تحذير من "سرقة الديدان".. الأمن الغذائي في خطر

حذّر رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاج الأرز، الدكتور حمدي الموافي، من كارثة قومية تهدد مستقبل الأمن الغذائي في مصر، بسبب اعتداءات وعبث متكرر بأراضي المشروع المخصصة لإكثار وإنتاج سلالات وأصناف الأرز النادرة، في محطات ومراكز البحوث الزراعية التابعة للدولة.

لا تقدر بثمن

وأكد الموافي، في منشوره عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن المشروع، الذي تأسس منذ عام 1917 ويعد أحد ركائز الأمن الغذائي الوطني، بات مهددًا بشكل غير مسبوق، بعد قيام بعض الأفراد، بالتعدي على مشاتل الأرز والعبث بها بغرض استخراج دودة الأرض وبيعها لمحال أدوات الصيد، مما ألحق أضرارًا بالغة بالسلالات النادرة والتراكيب الوراثية التي لا تقدر بثمن.

وأوضح أن الأراضي المعتدى عليها تحتوي على سلالات وهجن حديثة ومستنبطة، بالإضافة إلى أصناف تاريخية محسّنة، عمل عليها الباحثون لعقود، من أجل الوصول إلى إنتاجية عالية تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحصول الاستراتيجي الأهم في مصر. 

حالة من القلق والخوف

وأضاف أن ما يتم تخريبه اليوم ليس مجرد نباتات، بل هو نتاج أكثر من قرن من العمل البحثي والاستثمار الحكومي بمليارات الجنيهات.

وتابع رئيس المشروع القومي للأرز قائلًا: "نعيش منذ أكثر من أسبوعين حالة من القلق والخوف على ثروة قومية تتعرض للضياع أمام أعيننا، بسبب أفعال جهلة يبيعون ديدان الأرض مقابل حفنة من الجنيهات، دون وعي أو إدراك بحجم الخسارة التي تلحق بالدولة والبحث العلمي".

نصرف عليها الملايين

وأضاف الموافي بأسى: "ما المطلوب مني؟ هذه أرض حق انتفاع لمشروع قومي، ونصرف عليها الملايين لتطوير أصناف الأرز الهجين، والسوبر، والبسمتي، من أجل مستقبل الوطن وإطعام الشعب، ثم يأتي من يسرقها بلا رادع، أناشد كل جهة معنية بالتدخل الفوري، فليس من مهامي التصدي لمثل هؤلاء، ولكننا بحاجة للحماية العاجلة".

ووحذر من أن استمرار هذه الاعتداءات قد يؤدي إلى ضياع أصناف وراثية فريدة لا يمكن تعويضها، مشددًا على أن الخسارة لا تصيب مشروعًا علميًا فقط، بل تضرب الأمن الغذائي لملايين المصريين في الصميم.

وقال: "نطالب بحماية البحث العلمي، واحترام عقول وعلماء هذا الوطن، الذين أفنوا أعمارهم من أجل أن تظل مصر مكتفية من غذائها، وآمنة في قوتها".