الإثنين، 07 يوليو 2025

01:11 ص

تكسير عظام خلف الكواليس.. 6 تحديات تهدد مسار حزب ماسك الوليد

إيلون ماسك

إيلون ماسك

في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية الأمريكية، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، تأسيس حزبه السياسي الجديد الذي أطلق عليه اسم "حزب أمريكا" (America Party).

وصرّح ماسك أن الحزب يستهدف تمثيل ما وصفه بـ"80% من الأمريكيين الموجودين في الوسط السياسي"، في محاولة لكسر احتكار الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ويأتي هذا الإعلان بعد تحول لافت في موقف ماسك من مؤيد للرئيس دونالد ترامب إلى أحد أبرز منتقدي سياساته، خاصة في ما يتعلق بملف الإنفاق الحكومي.

رغم التأثير الكبير لماسك على منصات التواصل، وتحكّمه في شركات بحجم "تسلا" و"سبيس إكس"، إلا أن تحليلاً لصحيفة “واشنطن بوست” يشير إلى أن حزبه الوليد يواجه 6 تحديات مصيرية قد تعيق مساره السياسي وتحدّ من طموحاته في التأثير داخل المشهد الأمريكي، والتي تأتي كالتالي:

1- تحديات مؤسسية وقوانين الاقتراع الصارمة

يُعد نظام الانتخابات الأمريكي القائم على مبدأ "الفائز يحصد كل شيء" من أكبر العوائق أمام الأحزاب الثالثة، حيث يصعب على هذه الأحزاب الفوز بأي مقاعد أو تحقيق زخم سياسي، خلافًا للأنظمة التمثيلية النسبية المعتمدة في بعض الديمقراطيات الأخرى.

بالإضافة إلى طبيعة النظام ذاته، لكل ولاية قوانينها الخاصة المتعلقة بالتسجيل وجمع التوقيعات، والتي توصف بأنها "مرهقة"، ويجب على أي مرشح الالتزام بها قبل أن يتمكن من الظهور على ورقة الاقتراع.

2- رياح تاريخية معاكسة للأحزاب الثالثة

لطالما فشلت الأحزاب التي لا تنتمي للجمهوريين أو الديمقراطيين في تحقيق اختراق كبير في السياسة الأمريكية، وآخر مرة فاز فيها مرشح من خارج الحزبين بأصوات انتخابية كانت عام 1968.

حتى الملياردير روس بيرو، الذي حصل على 19% من الأصوات الشعبية عام 1992، لم يتمكن من الفوز بأي أصوات انتخابية بسبب نظام المجمع الانتخابي. وفقًا لـ"العربية". 

ويحذر الخبراء من أن دخول ماسك قد لا يؤدي إلى فوز مباشر، بل إلى "تشتيت" الأصوات، وربما الإضرار بالحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة، خاصة في الولايات المتأرجحة، بحسب "واشنطن بوست". 

3- استراتيجية محدودة النطاق ومحفوفة بالمخاطر

اقترح ماسك التركيز على هدف محدود يتمثل في الفوز بـ"2 إلى 3 مقاعد في مجلس الشيوخ و8 إلى 10 مقاعد في مجلس النواب"، بهدف الحصول على تأثير حاسم داخل كونجرس منقسم بالتساوي، بحسب “واشنطن بوست”.

ورغم أن هذه الخطة أقل تكلفة من حملة شاملة على مستوى البلاد، إلا أن أي حزب ثالث لم ينجح في تنفيذ مثل هذا النموذج التكتيكي في التاريخ السياسي الأمريكي.

4- قاعدة جماهيرية منقسمة وغير متجانسة

يؤكد ماسك أن حزبه الجديد يستهدف ما يصفه بـ"80% من الأمريكيين في الوسط السياسي"، إلا أن أستاذ التاريخ السياسي في "جامعة جورج تاون"، هانز نويل، يرى أن هذه الكتلة، رغم حجمها، تفتقر إلى التماسك الكافي لتشكيل قاعدة حزبية صلبة.

فهؤلاء الناخبون، وإن كانوا غير راضين عن الحزبين التقليديين، لا يجمعهم بالضرورة توجه سياسي موحد أو أهداف واضحة يمكن البناء عليها سياسيًا.

5- صعوبة بناء تحالفات سياسية

منذ القطيعة العلنية بين ماسك وترامب، توترت علاقته بالجمهوريين، بل بدأ بعض حلفاء ترامب بتشكيل لجان سياسية تهدف للتصدي لمشروع ماسك الحزبي.

ويؤكد نويل، أن النجاح السياسي لا يعتمد على المال وحده، بل على بناء تحالفات مع سياسيين ونشطاء، وتكوين قاعدة شعبية مؤمنة بالفكرة، وهو ما يفتقر إليه ماسك في الوقت الراهن.

6- الصبر والاستمرارية.. صفات قد لا تتناسب مع شخصية ماسك

تشير تحليلات إلى أن التحدي الأكبر قد لا يكون سياسيًا أو لوجستيًا، بل نفسيًا، فشخصية ماسك المعروفة بالتسرّع وتفضيل الإنجازات السريعة قد لا تتحمل البيروقراطية السياسية الطويلة والمعقدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتسجيل المرشحين وتحمّل الهزائم.

ويحذر خبراء من أن ماسك قد يواجه سيلًا من المرشحين الطامحين إلى دعمه المالي، ما يعرّض الحزب الناشئ لاضطرابات داخلية، وخطر تكرار تجاربه السابقة في تمويل حملات قضائية مكلفة دون نتائج ملموسة، وفقًا لـ"واشنطن بوست".

search