الأربعاء، 06 أغسطس 2025

01:06 ص

وداع مهيب لـ "عبدالرحمن فرغلي".. شهيد الواجب يوارى الثرى في أسيوط

تشييع الشهيد

تشييع الشهيد

اسيوط / سيد حمادة

A .A

شيّع المئات من أهالي قرية النزالي جنوب، التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، ظهر اليوم الاثنين، جثمان رقيب أول عبدالرحمن فرغلي، أحد أفراد الشرطة المكلفين بمرافقة مدير أمن الوادي الجديد اللواء عصام الدين عبدالله، والذي توفي إثر حادث مؤلم وقع على الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة المنيا، وأسفر أيضًا عن وفاة اللواء عصام عبدالله أثناء توجهه لتسلّم مهام عمله الجديد.

وداع مؤثر وسط مشاعر الحزن

منذ وصول نبأ الوفاة إلى القرية، خيّم الحزن على الأجواء، وتوافد المئات من الأهالي وأقارب الفقيد لتقديم واجب العزاء وتوديع ابن قريتهم، الذي عُرف بأخلاقه الطيبة وانضباطه وجديته في أداء عمله.

شهدت الجنازة مشاهد إنسانية مؤثرة، حيث انهار والده أمام القبر وهو يردد بصوت ممزوج بالبكاء: "يا ريتني أنا يا عبدالرحمن.. يا ريتني أنا يا ابني"، بينما أصيب شقيقه الأكبر، القادم من السفر، بحالة انهيار وصراخ: "أجي من الغربة عشان أدفنك؟ أدفنك يا عبدالرحمن؟"، أما زوجته فلم تكف عن البكاء وهي تودع رفيق عمرها ووالد أبنائها، وسط ألم عميق لا توصفه الكلمات.

سجل مشرف ونهاية في ميدان الواجب

كان الفقيد عبدالرحمن فرغلي يعمل أمين شرطة في خدمة تأمين القيادات الأمنية، وشارك في العديد من المهام الميدانية ضمن فرق الحراسة، وتميز بالالتزام والجدية والتفاني في أداء واجبه الوطني.

كان ضمن الطاقم الأمني المرافق للواء عصام عبدالله خلال توجهه إلى محافظة الوادي الجديد لاستلام عمله كمدير للأمن، قبل أن تتحول الرحلة إلى مأساة بفقدانهما إثر الحادث المؤلم على الطريق الصحراوي.

الجثمان إلى مثواه الأخير وسط وداع شعبي

بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، خرج جثمان الفقيد من المستشفى، ورافقه عدد من زملائه من رجال الشرطة في موكب جنائزي حزين إلى قريته، حيث أُديت صلاة الجنازة في مسجد القرية، ثم ووري الثرى في مقابر العائلة، وسط حضور شعبي واسع.

غمر المشهد سكونٌ حزين، وصمتٌ ثقيل، ودموع لا تنتهي، معبّرين عن حزنهم العميق لفقدان أحد أبنائهم الأوفياء، الذين لم يتوانوا في خدمة الوطن، مؤكدين أن الحادثة ليست مجرد خسارة أسرية، بل ألم وخسارة للمجتمع بأكمله.

رحيل في ميدان الشرف

رحل عبدالرحمن فرغلي تاركًا خلفه زوجة مكلومة، وطفلًا يتيمًا، وأسرة مكسورة، لكنه رحل وهو يؤدي واجبه الوطني بشرف، ليضاف اسمه إلى قائمة من ضحوا بحياتهم فداءً لهذا الوطن.

search