السبت، 05 يوليو 2025

11:54 ص

عباس شراقي: انسحاب إثيوبيا من الاتفاق الأمريكي 2019 كشف سوء نيتها

الدكتور عباس شراقي

الدكتور عباس شراقي

جاسم حسن

A .A

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تصريحات وزير الري الدكتور هاني سويلم خلال لقائه بسفراء أفريقيا عكست بوضوح الجهود المكثفة التي بذلتها مصر على مدار 14 عامًا لحل أزمة سد النهضة عبر التفاوض.

وأضاف شراقي، خلال مداخلة في برنامج "خط أحمر" على قناة "الحدث اليوم"، أن مصر أبدت حسن نية واضحًا بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق قانوني ملزم في مفاوضات برعاية الولايات المتحدة عام 2019، بينما انسحبت إثيوبيا في اللحظات الأخيرة، مما يكشف عن نهجها المراوغ في التعامل مع الأزمة.

تابع شراقي موضحًا أن إثيوبيا انتهكت اتفاق إعلان المبادئ الموقّع عام 2015، الذي يلزمها بالتنسيق مع دول المصب في إدارة وتخزين السد، مشيرًا إلى أن أديس أبابا أكملت تخزين حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه دون أي تعاون، وهي كمية تتجاوز حصة مصر السنوية من مياه النيل.

وأكد أن هذا الاحتجاز يُسبب ضررًا كبيرًا لمصر، التي تعتمد بشكل أساسي على النيل، ويُفقد سد النهضة أي شرعية قانونية بسبب هذا التصرف الأحادي.

أشار شراقي إلى أن مصر لجأت إلى مجلس الأمن الدولي في عامي 2020 و2021 لإيجاد حل، لكن الملف أُعيد إلى الاتحاد الأفريقي دون تحقيق تقدم يُذكر بسبب تعنت إثيوبيا.

وأضاف أن الدولة المصرية استثمرت أكثر من 500 مليار جنيه في مشروعات لمواجهة الأزمة، مثل إنشاء محطات معالجة مياه عملاقة كـ"بحر البقر" و"المحسمة"، وتحديث أنظمة الري، وتقليص زراعة المحاصيل كثيفة استهلاك المياه.

وأكد أن هذه الإجراءات تعكس التزام مصر بحماية أمنها المائي رغم التحديات، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لفرض اتفاق ملزم يحفظ حقوق دول المصب ويضمن استقرار المنطقة.

search