الخميس، 03 يوليو 2025

06:24 ص

مع تفجر الخلاف.. هل يطرد ترامب إيلون ماسك إلى جنوب أفريقيا؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك

نهى رجب

A .A

في إحدى الليالي الهادئة داخل أروقة واشنطن، وبين جدران موصدة بأسرار لا تُروى، سرت همسات عن خلاف أشعل نارًا غير متوقعة في قلب المشهد الأمريكي، بين رجلين لا يجتمعان كثيرًا في الصورة، لكن تأثيرهما يتجاوز حدود المكتب البيضاوي وأجهزة التصويت.

كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يجلس في مكتبه يُقلب هاتفه ويبتسم بسخرية، قبل أن يكتب منشورا لاذعا على “تروث يوشيال” ضد رجل الأعمال إيلون ماسك قائلًا: "إن ماسك كان على الأرجح سيغلق مصانعه ويعود لجنوب أفريقيا دون الحصول على الدعم الأمريكي".

وفي الجهة الأخرى، كان ماسك يحدق في شاشة حاسوبه، يقرأ كلمات ترامب، ثم يرد بابتسامة باردة وبتغريدة أكثر حدة قائلًا: “أوقفوا الدعم عن شركاتي الآن، كل ما أطلبه ألا تفلس أمريكا".

هل سيعود ماسك إلى جنوب أفريقيا؟

في تصعيد غير مسبوق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصديقه وحليفه السابق، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، صرّح ترامب بأنه سيفكر في مسألة ترحيل ماسك إلى موطنه الأصلي، جنوب أفريقيا، وفقًا لما نقلته “فوكس نيوز” الأمريكية.

وقال ترامب للصحفيين، قبل صعوده إلى طائرة في رحلة لزيارة مركز احتجاز مهاجرين في فلوريدا: "لا أعلم سنفكر في ذلك".

وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي، جدلًا واسعًا حول ما إذا كان يملك السلطة القانونية لترحيل مواطن أمريكي يحمل الجنسية، مثل إيلون ماسك.

وبالرغم من أن “ماسك” ولد بالفعل في بريتوريا، جنوب أفريقيا، لكنه انتقل إلى كندا، ومنها إلى الولايات المتحدة للالتحاق بجامعة بنسلفانيا، حيث بات الملياردير مواطنًا أمريكيا في عام 2002 عن طريق عملية التجنيس بعد أن عاش وعمل في الولايات المتحدة لعدة سنوات، بحسب تقرير لمجلة “نيوزويك” الأمريكية.

من الناحية القانونية، ماسك حاصل على الجنسية الأمريكية، ما يعني أنه مواطن كامل الحقوق، فيما ينص القانون الأمريكي، على أنه لا يمكن ترحيل أي شخص يحمل الجنسية الأمريكية، سواء كان مواطنًا مولودًا في الولايات المتحدة أو حصل على الجنسية عن طريق التجنيس، إلا في حالة إسقاط الجنسية بحكم قضائي.

وينص التعديل الـ 14 للدستور الأمريكي، على أن كل من يولد أو يجنس قانونيًا في الولايات المتحدة هو مواطن أمريكي.

ماسك مهاجر غير شرعي ويجب ترحيله

في أكتوبر من العام الماضي 2024، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن إيلون ماسك كان قد "عمل بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة" عندما أسس شركة أثناء وجوده في البلاد بتأشيرة طالب في عام 1995، ولم يلتحق بجامعة ستانفورد كما وعد، بحسب ما نقلته “نيوزويك”.

وخلال مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، أشار المعلق المحافظ ستيف بانون، حليف ترامب، إلى أنه: "يجب فتح تحقيق رسمي في وضعه كمهاجر، لأنني أعتقد بشدة أنه مهاجر غير شرعي، ويجب ترحيله من البلاد فورا"، وفق ما نقلته نيوزويك.

بداية الخلاف

بدأت الأمور تخرج عن السيطرة في علاقات ترامب وماسك عندما انتقد الأخير مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي طرحه الرئيس الأمريكي.

