الجمعة، 01 أغسطس 2025

01:19 م

شينخوا: الحوار والمنفعة سبيل استقرار العلاقات التجارية الصينية الأمريكية

الصين وأمريكا

الصين وأمريكا

A .A

في أحدث جولة من المحادثات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة التي عُقدت في ستوكهولم من الإثنين إلى الثلاثاء، أجرى الجانبان تبادلات صريحة ومعمقة وبناءة حول موضوعات ذات اهتمام مشترك، ما أرسل إشارة واضحة بأن أكبر اقتصادين في العالم لا يزالان ملتزمين بالحوار وإدارة الخلافات وتعزيز الاستقرار العالمي.

وبحسب وكالة “شينخوا” الصينية، فإنه استنادًا إلى التوافق الذي تم التوصل إليه في الاجتماع، سيواصل الجانبان الدفع باتجاه استمرار التعليق المؤقت الذي تصل مدته إلى 90 يومًا لرسوم جمركية نسبتها 24% فرضها الجانب الأمريكي من باب المعاملة بالمثل، فضلًا عن الإجراءات المضادة التي اتخذها الجانب الصيني.

مبدأ الحوار والتشاور

وقالت إن التقدم المحرز في المحادثات يُبرهن مرة أخرى على أنه طالما اتبع الجانبان التوافق الهام الذي توصل إليه رئيسا الدولتين وتمسكا بمبدأ الحوار والتشاور على قدم المساواة، يمكنهما إدارة الخلافات بفعالية، وبناء الثقة المتبادلة، ودفع العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية نحو اتجاه صحي ومستقر ومستدام.

فخلال المحادثات، أكد الجانب الصيني أن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة يكمن في المنفعة المتبادلة، فالصين والولايات المتحدة تحققان مكاسب من التعاون وتتكبدان خسائر من المواجهة. 

وأشار الجانب الأمريكي أيضًا إلى أن الحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية مستقرة بين الولايات المتحدة والصين يعد أمرًا ذا أهمية كبيرة لاقتصادي البلدين ولاقتصادات العالم بأسره.

وشكّل هذا الإدراك المشترك أساسًا رئيسيًا مكّن الجانبين من الالتقاء، وإجراء حوار مثمر وإحراز تقدم ملموس.

تكامل صيني أمريكي

وعلى مدى عقود، كان أكبر اقتصادين في العالم متكاملين بشكل عميق، ويجمعهما قدر كبير من المصالح المشتركة وإمكانات واسعة للتعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري، ولا يمكن لأي حواجز جمركية مصطنعة أن تفكك بسهولة هذا التكامل الاقتصادي القوي.

ومن جانبها، تخوض الصين هذه المشاورات بكل صدق وإخلاص مع تمسكها بحزم بمبادئها غير القابلة للتفاوض وتأكيدها المستمر على ضرورة أن يحترم كل منها الشواغل الأساسية للطرف الآخر.

موقف الصين من "الرسوم الجمركية المفروضة من باب المعاملة بالمثل" بشكل أحادي من قبل الولايات المتحدة هو موقف واضح ومتسق مفادة أنها في جوهرها إجراءات أحادية وحمائية تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية.

والصين مستعدة لمعالجة الخلافات بشكل ملائم وإيجاد حلول من خلال الحوار والتشاور. ولكن يجب إجراء هذا الحوار على قدم المساواة.

فحق الصين في التنمية غير قابل للتصرف، وعزمها على حماية مصالحها الأساسية وحقوقها التنموية لا يتزعزع، كما إن أي محاولة للضغط على الصين لحملها على تقديم تنازلات بشأن مسائل مبدئية تُعد أمرا غير واقعي.

وعلى الرغم من أن بعض القضايا الأعمق في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة لا يمكن حلها بين عشية وضحاها، إلا أن التقدم يبدأ بخطوات ملموسة، ويؤمل أن تمضي الولايات المتحدة في الاتجاه نفسه الذي تسلكه الصين، بما يحول التوافق الهام الذي توصل إليه رئيسا الدولتين والزخم الإيجابي الذي أفرزته المحادثات إلى إجراءات عملية.

ومن خلال القيام بذلك، يمكن للجانبين المساعدة في استقرار علاقاتهما الاقتصادية، وبناء ثقة متبادلة أكبر، والحد من سوء التقدير، وتعميق التعاون، وإعادة العلاقات إلى مسار التنمية السليمة والمطردة في أقرب وقت ممكن. 

search