بعد وقف النار.. من المهزوم في حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو
نهى رجب
بعد 48 ساعة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لا تزال المعطيات الميدانية والسياسية غير حاسمة بشأن الطرف الذي خرج منتصرًا من هذه الحرب الدامية التي استمرت 12 يومًا، وخلفت دمارًا واسعًا وخسائر بشرية كبيرة، دون أن تفرز نتائج واضحة ترجح كفة أحد الطرفين بشكل قاطع.
بين النفي والتأكيد.. منشآت إيران النووية في مهب الغموض
وفي الوقت الذي يؤكد ترامب أن الضربات العسكرية الأخيرة نجحت في تدمير برنامج إيران النووي، تشكك تقارير أولية شبكة "سي إن إن" في صحة هذه المزاعم.
وأشارت التقارير إلى أن المنشآت النووية الإيرانية لم تُدمر بالكامل، ما يثير تساؤلات حول فاعلية العملية ومدى دقة التصريحات الرسمية.
وفي رد غاضب، هاجم ترامب الشبكة الإخبارية، واصفًا إياها بـ"الحثالة"، ورفض التعليق على ما ورد في تقاريرها. هذا التوتر يعكس اتساع الفجوة بين البيت الأبيض ووسائل الإعلام الأمريكية، خاصة في ما يتعلق بتغطية القضايا الحساسة المرتبطة بالأمن القومي والسياسة الخارجية.
من ناحية أخرى، وجد التقييم الإسرائيلي لتأثير الضربات الأمريكية أن الأضرار التي لحقت بمنشأة “فوردو” النووية الإيرانية أقل من المتوقع، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن العمل العسكري الأمريكي والإسرائيلي المشترك على مواقع نووية متعددة أعاق البرنامج النووي الإيراني لمدة عامين.
وعلى الصعيد الإيراني، نفت طهران تدمير منشآتها النووية، مؤكدة أن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية “سطحية للغاية”، لم تمس البنية الأساسية للبرنامج النووية، موضحة أن عمليات تخصيب اليورانيوم لم تتأثر بشكل جوهري، لأنها نقلت اليورانيوم المخصب إلى أماكن سرية قبل الضربات الأمريكية.
وعلى الرغم من ذلك، طالبت إيران الولايات المتحدة بدفع تعويضات عن الأضرار التي ألحقتها بالمنشآت النووية.
الخسائر الإسرائيلية
في المقابل، حقّقت إيران عدة نتائج خلال الحرب، حيث أطلقت القوات الإيرانية ما بين 500 إلى 550 صاروخًا باليستيًا باتجاه العمق الإسرائيلي، وأكثر من 1000 طائرة مسيّرة هجومية، استهدفت مناطق عِدة داخل إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 28 إسرائيليًا، من بينهم 27 مدنيًا وجندي واحد، إضافة إلى إصابة المئات بجروح متفاوتة.
وأظهرت الدفاعات الجوية الإيرانية فاعلية نسبية، إذ تمكنت من إسقاط طائرتي استطلاع تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي، كما نجحت بعض الهجمات الإيرانية في إصابة مواقع حساسة، من أبرزها منشآت شركة “بازان” في مدينة حيفا، ومعهد “وايزمان” للأبحاث العلمية في رحوفوت، بالإضافة إلى عشرات المواقع المدنية والعسكرية الأخرى، ما ألحق دمارًا واسعًا وأدى إلى تشريد مئات العائلات بعد تضرر منازلهم.
الخسائر الإيرانية
ونفذت إسرائيل واحدة من أكبر عملياتها العسكرية تحت اسم عملية "الأسد الصاعد”، استهدفت خلالها البنية التحتية النووية والعسكرية لإيران، وفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
ووفقًا للتقارير العسكرية الإسرائيلية، شملت الهجمات تدميرًا جزئيًا أو كليًا لثلاث منشآت نووية رئيسية هي نطنز، وفوردو، وأصفهان. كما جرى استهداف عشرات المواقع النووية الإضافية، بما في ذلك مقر القيادة النووية في طهران ومنشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي المخصصة لرفع تخصيب اليورانيوم.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية أيضًا عن تصفية 15 عالمًا نوويًا إيرانيًا رفيعي المستوى، من ضمنهم أعضاء فيما يُعرف بـ"مجموعة السلاح"، بخلاف اغتيال أربعة من كبار قادة القوات المسلحة الإيرانية، من بينهم قائد الحرس الثوري، ورئيس هيئة الأركان، وقائد غرفة الطوارئ وخليفته، وكذلك قائد سلاح الجو والفضاء في الحرس الثوري. وتمت تصفية قياديين بارزين في “قوة القدس” هما عزادي وشهرياري.
على المستوى العملياتي، دمرت إسرائيل ما بين 800 و1000 صاروخ قبل إطلاقها، ما أدى إلى تقليص الترسانة الصاروخية الإيرانية بنسبة كبيرة، إذ قُدّر ما تبقى منها بـ1000 إلى 1500 صاروخ فقط، كما دُمِر نحو 65% من منصات إطلاق الصواريخ، بالإضافة لأكثر من 80 بطارية دفاع جوي تابعة لإيران.
