الثلاثاء، 24 يونيو 2025

06:56 م

أحمد أنور
A A

تحت شعارات رنانة.. إيران خطر متصاعد يهدد الأمن القومي العربي

بعد الاعتداء الإيراني على دولة قطر العربية الشقيقة والذي أجمعت الدول العربية على نبذه وإدانته، وهو الأمر الذي أكدته وزارة الخارجية القطرية ووصفته بأنه كان مفاجئا مقارنة بالمواقف القطرية الداعمة لجيرانها ولجهودها المبذولة في الوساطة للتهدئة.


ولم يكن العدوان الإيراني المتكرر، والذي كان آخر تجلياته ضد دولة قطر الشقيقة، حدثا مفاجئا بأي حال من الأحوال، بل هو حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الممارسات المنهجية التي تهدف إلى اختراق الدول العربية وزعزعة استقرارها، وهذه الممارسات لا تقتصر على التدخل المباشر، بل تمتد لتشمل دعم وتوجيه وكلاء وميليشيات مسلحة تنفذ أجندات تخريبية تخدم المصالح الإيرانية على حساب الأمن القومي العربي.

ومن قلب القاهرة، حيث تتشابك خيوط الجغرافيا والتاريخ لتنسج رؤية واضحة للمنطقة، تتأكد حقيقة جلية ومقلقة فحواها أن السياسات الإيرانية الراهنة لم تعد تترك مجالا للبس، وتتجسد كخطر داهم وواضح على الأمة العربية برمتها؛ هذا ما تؤكده الوقائع والأحداث في ظل تصاعد وتيرة التدخلات الإيرانية التي باتت تهدد استقرار دول المنطقة.


وفي مصر؛ حيث يُدرك تماما قيمة الدولة ومؤسساتها الراسخة، وتعي جيدا خطورة الأطراف التي تسعى لهدم هذه المؤسسات من الداخل، متخفية وراء شعارات براقة مثل "المقاومة" و"الممانعة"، وهذه الشعارات، التي يتم تسويقها زورا، لا تعبر بأي شكل عن مقاومة حقيقية، بل هي غطاء لمشاريع فوضى وطائفية هدفها الأساسي هو إضعاف الدول العربية وتمزيق نسيجها المجتمعي؛ فالمقاومة الحقيقية لا يمكن أن تمر عبر بوابة الطائفية البغيضة، ولا تبنى على أنقاض العواصم العربية، كما أنها لا تدار بأي حال من الأحوال من أقبية الحرس الثوري الإيراني.


إن إيران، في واقع الأمر، تتخفى وراء ستار من الشعارات الرنانة التي تدعي الدفاع عن قضايا الأمة، بينما هي في حقيقتها تسعى جاهدة لزرع بذور الفتنة والدمار في قلب الوطن العربي، والشواهد التاريخية والمعاصرة تؤكد أن إيران لم تكن يوماً نصيراً للعرب، بل كانت، ولا تزال، التهديد الأكثر عمقا لوحدة هذه الأمة وسيادتها، فبدلا من أن تكون قوة استقرار في المنطقة، تحولت السياسات الإيرانية إلى محرك رئيسي للاضطرابات والصراعات، مما يعرض أمن المنطقة للخطر ويقوض أي فرص للتنمية والازدهار.


إن هذا التهديد المتصاعد يستدعي يقظة عربية شاملة، وتعاونا وتنسيقا وثيقا بين الدول العربية لمواجهة هذه السياسات التخريبية، والحفاظ على وحدة الأمة ومقدراتها في وجه الأطماع الإيرانية التي باتت مكشوفة للجميع.

search