الإثنين، 23 يونيو 2025

10:33 م

37 ساعة.. أمريكا قصفت منشآت إيران النووية بـ"شبح عالي الرفاهية"

قاذفات الشبح الأمريكية من طراز "بي-2"

قاذفات الشبح الأمريكية من طراز "بي-2"

في عملية هي الأطول من نوعها منذ أكثر من عقدين، نفذت قاذفات الشبح الأمريكية من طراز "بي-2 سبيريت" هجومًا معقدًا استهدف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، لتفتح بذلك فصلًا جديدًا في استخدام التكنولوجيا الجوية الفائقة في قلب التوترات الإقليمية.

اللافت في المهمة لم يكن فقط ما جرى فوق الأرض، بل أيضًا ما حدث داخل القاذفات نفسها، التي قطعت نصف الكرة الأرضية في رحلة استغرقت 37 ساعة متواصلة، دعمتها تكنولوجيا تميزت بالرفاهية عالية الدقة لتخفيف مشقة الطيارين.

قمرة قيادة بمواصفات خاصة

وكشفت تقارير عسكرية أن طائرات "بي-2"، المصممة خصيصًا للعمليات الاستراتيجية البعيدة، مزودة بثلاجات صغيرة وأفران ميكروويف ومرحاض داخلي، وهي تجهيزات تبدو بعيدة عن أجواء الحرب، لكنها ضرورية لرحلات تستمر ليوم ونصف دون توقف.

ويتيح تصميم القمرة الداخلية للطيارين فرصة التناوب على القيادة، إذ يمكن لأحدهما الاستلقاء والراحة في المساحة المخصصة داخل الطائرة، فيما يتولى الآخر القيادة، مما يرفع من القدرة على التحمل والتركيز خلال المهام.

من قلب أمريكا إلى فوردو

انطلقت القاذفات من قاعدة وايتمان الجوية قرب كانساس سيتي، وتحركت في مسار طويل شمل التزود بالوقود عدة مرات في الجو، دون أن تكشف تحركاتها من قبل الدفاعات الجوية الإيرانية، حسب تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال دان كين.

وبحسب كين، فإن طائرات "بي-2" نسقت مع مقاتلات الدعم والمرافقة في "مناورة زمنية معقدة"، داخل نطاق جوي ضيق، مع أقل قدر ممكن من الاتصالات، لتفادي الرصد، وتضمنت العملية تزامنًا دقيقًا بين أكثر من منصة جوية في وقت واحد.

14 قنبلة خارقة.. في 25 دقيقة فقط

الهجوم الذي استغرق التخطيط له شهورًا، نفذ في غضون 25 دقيقة فقط، استخدمت خلاله القوات الأمريكية نحو 75 سلاحًا موجهًا، من بينها 14 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن الواحدة منها 13.6 طنًا، واستخدمت لأول مرة في هذه العملية.

الجنرال كين أوضح أن عنصر المفاجأة كان حاسمًا، إذ لم تتمكن أنظمة الدفاع الإيرانية من رصد القاذفات طوال فترة تنفيذ العملية، التي حملت الاسم الرمزي "عملية مطرقة منتصف الليل".

ولم يكن غريبًا، كما نقلت مجلة "ذا أتلانتيك"، أن يحمل الطيارون معهم مفروشات وحصائر للتخييم داخل القاذفة، في مهمات سابقة، إذ إن "بي-2" مصممة لتحمل الطيارين خلال رحلات تتجاوز اليوم الكامل، لكنها في مهمة فوردو، لم تكن مجرد قاذفة حرب، بل بمثابة غرفة عمليات جوية متنقلة مدعومة بأعلى درجات الراحة والأتمتة.

بي-2 سبيريت.. جناح الخفاش الذي لا يرى

دخلت طائرات "بي-2" الخدمة عام 1997، وتعد من أغلى أنظمة التسليح الأمريكية، إذ تتجاوز كلفة الطائرة الواحدة ملياري دولار، ويبلغ عرض جناحيها 172 قدمًا، فيما لا يتجاوز طاقمها طيارين اثنين بفضل اعتمادها الكبير على التكنولوجيا.

يمتلك الجيش الأمريكي حاليًا 19 طائرة فقط من هذا الطراز، بعد خسارة واحدة في حادث عام 2008، وتستخدم هذه القاذفات في المهام الأكثر تعقيدًا واستراتيجية، حيث يراد تنفيذ ضربات دقيقة دون ترك أثر.

search