حكاية مثيرة.. كيف حوّلت النفقة حياة إبراهيم سعيد من الملاعب للقضبان؟

اللاعب إبراهيم سعيد
لم تكن أصوات الجماهير تصمت كلما لامست قدماه المستطيل الأخضر، ولم يكن أحد يتخيل أن من اعتاد رفع الكؤوس سيرفع يومًا يديه مكبلتين بالقيود، ففي لحظة لم يكن يتخيلها أحد، صعد لاعب الكرة الشهير "إبراهيم سعيد" نجم الأهلي والزمالك، سيارة الترحيلات مقيد اليدين، تتأرجح صور الماضي أمام عينيه: صدى الأهازيج، أضواء الملاعب، وأحلام بدت يومًا عصية على السقوط، كان في طريقه إلى السجن لتنفيذ أحكام نفقة صدرت ضده لصالح طليقته، مشهد بدا أقرب إلى الكابوس منه إلى الواقع، ولحظة ثقيلة سقطت كالصاعقة على جمهور اعتاد رؤيته متألقًا بين المدرجات لا واقفًا خلف القضبان.
هنا تبدأ حكاية مثيرة ومليئة بالدهشة، بطلها لاعب أسطوري لم يشفع له تاريخه الكروي ولا شهرته الإعلامية، تحولت حياته فجأة من صيحات الانتصار في الملاعب إلى جدران باردة تخنقه بالديون والأحكام.
إبراهيم سعيد وطليقته
صراع الطليقتين.. بداية الانهيار
بدأت ملامح الكارثة منذ عام 2022، عندما وجدت حياة اللاعب محاصرة بين دعاوى نفقة، لتبدأ فصول صراع طويل بين إبراهيم سعيد وطليقتيه، حيث رفعتا ضده قضايا متتالية لم تهدأ.
وتيرتها، المستشار "محمد رشوان" محامي اللاعب الحالي، كشف لـ"تليجراف مصر" أن طليقة اللاعب إبراهيم سعيد أقامت ضده 31 قضية نفقة حتى عام 2025، ولا تزال مستمرة في رفع قضايا جديدة حتى اليوم.

قضايا تلو الأخرى، حتى وجد اللاعب نفسه مطاردًا بأحكام واجبة التنفيذ، ومطالب مالية لا تنتهي، تهدد حريته وممتلكاته.
أحكام نهائية.. جدران السجون
وسط هذا السيل من القضايا، صدرت أربعة أحكام حبس نهائية ضد إبراهيم سعيد، نُفذت بالفعل وأرسلته خلف أسوار السجن.
المفاجأة الأكثر إيلامًا جاءت حين اكتشف المحامي أن من بين أسباب حبس اللاعب، دعوى أقامتها "ابنته الكبرى" بالتعاون مع والدتها، بعد رفضهما كل محاولات الصلح والتسوية، ليتحول النزاع العائلي إلى قيود حديدية على معصمي الأب.
مزاد علني.. لحظة الانكسار
في مشهد كاد يكتب نهاية اللاعب تمامًا، بدأت إجراءات الحجز على ممتلكاته مع تحديد موعد مزاد علني يوم 28 مايو 2025 لبيعها وتسديد الديون.
لكن رشوان استطاع في أسبوع واحد فقط إيقاف الكارثة، مانعًا ضياع آخر ما يملك إبراهيم سعيد، ليمنحه بعض الأمل وسط هذا النفق المظلم.
بلاغ رسمي.. اتهام بالتلاعب
لم يكتف دفاع اللاعب عند حد إنقاذ ممتلكاته بإيقاف المزاد، بل تقدم رشوان ببلاغ رسمي إلى النائب العام يتهم فيه طليقة اللاعب بالتلاعب في الإجراءات القانونية التي انتهت إلى صدور تلك الأحكام القاسية.
وهو بلاغ كان لا يزال قيد التحقيق حينذاك، وقد يقلب الموازين لصالح اللاعب إذا ثبتت صحته، في معركة قانونية يبدو أنها ستطول.
الوسط الرياضي.. غياب يوجع
رغم الضجة الكبيرة التي أحاطت بالقضية، وشهرة اللاعب وتاريخه في الأهلي والزمالك، إلا أن رشوان أبدى دهشته من غياب الدعم الكامل من نجوم الرياضة وزملاء اللاعب السابق، حيث جاءت استجابة زملائه مخيبة للآمال، باستثناء الكابتن "أحمد شوبير" والكابتن "شادي محمد" اللذين أعلنا تضامنهما معه، لم يظهر أحد ليدافع عنه، لتبقى صورته في ذاكرة الجماهير وحيدًا يواجه العاصفة بلا سند حقيقي من أبناء الوسط الذي صنع اسمه.
قبضة الأمن.. نهاية الحرية
بدأت تفاصيل القضية تتصاعد، وتسارعت الأحداث في 11 مارس 2025، عندما ألقت قوات الأمن القبض على إبراهيم سعيد ونقلته إلى "سجن بدر" لقضاء عقوبة شهر واحد في قضية نفقة لصالح طليقته.
ولم تكن تلك نهاية المطاف؛ فالتحريات كشفت وجود حكمين إضافيين، تبلغ قيمة كل منهما 500 ألف جنيه، وفي حال عدم السداد سيُضاف شهران آخران للحبس، ليرتفع إجمالي مدة العقوبة إلى ثلاثة أشهر.
محاولة ودية.. طريق مسدود
كشف "أحمد المغربي"، المحامي السابق للاعب، أن إبراهيم سعيد كان بين نارين، وحاول حل الأزمة وديًا لأنه في النهاية أب لا يريد حرمان أبنائه، لكنه اصطدم بتعنت الطرف الآخر، ورغبتهم في التصعيد، لتبقى أمامه فقط خيارات قاسية: الدفع أو السجن.
وكلما حاول الاقتراب من التسوية، واجه جدارًا صلبًا من الرفض.
أمل أخير.. وانتظار الإفراج
وسط هذه الفوضى القانونية والأحكام المتراكمة، أكد المحامي محمد رشوان أن إجراءات الإفراج عن إبراهيم سعيد ستُستكمل خلال شهر واحد فقط، بعد أن تم تسوية أغلب القضايا المرفوعة ضده.

