الإثنين، 21 يوليو 2025

11:22 م

"العائدون بعد الهروب"| كوكا آخرهم.. هل يتعلم الأهلي من لطمة إبراهيم سعيد؟

كوكا

كوكا

محمود موسى

A .A

بين الهروب من الأهلي واتهام إدارة النادي بالتزوير، وتفضيل الانتقال إلى الغريم التقليدي الزمالك، هناك لاعبين غادروا القلعة الحمراء دون وداع، وتكررت مشاهد "التمرد والهروب" قبل أن يعودوا مرة أخرى.

قائمة الأسماء التي اختارت طريق الرحيل المبكر دون موافقة النادي تضم لاعبين خارج أسوار التتش، ثم عادت لاحقًا إما نادمة أو باحثة عن فرصة جديدة.

ورغم اختلاف التفاصيل، إلا أن القصص تشابهت لكن النهاية واحدة، من لاعب موهوب يتألق في مرحلة الناشئين، يظهر في بطولة دولية أو يثير اهتمام نادٍ أجنبي، فيختار الهروب بدافع الطموح أو بسبب شعوره بالظلم، ورغم أن الأهلي لا يقف على أحد، لكن الباب قد يُفتح مجددًا لهم من جديد.

وترصد "تليجراف مصر" أبرز الهاربين من الأهلي، وكيف كانت نهايتهم مع المارد الأحمر كالتالي:

لطمة إبراهيم سعيد

في فبراير 2001، وقبل أيام قليلة من مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، غادر إبراهيم سعيد القاهرة متوجهًا إلى بلجيكا رفقة ميدو، لينضم إلى نادي جنت بعقد قصير مدته ثلاثة أشهر مقابل 100 ألف دولار.

إبراهيم سعيد، الذي كان من أبرز نجوم المارد الأحمر آنذاك، لم يكن مرتبطًا بعقد رسمي مع النادي، ورغم محاولاته لتمديد التعاقد مع تحسين راتبه، لم تلقِ مطالبه استجابة إيجابية من الإدارة، ما دفعه لاتخاذ قرار الرحيل بحسب ما قال.

المثير في الأمر أن رحيل اللاعب جاء بعد ساعات قليلة من عودته إلى القاهرة عقب مشاركته مع منتخب مصر في مباراة أمام ناميبيا، وكان سجل فيها هدف الفوز في الثواني الأخيرة، ليعود سريعًا من هناك ويستقل طائرة أخرى متجهة إلى بلجيكا برفقة ميدو.

وما زاد الطين بله، أن سفر نجم الأهلي جاء قبل مباراة القمة بيومين فقط، وهي المباراة التي خسرها المارد الأحمر بنتيجة 3-1 مما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الكروية. 

على إثر ذلك، تقدمت إدارة النادي بشكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي قرر لاحقًا إيقاف إبراهيم سعيد لمدة 6 أشهر.

جحيم الأهلي

هاجم إبراهيم سعيد مسؤولي الأهلي بعد واقعة هروبه إلى بلجيكا، مدعيًا أن عقده مع النادي مزور، وأنه تعرض لمعاملة سيئة لا توصف، تصل إلى تعرضه إلى التهديد بالضرب من المدرب العام مختار مختار، كما أنه لم يتقاض مستحقاته.

لم يكتف إبراهيم سعيد بتلك الإدعاءات بل وصف الأجواء داخل النادي بالجحيم، لكن الأهلي رد بقوة على اللاعب في مؤتمر صحفي بمارس 2001، وأكد النادي أنه قدم شكوى رسمية ضد النادي واللاعب إلى الاتحاد المصري لكرة القدم ونظيره البلجيكي كما قدم شكوى إلى "فيفا".

لاحقا، اعتذر نادي جنت عن تعاقده مع اللاعب، ليعود إبراهيم سعيد ويقدم اعتذارا شفهيا ومكتوبا للأهلي وجماهيره وخضع للتحقيق من قبل النادي.