وفي المجال الجوي، نجحت الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض نحو 99.99% من الطائرات المسيّرة الإيرانية.
هل انتهت المعركة بين إيران وإسرائيل؟
من جانبها، أكدت القيادات العسكرية الإسرائيلية أن التهدئة لا تعني نهاية المواجهة، حيث أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بدء "مرحلة جديدة" من العمليات الانتقائية، ضمن ما يُعرف بـ"الحرب بين الحروب"، بهدف إبطاء البرنامج النووي الإيراني دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
في هذا الصدد، قال المحلل السياسي الإيراني، محمد صالح صدقيان لـ"سكاي نيوز"، إن المبادرات الخليجية، خصوصًا من الرياض وأبوظبي والدوحة، أسهمت في دفع طهران لضبط النفس. وأكد أن إيران مستعدة للعودة إلى المفاوضات بشرط وقف الاعتداءات ورفع العقوبات، لكنها لا تزال تشك في نوايا ترامب بعد مشاركته المباشرة في الضربات.
ضربات محسوبة ورسائل متبادلة
ونقلت “سكاي نيوز” عن أستاذ العلوم السياسية، ديفيد رمضان، قوله، إن ترامب لم يكن في البداية مؤيدًا للضربات الإسرائيلية، لكنه لاحقًا اعتبرها وسيلة "ذكية ومحدودة" لتعطيل التقدم النووي الإيراني دون التورط في نزاع مفتوح، ضمن استراتيجية تهدف لفرض اتفاق جديد أكثر صرامة.
وفي تقييم للحرب، أكد المحلل العسكري الإسرائيلي، موشي إلعاد، أن بلاده حققت نحو 90 إلى 95% من أهدافها، معتبرًا أن الضربات أعادت "هيبة الردع"، رغم بقاء المهام مفتوحة، خصوصًا فيما يتعلق ببرنامج إيران الصاروخي ودعمها الفصائل المسلحة في المنطقة.
هدنة بلا ضمانات
رغم إعلان وقف إطلاق النار، لم يصدر أي اتفاق رسمي أو ضمانات مكتوبة بين الطرفين الإسرائيلي والإيراني، ما يجعل وقف إطلاق النار هشًا وقابلًا للانهيار، خاصة مع استمرار التصريحات التصعيدية من الجانبين، وفقًا لموقع" أكسيوس" الأمريكي.
ويرى مراقبون أن هدوء الأجواء بين الجانبين الآن ليس أكثر من "استراحة محارب"، وأن المنطقة قد تعود إلى مربع التصعيد ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات حقيقية تعالج جذور الصراع.
من جهتها، أوضحت “سكاي نيوز”، أنه لا يبدو أن أحد الأطراف حقق نصرًا حاسمًا، مشيرة إلى أن إسرائيل عطلت جزءًا من القدرات الإيرانية، وترامب تجنب حربًا شاملة وكسب نقاطًا سياسية، في حين أن إيران صمدت تحت الضغط دون انهيار.
وذكرت أن الغائب الأكبر كان الاتفاق السياسي الشامل، ما يجعل المنطقة تعيش حالة من "التوازن القلق"، فالهدوء المؤقت مرهون بغياب شرارة جديدة قد تشعل المواجهة مجددًا.

الأكثر قراءة
-
تسريب امتحان الفيزياء للثانوية 2025.. مصدر يكشف الحقيقة
-
مطاردة بالسيارة.. مها الصغير تتهم أحمد السقا بضربها
-
دعاء العام الهجري الجديد 1447.. اللهم اجعله إغاثة لقلوبنا بالعوض
-
تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة أسيوط
-
رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 الترم الثاني بأسيوط
-
تداول امتحاني الفيزياء والتاريخ للثانوية.. و"التعليم" تتوعد المتورطين
-
هل غدًا إجازة رسمية في مصر بمناسبة رأس السنة الهجرية؟
-
أحداث الحلقة 10 من مسلسل "فات الميعاد".. ومواعيد العرض

أخبار ذات صلة
أزمة ثقة تهز "الاجتماع المحتمل" بين إيران وأمريكا في مسقط
26 يونيو 2025 01:20 م
لبحث سبل دعم دمشق.. المبعوث الأمريكي إلى سوريا في الرياض
26 يونيو 2025 03:00 م
"الكيان كاد ينهار".. خامنئي يهنئ شعبه بـ"النصر على إسرائيل"
26 يونيو 2025 02:55 م
على خط دبلوماسي.. بكين ترفض ذريعة "الناتو" في آسيا والمحيط الهادئ
26 يونيو 2025 02:19 م
استشهاد 35 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على بعض أنحاء غزة
26 يونيو 2025 12:51 م
حرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل.. هل ترسم ملامح نظام ردع جديد؟
26 يونيو 2025 11:27 ص
واشنطن: لا دليل على نقل إيران لليورانيوم قبل الضربات الجوية
26 يونيو 2025 10:38 ص
الكعبة تتزين بحلتها الجديدة في تقليد سنوي عريق (صور)
25 يونيو 2025 11:35 م
أكثر الكلمات انتشاراً