فندق فاخر في لندن يتحول إلى وكر جرائم.. ماذا يفعل اللاجئون؟

فندق Thistle City Barbican
مصطفى عبد الفضيل
باتت منطقة باربيكان (Barbican) الراقية في لندن تعيش على وقع قلق يومي بعد أن تحول فندق “مدينة ثيسل”، المصنف بثلاثة نجوم، إلى مأوى لطالبي اللجوء، ليصبح رمزًا لفوضى أمنية واجتماعية، بعدما كان مقصدًا للسياح، وفقا لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية.
90 جريمة في عام واحد
شهدت المنطقة ما لا يقل عن 90 جريمة خلال عام واحد فقط، جميعها منسوب إلى مهاجرين يقيمون بداخل الفندق، متمثلة في مراتب مشتعلة وأجهزة تلفزيون يتم إلقاؤها من النوافذ، وما لا يقل عن 41 ضيفًا متهمين بجرائم تتراوح بين الاعتداء الجنـسي والسرقة وخطف الحقائب.

حادثة تكشف الواقع المؤلم
بدأت القصة عندما فوجئ الموظف الحكومي “أوفوما أودو” من سكان المنطقة، بأن نافذة سيارته الخلفية تحطمت إثر سقوط جهاز تلفزيون عليها من إحدى غرف الفندق القريبة.

تجاهل الشرطة للواقعة
بدأت شرطة لندن التحقيق ثم أغلقته سريعًا بحجة عدم توافر دليل مباشر، وعندما ظهر التلفزيون المفقود في الطابق الرابع، وأُلقي القبض على الشخص المشتبه به، جرى إطلاق سراحه مجددًا لعدم وجود شهود عيان، رغم أن مدير الفندق أبلغ الشرطة بالفاعل.
ومع تجاهل وزارة الداخلية للشكوى، اضطر صاحب السيارة “أودو” إلى تحمل تكاليف إصلاح سيارته بنفسه، التي بلغت 750 جنيهًا إسترلينيًا.
حجم المشكلة يتجاوز الأفراد
ما تعرض له أودو ليس إلا نقطة في بحر من الشكاوى التي تفجرت مؤخرًا حول الفندق ذاته، فمن خلال تحقيق أجرته صحيفة “The Mail on Sunday” كشف أن من بين 70 فندقًا مماثلًا في أنحاء بريطانيا، تم اتهام 312 مهاجرًا بارتكاب 708 جرائم، والمدهش أن فندق “مدينة ثيسل باربيكان” وحده شهد تورط 41 نزيلاً مهاجرًا في أكثر من 90 جريمة خلال عام واحد فقط.

جرائم تتراوح بين السرقة والاعتداء الجنسي
من الحرق العمد إلى الاعتداء الجسدي والجنسي، السرقات المتكررة، التحرش، السلوك العدواني، وجرائم السكاكين، المتهمون معظمهم من الذكور، تتراوح أعمارهم بين العشرينيات والثلاثينيثات، ويعيشون داخل الفندق الممول بالكامل من الحكومة البريطانية.

في كثير من الحالات، كانت الأحكام الصادرة مخففة، وبعض المدعى عليهم حصلوا على عقوبات مجتمعية بدلًا من السجن، بسبب عدم توفر الوسائل المالية لديهم.
التلاعب بالنظام ومخالفات قانونية علنية
على الرغم من أن المهاجرين غير مسموح لهم بالعمل، فإن صورًا التقطت لهم وهم يرتدون سترات توصيل طعام لشركات مثل “أوبر إيتس” و"دليفرو"، أمام الفندق، ورصدت دراجات توصيل كهربائية يستخدمها النزلاء علنًا.
المجتمع المحلي يدفع الثمن
سكان وأصحاب أعمال قريبون من الفندق تحدثوا عن اضطراب حياتهم اليومية، منهم “بليدار كيرجو” صاحب مطعم قريب، قال: "إن زبائنه يخشون القدوم ليلاً بسبب المشاحنات خارج الفندق"، وأضاف: "أن بعض النزلاء يدخلون مطعمه ويطالبون بخفض الأسعار أو يغادرون دون دفع".
كما أن صاحبة أحد الحانات القريبة كشفت عن لجوء شابتين لمكانها بعد أن قام بعض الرجال من الفندق بتصويرهن، وأشارت إلى أن الشرطة لم تحرك ساكناً عندما اشتكت، بحجة أن ما يحدث خارج الفندق لا يدخل في نطاق مسؤوليتهم، بالإضافة إلى أن الأطفال لم يعودوا يشعرون بالأمان للعب في الحدائق القريبة، وفقًا لروايات أمهاتهم.
مخاوف تتصاعد واحتجاجات في مناطق أخرى
الأزمة لا تقتصر على لندن، حيث إن في إيبينج، إسيكس، اندلعت احتجاجات بعد اتهام أحد طالبي اللجوء بالاعتداء الجنسي على تلميذة، ورغم نفيه للاتهامات، تصاعد الغضب الشعبي، وفي كناري وارف، تجمهر محتجون بعد انتشار شائعات بأن فندقاً آخر تم تخصيصه لاستقبال مهاجرين تم نقلهم من مناطق أخرى.


