السبت، 28 يونيو 2025

04:24 م

طبيب عايش فاجعة المنوفية يطرح أسئلة مشروعة حول الحادث: من المسؤول؟

 جثامين ضحايا الطريق الإقليمي

جثامين ضحايا الطريق الإقليمي

شهدت قرية كفر السنابسة، أمس واقعة مفجعة بعد أن لقيت 18 فتاة مصرعهن على الطريق الإقليمي، حيث اصطدمت بهن سيارة نقل ثقيل مسرعة بالميكروباص الذي يقل الفتيات. 

حادث الطريق الإقليمي

ولم يكن لدى الفتيات أي فرصة للنجاة وانقلب الميكروباص، وتناثرت الأجساد الصغيرة على الأسفلت، لحظات رعب صامتة وسط صيحات المارة، وتحرك سيارات الإسعاف التي وصلت لنقله للمستشفيات ما بين شهيدات ومصابات.

أرواحهن برقبة مين؟

وكتب الطبيب والروائي سيد زهران الذي شارك في الإجراءات الطبية: “ربنا كتب عليا إنى أكون قريب من أنين ودموع وعذاب وحرقة قلب، ناس كل طموحها فى الحياة، أن يمر يومها  اللي حصل ده مسؤولية مين”.

وتساءل زهران عبر صفحته على فيسبوك: "هل ممكن نقنع نفسنا إن دي حادثة عادية قضاء وقدر وخلاص بتحصل في كل مكان، ولا ده بسبب سواق التريلة (كالعادة) اللي الله أعلم كان نايم، أو بيتعاطى منبهات، ولو كان كده فعلا إزاي متروك يمارس المهنة دي، ولا بسبب إصلاحات الطريق الإقليمي اللي بتتحرك ببطىء شديد جدا لا يليق بأهميته ولا يكون السبب هو احتياج عرايس الجنة لمبلغ يومية بسيط (لقمة عيش) بسبب الظروف اللي إحنا عايشنها كلنا، لازم يبقى فيه إجابة.. الأرواح دي ذنبها في رقبة مين".

وشهدت المستشفيات أمس، مشاهد مؤلمة، حيث تجمع العشرات من الأهالي؛ بعضهم يصرخ، وبعضهم يهمس بالدعاء، وبعضهم انهار بعد تلقي خبر الوفاة. أمهات تمسكن بصور بناتهن، وآباء فقدوا النطق، وأشقاء يبكون على الأرصفة.

وفي قرية "كفر السنابسة"، خيم الحزن على كل البيوت، لم يعد هناك شارع يخلو من سرادق عزاء، ولا بيت إلا وفيه من فقد بنتًا أو قريبة أو جارة.

نهاية مؤلمة لرحلة شقاء

لم يكن الحادث مجرد تصادم على الطريق، بل كان فصولًا من الألم، بطلاتها بنات اخترن الشقاء بدلًا من السؤال، خرجن في الصباح بحثًا عن الرزق، فعدن في المساء مكفَّنات.

عرائس العنب

تحوّل يوم الجمعة من يوم راحة إلى يوم حزن، ومن يوم رزق إلى يوم فراق. سُجّلت الحادثة في أوراق الشرطة، لكنها ستظل محفورة في قلوب من عرفوا هؤلاء الفتيات، وفي ذاكرة قرية لا تزال تبكي على "عرايس العنب" التي لم تكتمل أفراحهن.

search