لم يمر الأمر مرور الكرام، ليقرر طارق سليم رئيس جهاز الكرة، إيقاف اللاعب لمدة 6 أشهر مع عرضه للبيع، كما سيتدرب بشكل منفرد بعيدا عن الفريق.

استغل الزمالك الأمر وقدم عرضا رسميا للنادي الأهلي للتعاقد مع اللاعب مقابل 300 ألف جنيه، لكن بعد امتثال اللاعب عاد مجددا إلى اللعب مع الفريق وجدد عقده مع النادي.

عاد إبراهيم سعيد للمشاركة مع الأهلي بعد موافقة أعضاء مجلس إدارة النادي رغم رفض الراحل صالح سليم رئيس القلعة الحمراء عودة اللاعب.

رؤية صالح سليم أثبت صحتها، ليتمرد اللاعب مرة أخرى على النادي وينتقل إلى الزمالك قبل موسم 2004-2005 في صفقة انتقال حر، ويؤكد أنه "زمالكاوي" منذ الصغر.

سهرات صلاح حسني

أحمد صلاح حسني، أحد أبرز المواهب التي نشأت في النادي الأهلي، لكنه اتخذ قرارًا مثيرًا للجدل في بدايات مسيرته الكروية، بعدما غادر القلعة الحمراء دون إذن، متجهًا نحو شتوتجارت الألماني.

ورغم وصف الواقعة بـ"الهروب"، إلا أن هذه الخطوة فتحت أمامه أبواب المنتخب المصري، ليشارك مع الفراعنة تحت قيادة الراحل محمود الجوهري رغم عدم مشاركته أساسيا مع النادي الألماني.

وبعد سنوات من الغياب، قرر الأهلي استعادة حسني في يناير 2003، وعاد اللاعب إلى بيته الأول وسط توقعات بمساهمة قوية في الخط الهجومي للفريق، وبالفعل، تمكن من تسجيل عدد من الأهداف.

لكن تلك العودة لم يكتب لها النجاح، إذ رحل مجددًا عن الأهلي، وهذه المرة بسبب مشاكل انضباطية، إذ كشفت تقارير صحفية سهره المتكرر وعدم التزامه، ما دفع الإدارة لاتخاذ قرار بالاستغناء عنه، لتنتهي بذلك تجربته الثانية في النادي ويخيب آمال الإدارة والجماهير.

أحمد صلاح حسني: اتظلمت من الأهلي ووقعت للزمالك والاسماعيلي وقلبي لم يطاوعني  - الأهلى . كوم
أحمد صلاح حسني

إلى جنة كرة القدم

في عام 1998، فاجأ هاني سعيد الأهلي بهروبه، وهو في الثامنة عشرة من عمره، عقب تألقه اللافت في بطولة كأس العالم للناشئين التي استضافتها مصر. 

واستغل اللاعب تألقه الدولي ليحجز لنفسه مكانًا في الكالتشيو إذ انتقل إلى صفوف نادي باري الإيطالي.

وبعد سنوات في جنة كرة القدم مع أندية باري وبيستويسي وفيورنتينا، عاد اللاعب إلى صفوف المصري البورسعيدي ومنه إلى الإسماعيلي ليتألق مع الدراويش.

وفي صيف 2008، تنافس القطبان الأهلي والزمالك على ضم اللاعب، ليرفض الإسماعيلي بيع اللاعب إلى المارد الأحمر بعد محاولات مضنية من جانب النادي، ليقرر الأخير الانصياع لرغبة الدراويش وينتقل إلى الأبيض في صدمة لمسؤولي النادي.

هاني سعيد

“خيانة النادي”

في فبراير 2018، غادر الناشئ أحمد عبد القادر ناديه الأهلي للاحتراف، ومن ثم انتقل إلى سبارتا براج التشيكي.