ووصف ماسك مشروع القانون بأنه "شر مقيت" وسيزيد من العجز الاتحادي، وكتب - في منشور على منصة إكس - "أنا آسف، ولكنني لم أعد أتحمل ذلك.. مشروع قانون الإنفاق الهائل والفظيع في الكونجرس هو شر مقيت".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإكس نجل إيلون ماسك في البيت الأبيض قبل الخلافات التي عصفت بالعلاقة بين الطرفين

وأضاف: "سيزيد مشروع القانون عجز الميزانية الهائل أصلا إلى 2.5 تريليون دولار !!!، ويثقل كاهل المواطنين الأمريكيين بديون لا يمكن تحملها".

ماذا قال كل طرف عن الآخر؟

ردًا على انتقادات ماسك لقانون الإنفاق المدعوم من الحزب الجمهوري، خرج ترامب عن صمته قائلًا للصحفيين في المكتب البيضاوي:" إنه يشعر بخيبة أمل".

وأضاف: "أنا وإيلون ربطتنا علاقة رائعة، لا أعرف إذا ما كنا سنظل كذلك بعد الآن".

ورد ماسك، الذي أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم ترامب وجمهوريين آخرين في انتخابات العام الماضي، وكتب على "إكس":"لولاي لخسر ترامب الانتخابات".

كما هدد ترامب بـ"إنهاء العقود الحكومية" الممنوحة لماسك، وقال - في منشور على منصة "تروث سوشيال" - "أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات من ميزانيتنا هي إلغاء الدعم الحكومي والعقود الممنوحة لإيلون".

وأضاف: "كنت أستغرب لماذا لم يفعل جو بايدن ذلك، إيلون كان يفقد مكانته، وقلت له أن يرحل، لقد ألغيت اللوائح التي كانت تُجبر الناس على شراء سيارات كهربائية لا يريدها أحد، وكان يعلم ذلك منذ شهور، لكنه جنّ جنونه في حينها".

ماسك مجنون وفقد عقله

حينها نقلت شبكة “إيه بي سي” الأمريكية، عن الرئيس ترامب قوله إن حليفه السابق ماسك "فقد عقله" وإنه ليس مهتمًا بالتحدث معه في الوقت الراهن.

كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مستشارين لترامب أن الرئيس لا يزال مستاء من هجمات ماسك على مواقع التواصل، وإنه يفكر في التخلص من سيارته تسلا.

وبعد الانتقادات العلنية، التي وجهها ماسك لمشروع قانون الإنفاق الحكومي، دفع ترامب إلى اقتراح دراسة خفض الدعم الحكومي الممنوح لشركات ماسك العملاقة، مثل "تسلا" و"سبيس إكس".

ترامب يفتح ملف الإعانات الحكومية التي حصلت عليها شركات ماسك

ترامب، المعروف بعدم تقبله للنقد، لم يكتفِ بالرد السياسي، بل فتح ملف الإعانات الحكومية التي حصلت عليها شركات ماسك، والتي تُقدّر بأكثر من 38 مليار دولار وفق “واشنطن بوست”.

وحسب وكالة بلومبيرج، فإن خسائر ماسك في أسواق المال نتيجة تصاعد الخلاف مع ترامب بلغت 34 مليار دولار، ورغم أن ثروته ما تزال تفوق 270 مليار دولار، إلا أن التهديد بضرب الشركات عبر القنوات التشريعية قد يكون له أثر طويل الأمد على طموحات ماسك التوسعية في قطاعات الفضاء والطاقة والذكاء الاصطناعي.

في المقابل، لم يصمت ماسك، بل ألمح عبر تغريدات إلى إمكانية تأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسم "حزب أمريكا"، كرد فعل مباشر على "تواطؤ الحزبين الجمهوري والديمقراطي"، حسب تعبيره، في تمرير قوانين وصفها بـ"الجنونية".

وهاجم قانون الإنفاق، مشيرًا إلى أنه سيمول حملات ضد المؤيدين له بالكونجرس.

search