع زوجين وسرقة منزلهما في المنوفية
-
نتيجة إعدادية كفر الشيخ 2025 بالاسم فقط.. احصل عليها الآن
-
تنسيق التمريض بعد الإعدادية 2025 كفر الشيخ.. مؤشرات أولية
-
أسماء أوائل الشهادة الإعدادية في كفر الشيخ 2025
-
احصل عليها الآن.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في 18 محافظة
-
تنسيق الثانوية العامة 2025 بمحافظة الإسماعيلية.. مؤشرات أولية

أخبار ذات صلة
استهداف قاعدة "العديد".. كواليس التنسيق بين إيران وقطر وأمريكا
23 يونيو 2025 11:05 م
زيدان.. أمير الكرة الجميلة كتب المجد بلمسة خالدة وودّع العالم بنطحة
23 يونيو 2025 09:55 م
هجوم "بشائر الفتح".. كيف استعدت أمريكا قبل ضرب قاعدة "العديد"؟
23 يونيو 2025 09:54 م
بعد قصفها من إيران.. معلومات عن قاعدة العديد في قطر
23 يونيو 2025 08:41 م
أكثر الكلمات انتشاراً