السبت، 26 يوليو 2025

02:35 ص

القبض على أوباما.. ترامب يشعل معركة تزييف الوعي بالذكاء الاصطناعي

ترامب يعتقل أوباما في فيديو مزيف

ترامب يعتقل أوباما في فيديو مزيف

مصطفى عبد الفضيل

A .A

انتشر خلال الأيام الماضية، مقطع مصور يظهر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وهو يقاد مكبل اليدين من قبل عملاء الـFBI داخل المكتب البيضاوي، قبل أن يظهر مرتديا زي السجن البرتقالي في زنزانة مظلمة، كأنه مشهد أقرب لفيلم هوليوودي خيالي.

المقطع أرفق بأغنية "Y.M.C.A" الشهيرة كخلفية موسيقية ساخرة، والتي يحب دونالد ترامب، الرقص عليها، كما جاء في صحيفة “people”، لكن المفاجأة لم تكن في المقطع، بل عندما أعاد الرئيس الأمريكي نشر المقطع على منصته الخاصة Truth Social بعد أن أخذه من حساب على التيك توك ينشر مقاطع مثل هذه مولدة بالذكاء الاصطناعي.

لقطة من الفيديو

زيف تكنولوجي

المقطع الذي حقق ملايين المشاهدات في ساعات قليلة، ليس حقيقيًا على الإطلاق، بل مجرد فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي، حيث تم استخدام تقنيات متقدمة لتوليف صورة أوباما في مشهد اعتقال درامي، لكن ترامب لم يوضح أن الفيديو مفبرك، بل علق عليه قائلًا: “لا أحد فوق القانون”.

ترامب ينشر الفيديو عبر حسابه

وهو ما فتح بابًا واسعًا من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصًا أن الفيديو تزامن مع تصريحات نارية أطلقتها السياسية الجمهورية تولسي جابارد، اتهمت فيها إدارة أوباما بالتواطؤ في “مؤامرة خيانة” ضد ترامب أثناء فترة ولايته، وذلك وفقًا لصحيفة "Time".

كما شارك ترامب، صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي منسوبة إلى مستخدم باسم ”@sirtemplemount" على منصة إكس، والتي أظهرت صورًا مزيفة لأوباما ومسؤولين من إدارته مع عبارة "The Shady Bunch" والتي تعني “المجموعة المشبوهة”.

 صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي

أوباما يرد

في رد رسمي، علق الرئيس الأسبق أوباما، على الفيديو واتهامات الخيانة بوصفها: "ادعاءات عبثية، وأن هذا لا معنى له وهو مجرد تشتيت"، وذلك وفقا لقناة “fox news”.

لقطة من الفيديو المزيف

وقال مكتب أوباما: "مكتبنا لا يحترم عادة هذا الهراء المستمر، والمعلومات المضللة التي تنسحب من البيت الأبيض، ولكن هذه الادعاءات فظيعة بما يكفي لتستحق ردًا واحدًا".

وتابع: “أنها سخيفة وتشكل فرصة، للتشتيت، وتقوض الاستنتاج المقبول على نطاق واسع بأن روسيا عملت على التأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2016، من خلال لعب العديد من الأصوات دون نجاح”.

وأضاف: "قد تم تأكيد هذه النتائج في تقرير عام 2020 الذي أصدرته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي يرأسها آنذاك ماركو روبيو".

ومن جانبها، أرجع محللون لصحيفة “the guardian”، تصرفات ترامب بأنها محاولة للهروب من المسائلة من خلال تشتيت الرأي العام عن التسربيات المتداولة مؤخرا من ملف إبستين، والتي كشفت وثائق قد تضر بأسماء سياسية بارزة على رأسهم ترامب.

عاصفة إعلامية وحديث أخلاقي

صحف ومجلات عالمية كـ Time، Msn،و NYMag، وصفت الفيديو، بأنه "استعراض مثير للقلق"، خاصة أنه يروج لمحتوى مزيف على لسان شخصية سياسية بحجم ترامب.

كما نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، تحليلًا بعنوان "3 أشياء يجب أن ترعبنا بشأن فيديو ترامب المزيف لأوباما"، محذرة من أن مثل هذه المقاطع تمثل خطرًا داهمًا على الديمقراطية والثقة العامة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.

الفن في خدمة الفوضى؟

من المفارقات أن الفيديو استخدم أغنية "Y.M.C.A" الشهيرة التي عادةً ما تُستخدم في الأجواء الاحتفالية، مما زاد من سخرية المقطع، لدرجة دفعت فرقة Village People نفسها للتعليق على استخدام أغنيتهم، قائلة: "لم نمنح الحق لاستخدام أغنيتنا في هذا السياق السياسي"، وفقًا لموقع "people".

بوستر الأغنية

ويبدو أن الأمر تجاوز مجرد فيديو ساخر إلى حرب ثقافية وأخلاقية، تدار بأدوات رقمية، لم تعد فيها الحقيقة قادرة على الصمود أمام المؤثرات البصرية والتضليل المُتقن.

هل هي بداية عصر الخيال السياسي؟

رغم أن الفيديو لا يملك أي قيمة قانونية، فإن وقعه السياسي عميق، حيث يرى ملايين الأمريكيين رئيسًا سابقًا مكبل اليدين، ولو زيفًا فهو يغذي خيالًا سياسيًا خطيرًا، ويمهد لتصعيد خطابي غير مسبوق.

لقطة من الفيديو المزيف
لقطة من الفيديو المزيف
search