السبت، 02 أغسطس 2025

04:34 م

توظيف أمريكي ضعيف ينعش آمال خفض الفائدة.. هل يرضخ الفيدرالي؟

الفيدرالي الأمريكي

الفيدرالي الأمريكي

سجلت سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة، عقب صدور تقرير الوظائف في الولايات المتحدة لشهر يوليو، والذي جاء أضعف من المتوقع، ما عزز توقعات الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه قريبًا إلى خفض أسعار الفائدة لكبح التباطؤ في سوق العمل.

ووفقًا للبيانات، تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار 17 نقطة أساس لتصل إلى 3.79%، وهو أكبر انخفاض ليوم إعلان تقرير الوظائف منذ يوليو 2024. كما تراجعت عوائد السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 9 نقاط أساس لتصل إلى 4.29%، ما يعكس توجه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن وسط توقعات بمزيد من التيسير النقدي.

توقعات متزايدة بخفض الفائدة

دفع التقرير الأخير الأسواق إلى رفع رهاناتها بشأن قيام الاحتياطي الفيدرالي بتيسير السياسة النقدية في المستقبل القريب، حيث أصبح المستثمرون يتوقعون خفضين للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال 2025، مع ترجيح كبير بأن يبدأ أول خفض في اجتماع سبتمبر المقبل.

وارتفعت احتمالية هذا الخفض إلى 76% بعد صدور التقرير، مقارنة بنسبة 36% فقط قبل نشر البيانات، وذلك وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية (FedWatch Tool)، ما يعكس تغيرًا كبيرًا في المزاج العام للأسواق تجاه توجهات الفيدرالي.

خلاف داخل الفيدرالي

وفي ضوء هذه التطورات، عبر عضوان من مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، وهما كريستوفر والر وميشيل بومان، عن قلقهما من أن تأخير خفض أسعار الفائدة قد يلحق ضررًا غير مبرر بسوق العمل، وصوت كلاهما ضد قرار الفيدرالي الأخير بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، مفضلين خفضًا فوريًا بمقدار ربع نقطة مئوية.

ورغم ذلك، حافظ رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، على نبرة حذرة، مؤكدًا أن سوق العمل لا تزال "قوية"، في ظل بقاء معدل البطالة عند مستويات منخفضة تاريخيًا، لكنه أقر بتباطؤ خلق الوظائف، مشيرًا إلى أن تراجع المعروض من العمالة، لاسيما مع انخفاض الهجرة، ساعد في الحفاظ على توازن سوق العمل حتى الآن.

تقرير الوظائف لشهر يوليو

أظهرت بيانات التوظيف الصادرة اليوم، أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 73,000 وظيفة فقط في القطاعات غير الزراعية خلال شهر يوليو، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات التي أشارت إلى إضافة 106,000 وظيفة.

كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.2% مقارنة بـ4.1% في يونيو، ليتماشى مع تقديرات المحللين. أما متوسط الأجور بالساعة فقد ارتفع بنسبة 0.3% على أساس شهري، وبنسبة 3.9% على أساس سنوي، وهو ما يُظهر تباطؤًا نسبيًا في وتيرة نمو الأجور مقارنة بفترات سابقة.

إلى جانب ذلك، تراجع معدل المشاركة في القوى العاملة إلى 62.2% من 62.3% في الشهر السابق، ما يعكس تراجعًا في عدد الأفراد الذين ينشطون في سوق العمل.

وتجدر الإشارة إلى أن أرقام التوظيف السابقة لشهري مايو ويونيو تمت مراجعتها بالخفض، حيث أظهرت البيانات الجديدة أن الاقتصاد الأمريكي أضاف وظائف أقل بـ258,000 وظيفة ما أشارت إليه التقديرات الأولية، ما يزيد من القلق بشأن متانة سوق العمل في ظل تشديد السياسات النقدية على مدى العامين الماضيين.

search