الجمعة، 08 أغسطس 2025

01:38 م

في ذكرى رحيله.. حسن الأسمر "كتاب حياة" امتلأت صفحاته بأغاني البسطاء

حسن الأسمر

حسن الأسمر

محمود حجاب

A .A

يُعد الفنان حسن الأسمر من أبرز نجوم الغناء الشعبي الذين تمكنوا من حفر أسمائهم في ذاكرة الجمهور المصري، بصوته المميز وأسلوبه الفريد الذي مزج بين الشجن والإحساس الشعبي الأصيل، وتميز بقدرة استثنائية على التعبير عن مشاعر البسطاء، وكانت أغانيه مرآة حقيقية لنبض الشارع المصري.

ذكرى رحيل حسن الأسمر

وتحل اليوم 7 أغسطس، الذكرى الـ14 لرحيل حسن الأسمر، الذي غادر عالمنا في عام 2011، بعد رحلة فنية أثرت الساحة الغنائية والدرامية، وظلت أعماله حاضرة بقوة في وجدان جمهوره حتى اليوم.

من العباسية إلى قمة الشهرة

وُلد الفنان حسن الأسمر في حي العباسية بالقاهرة، وينحدر من أصول صعيدية تعود إلى محافظة قنا. ورغم نشأته في العاصمة، حمل صوته نكهة الجنوب ودفء التراث الشعبي.

بدأ مشواره الفني في ثمانينيات القرن الماضي، واستطاع أن يفرض نفسه سريعًا كأحد أبرز نجوم الأغنية الشعبية، بفضل قدرته على المزج بين الألحان الموروثة وروح العصر الحديث، ليصبح صوتًا نابضًا يعبر عن هموم وأحلام الشارع المصري.

كتاب حياتي يا عين.. في ذكرى رحيل حسن الأسمر ملامح من مشواره في الغناء  والتمثيل
حسن الأسمر

“كتاب حياتي يا عين”

في عام 1991، قدّم حسن الأسمر أغنيته الأشهر "كتاب حياتي يا عين"، والتي تحوّلت سريعًا إلى نشيد شعبي يردده المصريون في الأفراح والمآتم على حد سواء.

لم تكن مجرد أغنية، بل حالة وجدانية كاملة، عبّر فيها عن فلسفة الحياة ببساطة وصدق، لا سيما في مقطعها الشهير: "الفرح فيه سطرين.. والباقي كله عذاب"، الذي أصبح أيقونة للحزن الشعبي، ومثالًا على القدرة على تحويل الألم إلى فن خالد.

برؤية إنسانية وصوت صادق، رسم حسن الأسمر بهذه الأغنية ملامحه الفنية، وأثبت أنه ليس مجرد مطرب شعبي، بل صوت معبّر عن وجدان الناس.

أغاني خالدة ومسيرة فنية لا تُنسى

سطع نجم حسن الأسمر في سماء الغناء الشعبي من خلال مجموعة من الأغاني التي أصبحت علامات خالدة في تاريخ الفن المصري، أبرزها: "كتاب حياتي يا عين"، والتي أعاد تقديمها لاحقًا في حملة إعلانية شهيرة، إلى جانب أغنيات "لا يا حبيبي"، "أنا أهو وأنت أهو"، "توهان"، و"سمارة"، التي جسدت مشاعر الشارع المصري بصدق وعفوية.

موهبة لم تقتصر على الغناء

لم يتوقف عطاؤه عند حدود الطرب، بل امتد إلى الدراما والمسرح، حيث قدم أدوارًا بارزة أبرزها مشاركته في مسلسل "أرابيسك" الذي ترك فيه بصمة مميزة، إلى جانب مشاركته في مسرحية "باللو"، ما أظهر موهبته المتكاملة كممثل يمتلك حضورًا قويًا على الشاشة والمسرح.

عودة مفاجئة في إعلان رمضان 2011

بعد سنوات من الغياب عن الساحة الفنية، فاجأ حسن الأسمر جمهوره بظهور قصير في إعلان تجاري خلال شهر رمضان عام 2011، أعاد فيه تقديم أغنيته الشهيرة "كتاب حياتي"، في لحظة أثارت الحنين والدهشة في آنٍ واحد.

الأقدار لم تمهله طويلًا، فرحل عن عالمنا في 7 أغسطس 2011، بعد أيام قليلة من هذا الظهور، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يُنسى.

هاني الأسمر يطرح دويتو غنائيًا مع والده الراحل باستخدام الذكاء الاصطناعي

يذكر أن الفنان هاني الأسمر فاجأ جمهور الأغنية الشعبية بطرح عمل جديد بعنوان "أغلى من عينيا"، يجمعه صوتيًا بوالده الراحل حسن الأسمر، من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وكشف هاني أن والده كان قد سجّل الأغنية بالفعل قبل وفاته، لكنها لم تُطرح في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أنه قرر أن يضيف صوته إليها لتخرج في شكل دويتو غنائي مؤثر، يعيد الجمهور إلى نغمة وحنين صوت حسن الأسمر، ويجمع بين جيلين في عمل فني واحد.

وقد تم طرح الأغنية خلال الشهر الماضي عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي، وهي من كلمات أحمد شتا، ألحان محمود الخيامي، توزيع موسيقي ياسر ماجد، وإنتاج محمد العشري.

وتحمل الأغنية عددًا من المفاجآت الفنية، سواء من حيث الأداء أو التقنية، لتُعد تجربة جديدة تمزج بين الحنين إلى الماضي وأدوات الحاضر.

حسن الأسمر ونجله
الفنان الراحل حسن الأسمر ونجله المطرب هاني الأسمر بالذكاء الاصطناعي

إرث فني لا يزال حيًا في وجدان المصريين

رغم مرور 14 عامًا على رحيله، لا تزال أغاني حسن الأسمر تُصدح في الأفراح والمقاهي الشعبية، لتبقى شاهدة على موهبة استثنائية جمعت بين الأصالة والحداثة، وخلّدت اسمه كأحد أعمدة الطرب الشعبي المصري، الذي عبر بصدق عن هموم ومشاعر الناس.

search