الجمعة، 04 يوليو 2025

10:28 ص

من العالمية إلى الشارع.. الإيجار القديم يهدد بتشريد الدكتور محمد غنيم

الدكتور محمد غنيم

الدكتور محمد غنيم

في شقته المطلة على نيل المنصورة منذ أكثر من ستين عامًا، يعيش الدكتور محمد غنيم، الطبيب الذي غير خارطة الطب في العالم، وأسس مركز الكلى بجامعة المنصورة، فحوله إلى وجهة عالمية للفقراء قبل الأثرياء.

ورغم قيمة غنيم العلمية وبصماته في جراحات زراعة الكلى، لم يمتلك عيادة خاصة ولا قصرًا ولا حتى سيارة فارهة.

اليوم، وبعد إقرار قانون الإيجارات القديمة من مجلس النواب، أصبح الدكتور غنيم  الذي تجاوز عمره الـ87 عامًا، مهددًا بالطرد من شقته والبحث عن مسكن بديل، أو الانتظار لما ستعرضه عليه الدولة كما غيره من المواطنين.

تبرع بعائدات عملياته لتطوير مركز الكلى بالمنصورة

بحسب ما رواه الكاتب الصحفي بشير حسن، في منشور على "فيسبوك"، لم يكن غنيم يومًا من الباحثين عن المال، رفض عروضًا مغرية من جامعات ومؤسسات طبية عالمية، وأصر أن تبقى خبرته وقفًا على أبناء بلده، وحتى عائدات عملياته في الخارج كان يضخها داخل مركز الكلى لتطوير الأجهزة وتوسيع قدراته.

يضيف بشير: “الدكتور غنيم الذي يذهب يوميًا إلى مكتبه، ويصلي الجمعة في مسجد المركز، ويشرف على أبحاث علاج السرطان بالخلايا الجذعية، قد يطلب منه غدًا أن يخلي منزله”.

منشور الكاتب الصحفي بشير حسن عن الدكتور محمد غنيم

شقة إيجار وسيارة متواضعة.. تفاصيل حياة الدكتور محمد غنيم بالمنصورة

وبحسب بشير حسن، فإن الدكتور محمد غنيم لا يزال يعيش في شقة بسيطة بنظام الإيجار، زوجته الإنجليزية اختارت أن تعيش إلى جواره هناك، متخلية عن كل مظاهر الرفاهية، لأن سعادتها الحقيقية، كما تقول، تكمن في بساطة العيش.

ويتابع: "أما السيارة التي يقودها الدكتور غنيم، فهي من طراز قديم، لم يفكر أبدًا في استبدالها، كما أنه لا يمتلك عيادة خاصة، بل اشترط على كل من يتولى إدارة مركز الكلى من بعده أن يتفرغ للمركز بشكل كامل، وألا يجمع بين إدارة المرفق والعمل الخاص".

ويضيف: "الدكتور غنيم، حين كان يسافر للخارج لإجراء جراحات زراعة الكلى، لم يكن يحتفظ بعائد تلك العمليات لنفسه، بل كان يضخها بالكامل في المركز، ليتمكن من شراء أجهزة جديدة، وتوسيع خدماته، عروض العمل المغرية من الخارج انهالت عليه، لكنه رفضها بإصرار، مؤمنًا بأن علمه يجب أن يبقى في خدمة وطنه".

طفرة طبية للدكتور محمد غنيم

ويتابع: “اليوم، ما زال الدكتور محمد غنيم يشرف بنفسه على فريق بحثي متكامل يعمل بلا توقف للوصول إلى علاج للسرطان باستخدام الخلايا الجذعية، وهو بحث من شأنه أن يغير مستقبل الطب”.

ويكمل بشير حسن حديثه عن إمبراطور جراحات الكلى في العالم قائلًا: “لعل ما يلفت الانتباه أكثر، هو اهتمام الدكتور غنيم بأدق تفاصيل المركز، من الأجهزة الطبية الدقيقة إلى تنسيق الزهور والنباتات في محيط المبنى، كأنما كل ركن فيه يحمل بصمته”.

محمد غنيم يبحث عن شقة

وتابع: "ورغم هذا التاريخ الطويل من الإخلاص، بات الدكتور محمد غنيم اليوم، وفقًا لما أعلنه مجلس النواب من تعديل لقانون الإيجارات، معرضًا لفقدان شقته التي عاش فيها عمرًا كاملًا، هو وزوجته، ليتسلم بدلًا منها شقة بديلة، لا يعلم مكانها ولا طبيعتها، كما أعلنت وزيرة التنمية المحلية".

ويشير حسن: "إن ما يؤلم حقًا أن رجلًا أفنى حياته في علاج فقراء هذا الوطن، وأسهم في تخريج مئات الأطباء، وتحويل المنصورة إلى مدينة طبية عالمية، بات مطالبًا بأن يستعد هو وزوجته لمغادرة منزله، بعد أن صار القانون لا يفرّق بين القامات الوطنية والناس جميعًا".

واختتم حديثه قائلًا: "بينما كان صديقي أحمد إبراهيم يطالب يومًا بتمثال لغنيم في المنصورة، أقول له اليوم: الدكتور محمد غنيم يحتاج إلى شقة لا إلى تمثال".

search