الأحد، 10 أغسطس 2025

07:28 م

تقرير أمريكي: إسرائيل فاقت النازيين في معدلات قتل المدنيين بغزة

القصف الإسرائيلي على قطاع غزة - أرشيفية

القصف الإسرائيلي على قطاع غزة - أرشيفية

نهى رجب

A .A

كشفت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، في تقرير لها، اليوم الأحد، استنادًا إلى بيانات صحية وأبحاث دولية، حجم الخسائر المروعة في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يقارب عامين من الحرب الإسرائيلية والحصار الشامل حولا القطاع إلى أرض قاحلة مدمرة، بينما يواجه السكان خطر الموت تحت القصف أو الجوع أو الأمراض نتيجة الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية.

حصيلة القتلى أكبر من المعلن

ووفقًا للمجلة، فإن بيانات وزارة الصحة في غزة، لفتت إلى استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة نحو 145 ألفًا بجروح خطيرة، مع ترجيح أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير، بسبب آلاف الأجساد العالقة تحت الأنقاض أو الوفيات الناتجة عن الأمراض والمجاعة ونقص الرعاية.

الأرقام الرسمية تقلل من الحقيقة

نقلت "فورين أفيرز" عن دراسة نشرتها "ذا لانسيت" البريطانية، أن الإحصاءات الرسمية قد تقلل من حصيلة القتلى المباشرة بنسبة تصل إلى 107%، فضلًا عن تجاهل كامل للوفيات غير المباشرة.

وقدرت الدراسة، أن الحرب على غزة، ربما أودت بحياة ما بين 26 ألفًا و120 ألف فلسطيني إضافي، ما يرفع العدد المحتمل للضحايا إلى أكثر من 186 ألفًا، أي ما بين 5% و10% من سكان غزة قبل الحرب.

أعلى نسب دمار في تاريخ النزاعات الحديثة

بحسب "فورين أفيرز"، فإن هذه الحملة، تمثل المثال الأكثر دموية لاستخدام دولة غربية القوة العسكرية ضد المدنيين، وهو مستوى لم يسبق أن وصلت إليه دول ديمقراطية، باستثناء الحصار على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.

دمار شامل للبنية التحتية

وأشارت المجلة، إلى أن صور الأقمار الصناعية، التي حللتها وسائل مثل "إيكونوميست" و"فايننشال تايمز"، توضح أن 60% من مباني غزة و90% من المنازل دمرت أو تضررت بشدة، إضافة إلى تدمير جميع الجامعات الـ12، و80% من المدارس والمساجد، واستهداف الكنائس والمكتبات، فيما تبقى 20 مستشفى من أصل 36 تعمل جزئيا وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات.

فشل في تحقيق الهدف المعلن

رغم حجم الدمار، قالت "فورين أفيرز"، إن إسرائيل لم تحقق هدفها المعلن بالقضاء على حماس، إذ ما زالت الحركة قادرة على التجنيد، وقد استقطبت أكثر من 15 ألف مقاتل جديد منذ بدء الحرب، أي أكثر من خسائرها المقدرة بين 11 و13 ألفًا، في حين أن شعبية الحركة ارتفعت أو ظلت ثابتة، خاصة في الضفة الغربية.

سياسة محفوفة بالمخاطر

ورأت المجلة، أن سياسة العقاب الجماعي غالبًا ما تؤدي إلى ما يعرف بـ"تأثير بيرل هاربر"، حيث يزداد تماسك المجتمع المستهدف حول قيادته، مشيرة إلى أن هذا الوضع، إلى جانب توسع المستوطنات وعنف المستوطنين في الضفة، يرفع احتمالات اندلاع جبهة جديدة.

ولفتت "فورين أفيرز" إلى أن المحكمة الجنائية الدولية، كانت أصدرت أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، وأن دولًا غربية، بدأت الاعتراف بدولة فلسطين، فيما ظهرت انتقادات حتى داخل الولايات المتحدة، متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.

واختتمت المجلة، تقريرها، بالتأكيد أن استمرار الحرب يفاقم عزلة إسرائيل، ويقوض صورتها كدولة ديمقراطية، ويهدد أمنها على المدى الطويل عبر خلق أجيال جديدة من المقاتلين، داعية إلى حلول سياسية وإنسانية بديلة بدلًا من الاعتماد على القوة العسكرية.

search