الإثنين، 04 أغسطس 2025

06:57 ص

الصحة تنقل تجربة مصر العالمية في القضاء على فيروس سي

الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة

الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة

نظمت وزارة الصحة والسكان المصرية بالتعاون مع شركة روش العالمية فعالية موسعة بقصر محمد علي باشا تحت شعار: "نقل تجربة مصر في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي إلى دول العالم: الدروس المستفادة، الاستراتيجيات، والتأثير العالمي".

مسار القضاء على فيروس سي

تأتي هذه الفعالية في سياق التزام الدولة المصرية بالعمل على القضاء على التهاب الكبد، وتكريس تجربتها الذهبية كنموذج يحتذى به على مستوى العالم، وذلك بعد أن أصبحت مصر أول دولة في العالم تحصل على الاعتماد الذهبى من منظمة الصحة العالمية كمثال يُحتذى به في مسار القضاء على فيروس سي، كما جاء في تقرير المنظمة الصادر في يونيو 2023.

قال وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، تعقيباً على الحدث: “ما نحتفل به الليلة ليس مجرد إنجاز صحي عالمي؛ بل تمثل مصر اليوم شهادة حيّة على إنجاز صحي عالمي لا مثيل له”. 

أعلى معدلات الإصابة بفيروس سي

أضاف “لقد تمكنّا من تحويل واقعنا الصحي الوطني، بعد أن كنا نعاني من أعلى معدلات الإصابة بفيروس سي في العالم، إلى أن أصبحنا أول دولة على مستوى العالم تحقق التصنيف الذهبي على طريق القضاء على المرض، والحقيقة أنه لم تكن هناك أسرة واحدة في مصر إلا وتأثرت بفيروس سي”. 

وتابع “لقد كان وباءً صامتًا استنزف الأرواح، والآمال، والمستقبل لكن مصر رفضت أن تقبل بذلك الواقع، اخترنا أن نواجه، وأن نقاتل واليوم، نجني ثمار ذلك الإصرار الوطني، ولم يكن هذا الطريق سهلاً، بل تطلّب تنسيقًا غير مسبوق، والتزامًا راسخًا، وشجاعة استثنائية”.

أكبر شبكات التشخيص والعلاج في العالم

وأكمل "لقد بنينا واحدة من أكبر شبكات التشخيص والعلاج في العالم، وضمنّا توفير الأدوية ليس فقط بتوافرها، بل مجانًا لكل من يحتاجها والأهم من ذلك، أننا لم نكتفِ بحل المشكلة داخليًا، بل قمنا بنقل تجربتنا للآخرين ممن يواجهون تحديات مماثلة، ليصبح نموذج مصر قصة تستحق أن تُروى، والأهم من ذلك تستحق أن تُعاد تجربتها".

القضاء على فيروس سي

أكد الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون المبادرات، أن مصر حققت تقدمًا غير مسبوق في القضاء على فيروس سي، مشيرًا إلى أن الدولة تمكنت بحلول أوائل عام 2020 من علاج ما يعادل 36% من إجمالي عدد المرضى المؤهلين للعلاج على مستوى العالم، وهو ما يمثل إنجازًا عالميًا يعكس التزام القيادة السياسية بالصحة العامة وتبنيها لاستراتيجيات مستدامة لمكافحة الأمراض.

أوضح حساني، خلال العرض التقديمي بعنوان التجربة المصرية في القضاء على فيروس سي ودورها كمرجع عالمي، أن هذا النجاح الكبير ساهم في خفض معدلات الإصابة والوفيات المرتبطة بالفيروس بشكل ملحوظ، مضيفًا أنه من المتوقع أن تُمنع نحو 250 ألف إصابة جديدة بحلول عام 2030، إلى جانب تفادي ما يقرب من مليون سنة من الحياة المعدّلة بالإعاقة.

أشار إلى أن البرنامج لم يكن له أثر صحي فقط، بل كان له أيضًا مردود اقتصادي ملموس، حيث حققت مصر عائدًا يتجاوز 11 دولارًا مقابل كل دولار تم استثماره في البرنامج على مدار عشر سنوات، فضلًا عن توفير ما يقدر بـ7 مليارات دولار من التكاليف المباشرة وغير المباشرة.

