الجمعة، 08 أغسطس 2025

03:46 م

غزة بين قرار نتنياهو وغضب الداخل الإسرائيلي.. ماذا ينتظر القطاع؟

دبابات إسرائيلية على حدود غزة

دبابات إسرائيلية على حدود غزة

نهى رجب

A .A

في خطوة تُبرز عمق الأزمة الداخلية في إسرائيل، أقرَّ "الكابينت" (المجلس الأمني المصغَّر) خطة احتلال قطاع غزة بالكامل، مما تفجر خلافات حادة داخل أروقة السلطة، وخرج رئيس الأركان، وهو في موقف نادر، ليرفض الزج بجيشه في "مستنقع حرب طويلة"، معلنًا أنه "الأب والأم لكل جندي" في تصعيد يكشف هشاشة المؤسسة العسكرية أمام الضغوط السياسية.

أما في الشوارع الإسرائيلية، فقد عمَّ الغضب الاحتجاجات، ما يعكس انقسامًا داخليًا عميقًا واحتقانًا لا يملك سوى تصديره عبر مزيد من التصعيد ضد الشعب الفلسطيني.

إعلان الاحتلال وتداعياته

في أول ساعات صباح اليوم الجمعة، أعلن مكتب نتنياهو أن "الكابينت" وافق على اقتراح احتلال غزة بالكامل. 

الجلسة التي استمرت عشر ساعات وصفها نتنياهو بأنها السبيل إلى "هزيمة حماس". 

بينما أكدت صحف إسرائيلية نية الجيش اقتحام غزة قريبًا، مصحوبة بتعهدات بتقديم مساعدات مدنية خارج مناطق العمليات.

وفي مقابلة مع "فوكس نيوز"، أعلن نتنياهو نيته تسليم السيطرة على غزة لـ"قوات عربية لا تهددنا"، مؤكدًا أن الحرب "قد تنتهي غدًا" إذا سلمت حماس أسلحتها وأفرجت عن الأسرى "دون قيد أو شرط".

انقسامات وهواجس داخلية

قرار الكابينت أظهر انقسامًا سياسيًا عميقًا. خرجت عائلات الأسرى في مظاهرات أمام مقر الاجتماع، خشية أن يؤدي التصعيد لمقتل أبنائهم. وتظاهر عشرات من الإسرائيليين أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب، مطالبين بإيقاف الحرب. 

أما والد أسير لدى المقاومة، فقد ربط بين الاحتلال وغياب المخطوفين إلى الأبد، معتبرًا أن الحكومة "تخلت عنهم".

كما صدرت تحذيرات من شخصيات أمنية بارزة، أبرزها رئيس الأركان إيال زامير، الذي وصف العملية بأنها "ورطة عسكرية" ذات تبعات صعبة، قد تستغرق عامين وتعرض الجنود والأسرى للخطر.

وبموازاة التحذيرات، عبّر زعيم “الديمقراطيين” يائير جولان عن غضبه، قائلاً إن القرار "كارثة ستدوم أجيالًا"، داعيًا إلى إسقاط الحكومة. 

وفي المقابل، رأى رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان أن ما حدث يؤكد أن "قرارات الحياة والموت لا تُتخذ بناءً على الأمن".

ضغوط دولية وضوء أمريكي

دوليًا، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية إسرائيل إلى التراجع عن السيطرة العسكرية على غزة، محذّرة من التهجير القسري وأهمية احترام القانون الدولي. 

من جانبها، تبنت الولايات المتحدة موقفًا متّسمًا بلامبالاة، ما فُسر كضوء أخضر ضمني.

الرد الفلسطيني وعواقب القرار

أكدت الفصائل الفلسطينية أن الاحتلال يمثل "هروبًا إلى الأمام" و"إعلانًا لإبادة جماعية"، وأن غزة ليست رقعة شاغرة بل مدينة مقاومة. من جهتها، وصفت حماس قرار نتنياهو بأنه "انقلاب على مسار المفاوضات"، مشيرة إلى أن تصريحاته تكشف دوافع الانسحاب من محادثات أوصلتها إلى طريق مسدود.

search