وأطلق أمين عرابي أحد مدربي القطاع انتقادات لاذعة، مؤكدا أن اللاعب خان النادي بعد انقطاعه عن المران لمدة شهرين ورحيله دون علم وموافقة القلعة الحمراء.

ورد عبد القادر على تصريحات المدرب قائلا "قرار الرحيل لم يكن بدافع التمرد، بل جاء نتيجة صدمة شخصية، حيث فوجئ بعدم وجود عقد رسمي موثق له داخل النادي، رغم توقيعه عليه منذ عام 2014".

"لم أتقاضى أي مستحقات مالية، وحين توجهت للاستفسار عن السبب قالوا لي، عقدك غير موجود وأنه ضاع".

عاد الأهلي للتعاقد مع اللاعب من النادي التشيكي في سبتمبر 2020، قبل أن يعيره إلى سموحة ليتألق مع النادي السكندري ويعود للمارد الأحمر لاستكمال مسيرته.

بعد ابتعاده عن التشكيل الأساسي رفقة السويسري مارسيل كولر خلال الموسم قبل الماضي، انتقل عبد القادر إلى قطر القطري على سبيل الإعارة قبل أن يعود مجددا.

وبعد ابتعاده عن حسابات المدير الفني الجديد خوسيه ريبيرو، قرر اللاعب الرحيل عن النادي إلى الدوري السعودي تحديدا إلى الحزم، لكن الصفقة فشلت بعد رفض النادي استكمال المحادثات بين الناديين.

وبحسب مصدر خاص لـ"تليجراف مصر" جلس أحمد عبد القادر مع مسؤولي الزمالك من أجل الانتقال إلى الفريق في بداية موسم 2026-2027 عقب نهاية عقده مع الأهلي، ليقرر الرحيل إلى الغريم التقليدي، في صدمة قوية للجماهير الحمراء.

القصة الأخيرة

في عام 2012، اتخذ أحمد حسن كوكا قرارًا مفاجئًا بالرحيل عن الأهلي دون الحصول على إذن مسبق من إدارة النادي، متوجهًا إلى البرتغال لخوض تجربة احترافية مبكرة في صفوف نادي ريو آفي البرتغالي.

وجاءت الخطوة بعدما شعر اللاعب بعدم وجود رؤية واضحة بشأن تصعيده إلى الفريق الأول، بالإضافة إلى طموحه الشخصي في الاحتراف الخارجي مبكرًا.

وبالفعل نجح كوكا في فرض نفسه سريعًا في الدوري البرتغالي، ليبدأ رحلة طويلة في الملاعب الأوروبية، تنقل خلالها بين عدة أندية أبرزها سبورتينج براجا وأولمبياكوس اليوناني، ويصبح لاحقًا أحد أبرز المهاجمين المصريين المحترفين في الخارج، رغم عدم تألقه مع منتخب مصر.

وعلمت "تليجراف مصر"، أن محمد يوسف المدير الرياضي للأهلي استطلع رأي اللاعب من أجل العودة من جديد في ظل الرحيل الوشيك للمهاجم الفلسطيني وسام أبو علي.

وأثار أحمد حسن "كوكا"، مهاجم لوهافر الفرنسي الجالي، الجدل بعد نشره صورة عبر حسابه على "إنستجرام" مرتديًا قميص الأهلي خلال فترة وجوده في قطاع الناشئين، أثناء احتفاله بلقب مع الفريق، ليفتح الباب أمام عودته من جديد.

وتساءل البعض على مواقع التواصل الإجتماعي عن كيف يتعاقد الأهلي مع لاعب "هرب" منه من قبل ليعيد إلى الأذهان سيناريوهات إبراهيم سعيد وهاني سعيد وأحمد صلاح حسني وأحمد عبد القادر.. فهل يتعلم الأهلي من الدرس القاسي أم يكون كوكا هو الاستثناء!

search