الخميس، 10 يوليو 2025

09:25 م

صوت أزعج إسرائيل.. فرانشيسكا ألبانيز في مرمى العقوبات الأمريكية

فرانشيسكا ألبانيز - أرشيفية

فرانشيسكا ألبانيز - أرشيفية

نهى رجب

A .A

برزت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، كواحدة من الأصوات الدولية الأكثر صراحة وانتقادًا للسياسات الإسرائيلية، لا سيما في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات ممنهجة.

وقد أثارت مواقفها الشجاعة غضب إسرائيل، التي تعتبرها "صوتًا مزعجًا" داخل أروقة الأمم المتحدة، فيما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الحليف الأكبر لتل أبيب، إلى تهميشها وفرض ضغوط دبلوماسية متواصلة لإسكاتها أو تحييد دورها. 

عقوبات على فرانشسكا ألبانيز

وفي السياق ذاته، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الأربعاء أنها ستفرض عقوبات على محقق مستقل (فرانشيسكا ألبانيز) مكلف بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، في أحدث جهد تبذله الولايات المتحدة لمعاقبة منتقدي الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 21 شهرًا في غزة، وفقًا لما نقلته “أسوشيتد برس” الأمريكية. 

ونشر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، على منصة “إكس”: “لن يُقبل بعد الآن ما تشنه ألبانيز من حرب سياسية واقتصادية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، سنقف دائمًا إلى جانب شركائنا في حقهم في الدفاع عن النفس”.

وقال روبيو في المنشور: "اليوم، أفرض عقوبات على المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، بسبب جهودها غير المشروعة والمخزية لحث المحكمة الجنائية الدولية على اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين والشركات والمديرين التنفيذيين الأمريكيين والإسرائيليين"، على حد تعبيره.

ومن ناحية أخرى، قالت مديرة برنامج العدالة الدولية في هيومن رايتس ووتش، ليز إيفنسون، إن قرار الحكومة الأمريكية بمعاقبة ألبانيز بسبب سعيها لتحقيق العدالة من خلال المحكمة الجنائية الدولية، يهدف في الواقع إلى إسكات خبيرة الأمم المتحدة لقيامها بعملها، وهو  التحدث بالحقيقة حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والدعوة إلى عدم التواطؤ مع الحكومات والشركات.

وأضافت إيفنسون في بيان: “تعمل الولايات المتحدة على تفكيك المعايير والمؤسسات التي يعتمد عليها الناجون من الانتهاكات الجسيمة”، موضحة :"ينبغي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية أن تقاوم بشدة مساعي الحكومة الأمريكية الوقحة لعرقلة تحقيق العدالة في أسوأ جرائم العالم، وأن تدين العقوبات الفادحة المفروضة على ألبانيز".

إسرائيل تنفي بشدة ادعاءات ألبانيز

ووصفت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف، حيث يقع مقر مجلس حقوق الإنسان الذي يضم 47 عضوًا، تقرير ألبانيز بشأن الانتهاكات الإسرائيلية والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين - بحسب ألبانيز - بأنه لا أساس قانوني له، وتشهيري، وإساءة صارخة لمنصبها وتبييض فظائع حماس.

واحتفل سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون بالتحرك الأمريكي، وقال في بيان يوم الأربعاء: "إن الحملة المتواصلة والمتحيزة التي تشنها ألبانيز ضد إسرائيل والولايات المتحدة تجاوزت منذ فترة طويلة الخط الفاصل بين الدعوة لحقوق الإنسان والحرب السياسية".

حملة إدارة ترامب لتهدئة الانتقادات الموجهة لإسرائيل

ووفقًا لـ “أسوشيتد برس" يُمثل هذا تتويجًا لحملة استمرت قرابة 6 أشهر شنتها إدارة ترامب لقمع الانتقادات الموجهة لتعامل إسرائيل مع الحرب في غزة. 

وفي وقت سابق من هذا العام، بدأت الإدارة باعتقال ومحاولة ترحيل أعضاء هيئة التدريس والطلاب في الجامعات الأمريكية الذين شاركوا في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين وأنشطة سياسية أخرى.

search