قضية حسين بوغروة
من أبرز الأمثلة على الوضع الفوضوي قضية الجزائري حسين بوغروة، البالغ من العمر 34 عامًا، حيث التقطته كاميرات المراقبة وهو يسرق حقيبة في حانة وسط لندن.
الشرطة ألقت القبض على بوقروع مرتين، لكنها أفرجت عنه بكفالة ليستمر في جرائمه، ووصل إجمالي ما سرقه لأكثر من 10 آلاف جنيه إسترليني، إضافة إلى حيازته مواد مخدرة واستخدام بطاقات ائتمان مسروقة.
ورغم اعترافه بالذنب، حُكم على بوقروع بالسجن لمدة 24 أسبوعًا، ما يعني إطلاق سراحه لاحقًا بسبب خصم مدة التوقيف الاحتياطي.
ووفق القانون الحالي، فإن الترحيل التلقائي لا يُطبق إلا على من يحكم عليهم بالسجن لأكثر من 12 شهرًا، ما يتيح له مواصلة طلب اللجوء وربما العودة للجريمة.

ضرر دائم على الممتلكات والسلامة
تحدث سكان المنطقة عن مراتب محترقة تلقى من النوافذ، وسرقة ممتلكات من المحال التجارية، وتخريب مستمر للبنية التحتية، أما الشرطة فغالبًا ما تكون موجودة لكنها عاجزة عن ردع التصرفات العدوانية المتكررة، وسجلات المحكمة أظهرت أيضًا حالات خنق واعتداءات جنسية بين نزلاء الفندق وضد سكان الحي.
الضرر الاقتصادي والنفسي على أصحاب الأعمال
أحد أصحاب المقاهي قال إن زبائنه هجروه، رغم أن إيجاره السنوي يبلغ 30 ألف جنيه إسترليني، وأكد أن المشاكل المتكررة، مثل القمامة التي ترمى أمام محله، تصعب من استمراره في العمل.
النساء في خطر مستمر
تحدثت الشابة “سكاي جونز” التي تسكن مقابل الفندق عن شعورها الدائم بعدم الأمان، خصوصًا في الصباح الباكر، وقالت إن صديقاتها لا يشعرن بالراحة عند العودة إلى المنزل، بينما قالت “إيما أندروز” وهي أم لثلاثة أطفال، إنها لاحظت رجالاً من الفندق يحدقون في الفتيات الصغيرات أثناء اللعب في الحديقة.
كما عبرت أم لطفلين تُدعى “بولين” عن قلقها الشديد، قائلة إنها لم تعد تسمح لأطفالها باللعب في الخارج دون مرافقة جماعية، وتحدثت عن حادثة يوم تعميد ابنها، حين ألقيت مرتبة مشتعلة من نافذة الفندق، ما استدعى تدخل فرق الإطفاء.
عقبة سياسية وأمنية معقدة
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أنها تعمل على تسريع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين والمجرمين الأجانب، لكن الوقائع تشير إلى أن الحلول لا تزال بعيدة.
ورغم أنها أكدت ترحيل أكثر من 5000 مجرم أجنبي خلال عام، فإن ثغرات قانونية تتيح للبعض الإفلات من العقاب، خصوصًا من حكم عليهم بأقل من 12 شهرًا، ما يعني بقاءهم على الأراضي البريطانية واستمرارهم في تقديم طلبات لجوء جديدة.

الأكثر قراءة
-
حيلة جديدة للمستأجرين تهدد قانون الإيجار القديم.. هل ينقذه "الشمول الأسري"؟
-
رابط الاستعلام عن نتيجة الثانوية الأزهرية 2025.. بعد قليل
-
حركة تنقلات الشرطة 2025.. الداخلية تنهى تجهيزات إعلان ترقيات الضباط
-
فرعون دارفور يستهدف الذكور.. قبيلة المساليت شاهدة على أوجاع السودان
-
والد الطالب الثالث مكرر على الثانوية الأزهرية علمي: حلم السنين تحقق
-
"الخانكة التخصصي" ينقذ حياة سيدة بعد انفجار حمل خارج الرحم
-
حركة تنقلات الشرطة 2025.. تجديد الثقة في اللواء أحمد عزت مديرًا لأمن الفيوم
-
المجموع الكلي للثانوية الأزهرية 2025.. علمي وأدبي

أخبار ذات صلة
مقتل وإصابة 3 جنود إسرائيليين في انفجار مدرعة بغزة
27 يوليو 2025 11:00 ص
"حنظلة" تغير مسارها نحو السواحل المصرية.. وتخطط لـ"دخول طارئ"
26 يوليو 2025 11:34 م
تشمل 3 مناطق.. إسرائيل تعلن هدن إنسانية يومية في غزة
27 يوليو 2025 10:38 ص
تجاهلتا دعوة ترامب.. استمرار الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا
27 يوليو 2025 10:10 ص
حماس: اعتراض السفينة "حنظلة" جريمة إرهاب وقرصنة
27 يوليو 2025 06:07 ص
ماكرون يحذر من مجاعة في غزة ويشكر السيسي على دعمه
27 يوليو 2025 02:34 ص
على حافة المجاعة.. غزة عاجزة عن البقاء على قيد الحياة
26 يوليو 2025 07:07 م
من النسبية إلى الأفلام.. أغرب 10 امتحانات في العالم
27 يوليو 2025 12:19 ص
أكثر الكلمات انتشاراً