تابع حساني: "تجربة مصر لم تعد مجرد قصة نجاح وطنية، بل أصبحت نموذجًا دوليًا يحتذى به، ومرجعًا أساسيًا للدول التي تسعى للقضاء على الفيروس."

أضاف أن مصر لم تحتفظ بتجربتها داخل حدودها، بل امتد تأثيرها إلى دعم 11 دولة في أفريقيا وآسيا، من خلال توفير التشخيص والعلاج، والمساهمة في بناء قدرات العاملين بالصحة العامة في أكثر من 40 دولة، بالتعاون مع المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وكذلك 20 دولة بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي.

شدد مساعد الوزير على أن هذا الدور الإقليمي والدولي يعكس إيمان مصر العميق بأن الصحة مسؤولية تضامنية تتجاوز الحدود الجغرافية، مشيرًا إلى أن نجاح الدولة في هذا الملف يأتي في إطار رؤية استراتيجية متكاملة وضعتها القيادة السياسية، تقوم على توسيع مظلة الوقاية والعلاج، وتحقيق العدالة الصحية لكافة المواطنين داخل مصر وخارجها.

أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص

علق الدكتور اندرياس باوم السفير السويسري في مصر، رحلة مصر نحو التخلص من وباء التهاب الكبد الوبائي "سي"، مدفوعة بمبادرة "100 مليون صحة"، هي قصة تلهم العالم. هذا التحول، الذي يمتد لمكافحة سرطان الكبد، يبرز أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مثل تعاون "روش" و"جيبتو فارما". 

ويعزز هذا التعاون، الذي يدمج الخبرة السويسرية في الإنتاج المحلي للأدوية المتطورة، مرونة الرعاية الصحية المصرية وتنميتها الاقتصادية ورأس مالها البشري، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. تفخر سويسرا بشراكتها مع مصر في هذا المسعى الحيوي، الذي يمثل نموذجًا للدول التي تسعى للتغلب على التحديات الصحية وتحقيق التقدم.

السياسات الصحية ودعم الأسواق

قال الدكتور زياد الأحول، رئيس قطاع الشؤون الحكومية والسياسات الصحية ودعم الأسواق في شركة روش، "نفخر في روش بشراكتنا الممتدة مع وزارة الصحة لأكثر من 40 عامًا، والتي تُجسد نموذجًا فعّالًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص في مواجهة الأمراض ذات العبء المجتمعي الكبير والأولوية في الرؤية الوطنية للصحة.

كما نلتزم بدورنا في بناء قدرات المنظومة الصحية وتعزيز كفاءة الكوادر الطبية في مصر. إن استثمارنا المستدام في تطوير الإمكانيات المحلية يُسهم بشكل مباشر في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية وتحقيق نتائج أفضل لصحة المواطن المصري".

تُعد الفعالية منصة دولية بارزة لتسليط الضوء على التجربة المصرية كنموذج يُحتذى به في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي وشهد الحدث مشاركة رفيعة المستوى من رموز القطاع الصحي على المستويين الوطني والدولي من قيادات منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان والقيادات الوطنية في مجال الصحة ، وتم استعراض الاستراتيجيات الناجحة التي تبنتها الدولة في مجالات التشخيص المبكر، والعلاج.

تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والمنظمات الصحية الدولية، بما يسهم في تسريع وتيرة القضاء على الفيروسات الكبدية عالميًا.

وتؤكد الفعالية التزام مصر بدورها الإقليمي والدولي في دعم الدول ذات الاحتياج، ونقل خبراتها لبناء أنظمة صحية فعّالة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030.

وقد شهد الحدث نقاشاً مثمراً في إطار التعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث سُلِط الضوء على مشروع توطين الأدوية بين مدينة الدواء "جيبتو فارما" وشركة روش كإنجاز استراتيجي يدعم المنظومة الصحية المصرية. تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع في تركيزه على الأدوية المستخدمة في علاج سرطان الكبد، والتي تتوافق مع أحدث البروتوكولات العالمية والتوصيات الوطنية. 

يؤكد هذا الإنجاز قدرة الدولة على تصنيع علاجات منقذة للحياة محليًا، ويسهم في بناء قدرات وطنية متخصصة، ويدعم الاقتصاد المصري عبر التصنيع المحلي عالي التقنية وتوفير فرص عمل جديدة.

search