ومع كل هذا الغموض، يبقى جمهور اللاعب ينتظر اللحظة التي يعود فيها إلى الحرية، بعد تجربة قاسية كتبت فصلًا غير متوقع في حياة نجم كانت الجماهير تهتف له، قبل أن تسقطه الأرقام والأحكام من عرش النجومية إلى قسوة القضبان.
الإفراج أخيرًا.. واستنشاق الحرية
وبعد شهور من الصمت خلف الجدران الباردة، خرج إبراهيم سعيد اليوم من السجن، مستنشقًا أول نفَس حرية بعد معركة شاقة مع القضايا والأحكام.
بدا مرهقًا في الصور الأولى، يحمل على وجهه ملامح رجل عاش صراعًا داخليًا لم يره الجمهور، لكنه ظل محتفظًا ببقايا ابتسامة تشبه ابتسامة لاعب اعتاد أن يقوم بعد كل سقوط.

الإفراج لم يُغلق أبواب القضايا تمامًا، لكنه أعاد إليه شيئًا من الأمل، وفتح أمامه صفحة جديدة قد تكون أقل قسوة من سابقتها.

الأكثر قراءة
-
عبثت بسلاح.. نهاية مأساوية لطالبة ثانوي في منزل بأسيوط
-
هل توجد مشكلة في شبكتي اتصالات وفودافون اليوم؟.. القصة الكاملة
-
ورقة مفاهيم الأحياء 2025 pdf للمراجعة.. احصل عليها من هذا الرابط
-
أول تعليق من الفنانة الدنماركية في اتهامها لـ مها الصغير بالسرقة (خاص)
-
ساعدها في عبور شريط السكة.. وفاة مسنة ورجل صدمهما قطار بأسيوط
-
عطل يضرب شركات المحمول بعد حريق سنترال رمسيس
-
جدول امتحان الدور الثاني للشهادة الإعدادية بسوهاج لعام 2024-2025
-
مصابة سرطان وحليقة الرأس.. من هي ليزا لاش نيلسون صاحبة لوحة مها الصغير؟

أخبار ذات صلة
بثقب في الحائط.. الحماية المدنية تنقذ مُحتجزا من مصعد بالمقطم
08 يوليو 2025 11:18 ص
النيابة العامة تقرر حبس 11 سائقا لتعمدهم السير عكس الاتجاه
08 يوليو 2025 11:11 ص
تجدد النيران داخل سنترال رمسيس بعد انفجار أنابيب الفريون
08 يوليو 2025 12:07 ص
ارتفاع عدد المصابين في حريق سنترال رمسيس
08 يوليو 2025 09:43 ص
إصابة 5 عمال في انقلاب سيارة ربع نقل أعلى طريق وصلة دهشور بالجيزة
08 يوليو 2025 09:26 ص
في حادث حريق سنترال رمسيس.. 4 وفيات ونقل 25 للمستشفيات وتفحم 4 طوابق
08 يوليو 2025 09:14 ص
وزير الاتصالات يتفقد مصابي حريق سنترال رمسيس بمستشفى المنيرة
08 يوليو 2025 05:00 ص
وزير الاتصالات من موقع حريق سنترال رمسيس: سنعوض المتضررين
08 يوليو 2025 04:42 ص
أكثر الكلمات انتشاراً