
من الثانوية للكلية.. خطوة نحو الحلم
ها نحن نصل إلى لحظة طال انتظارها، لحظة الحصاد بعد سهر الليالي، والقلق الطويل، والتعب الذي تقاسمه الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم. لحظة نتائج الثانوية العامة، التي نبارك فيها من القلب لكل طالب وطالبة اجتهدوا ونجحوا، ولكل أسرة رافقتهم بمحبة وصبر.
هذه ليست مجرد درجات، بل قصة كفاح ومثابرة، وها هو النجاح اليوم يزهر بين أيديهم، خطوة أولى نحو المستقبل الذي حلموا به.
لكننا في خضم هذه الفرحة لا ننسى من لم يسعفه الحظ، ولا نعتبر أن ما حدث نهاية الطريق، بل ربما يكون بداية جديدة أكثر نضجًا ووضوحًا. الحياة لا تختصر في امتحان، والنجاح الحقيقي لا يُقاس دائمًا بالأرقام، بل بالقدرة على الوقوف من جديد، والمحاولة بروح أقوى وعقل أكثر إصرارًا. لكل من لم يحقق ما أراد، نقول: لم تنتهِ الحكاية بعد، بل بدأت الآن.
وفي خضم مشاعر الفرح، لا تخلو البيوت من الأغاني التي باتت جزءًا من طقوس النجاح في كل بيت مصري. تتردد الأصوات عالية بضحكات الأهل والأصدقاء وهم يرددون من القلب: "الناجح يرفع إيده... وإحنا معاه بنغنيله". وتتعالى الزغاريد وتتوالى رسائل التهنئة التي تبدأ بـ: "سنة حلوة يا جميل" وكأنها إعلان بصوت الفرح أن عامًا جديدًا من الأمل قد بدأ. إنها لحظة العمر، تختصر التعب في ضحكة، والانتظار في دمعة فخر، وتمنح لكل بيت مساحة من النور والامتنان.
تحية كبيرة نرفعها للآباء والأمهات، هؤلاء الأبطال الصامتين، الذين كانوا الجدار الذي استند عليه الأبناء في لحظات التعب والانهيار. كانوا الدعم، والسند، والطمأنينة في كل لحظة قلق. هم الذين تحملوا التوتر بصمت، وأخفوا مخاوفهم كي لا يثقلوا على أبنائهم. شكراً لكل أم أعدّت فطورًا وسهرت تدعو، ولكل أب حرص على تأمين الهدوء والراحة، فأنتم جزء لا يتجزأ من هذا النجاح.
والآن، بعد الثانوية، تبدأ مرحلة جديدة لا تقل أهمية أو تحديًا: مرحلة الجامعة. هنا تبدأ ملامح الشخصية في التبلور، وتُصنع القرارات التي تشكل المصير. هنا لا ينفع الحفظ وحده، بل تُختبر مهارات التفكير، والحوار، والاختيار. الجامعة ليست فقط شهادة، بل هي تجربة نضج، ومجال للبحث عن الذات، وتكوين علاقات حقيقية، وبناء حلم يمتد لما بعد قاعات الدراسة.
إلى كل ناجح اليوم، لا تجعل فرحتك تنسيك أن هذا النجاح مجرد بداية، فاجعل منه منطلقًا نحو شيء أعظم. وإلى من تعثر، تذكّر أن الحياة أكثر رحابة من ورقة امتحان، وأن الفشل مرحلة، لا هوية. وإلى الآباء والأمهات: أنتم من يستحق التقدير الأول، لأن ثمار جهودكم باتت الآن أكثر وضوحًا.
من الثانوية للكلية، ليست مجرد نقلة تعليمية، بل انتقال من المراهقة إلى النضج، من التوجيه إلى الاختيار، من الاعتماد إلى الاستقلال. فهنيئًا لنا جميعًا بهذه الرحلة التي تبدأ الآن.

الأكثر قراءة
-
منهج الكيمياء للصف الثاني الثانوي 2026 pdf.. رابط مباشر
-
منهج الفيزياء للصف الثاني الثانوي 2026 pdf.. رابط التحميل
-
مواعيد عرض مسلسل أيام الجزء الثالث والقنوات الناقلة
-
بالأسماء.. تفاصيل حادث انقلاب أوتوبيس بصحراوي الأقصر
-
مدير قنوات النهار: الرياضة أداة لبناء ولاء المواطنين للدول
-
إصابة 5 أشخاص في انقلاب ميكروباص ببورسعيد
-
بالتردد.. موعد مباراة منتخب مصر وبوركينا فاسو والقناة المجانية الناقلة
-
زيادة أسعار الكهرباء 2025.. هل تطبق في سبتمبر أم يفرض التضخم كلمته؟

مقالات ذات صلة
توقعات ما قبل الزواج… وماذا نفعل حين تصطدم بالواقع
05 سبتمبر 2025 08:48 ص
ماذا لو استعاد الرجل والمرأة روح النبي في بيت الزوجية؟
03 سبتمبر 2025 09:26 ص
المرأة المادية الباردة.. بريق بلا دفء
29 أغسطس 2025 08:33 ص
هل تحب المرأة “الشقط” والباد بوي؟
22 أغسطس 2025 09:00 ص
العيش في بيت العيلة.. امتحان صعب للحب والزواج
14 أغسطس 2025 09:30 ص
وجوه مشوّهة لـ امرأة قوية مستقلة متحكمة
07 أغسطس 2025 09:00 ص
كيف تفتح المرأة قلبها للحب من جديد بعد أن أغلقه رحيل الأب؟
31 يوليو 2025 01:26 م
الدنجوان مان
24 يوليو 2025 11:29 ص
أكثر الكلمات انتشاراً